يتواجه نادي أطالانطا الإيطالي مع باريس سان جرمان الفرنسي مساء اليوم الأربعاء في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا في كرة القدم، وهو يحمل صفة مفاجأة الكرتين الإيطالية والأوروبية لهذا الموسم. فبعد إقصاء عملاق إيطاليا يوفنتوس ونابولي في ثمن النهائي، بقي أطالانطا ممثلا لإيطاليا الباحثة عن لقبها الأول منذ 2010 حينما توج إنتر ميلانو في المسابقة القارية الأولى. وسيفتقد أطالانطا هدافه السلوفيني يوسيب إيليتشيتش صاحب 21 هدفا هذا الموسم في مختلف المسابقات، بينها خمسة في دوري الأبطال. وقال مدربه الخبير جان بييرو غاسبيريني "سنفتقد إيليتشيتش كثيرا.. كان موسمه. حتى فبراير كان الأكثر نجاعة هجوميا لدينا". لكن قوة أطالانطا تكمن في العدد الكبير للاعبيه القادرين على الوصول إلى الشباك وسجلوا 118 هدفا في مختلف المسابقات. وسجل كل من الكولومبيين دوفان زاباتا ولويس موريال 19 هدفا، أضاف الكرواتي ماريو باشاليتش 11 ودينامو خط الوسط الأرجنتيني بابو غوميز ثمانية، فضلا عن تسعة أهداف للأوكراني رسلان مالينوفسكي. ومنحت الطبيعة الغريبة للموسم آمالا إضافية لأطالانطا بمواصلة الحلم في مشاركته القارية الأولى، فيما لم يحقق في تاريخه الذي يعود إلى 112 سنة سوى لقب كأس إيطاليا 1963. وقال نجم الفريق غوميز "ينتمي أطالانطا إلى المدينة وتشعر بأنك جزء منها". وأضاف "نعرف أننا فريق من مدينة يبلغ عدد سكانها نحو مئة ألف نسمة، ولسنا فريقا من العاصمة. لكننا نعلم إلى أين نذهب وبماذا نرغب". وتابع "تعلمنا كثيرا في هذه الرحلة، من المباراة الأولى في دوري الأبطال عندما تلقينا أربعة أهداف أمام دينامو زغرب (الكرواتي)". واختتم "رفعنا المستوى والآن يطالبوننا بدوري الأبطال. تحقيق هذا الهدف لا يقدر بثمن". وتحول أطالانطا من فريق متوسط في إيطاليا إلى منافس على اللقب، بحلوله ثالثا في آخر موسمين، تحت إشراف رئيس النادي الملياردير أنتونو بيركاسي الذي حمل ألوان النادي كمدافع. مع ذلك، بدأ مشوار فريق غاسبيريني بشكل كارثي هذا الموسم في دوري الأبطال، وخسر أول ثلاث مباريات في دور المجموعات وتلقى 11 هدفا، لكنه تأهل بشق النفس إلى ثمن النهائي. في المقابل، يدخل باريس سان جرمان مثخنا بإصاباته، لكن نجمه البرازيلي نيمار سيكون جاهزا لمواجهة أطالانطا والتذكير بأنه أغلى لاعب في العالم. وتأتي مباراة الأربعاء قبل يوم من الذكرى الثالثة لقدوم مهاجم برشلونة الإسباني السابق إلى العاصمة الفرنسية. ويبدو أن النجم البالغ 28 عاما قد تأقلم في باريس وبفورمة جيدة تؤهله تخطي أطالانطا وايصال الفريق إلى نصف نهائي دوري الأبطال منذ الاستحواذ القطري في 2011. وقال نيمار في مقابلة مع الموقع الرسمي للنادي الأسبوع الماضي "أعتقد أني أعيش في أفضل أيامي منذ قدومي إلى باريس". وفي أسبوع يحتفل فيه باريس سان جرمان بالذكرى الخميسين لتأسيسه، يجد المدرب الألماني توماس توخل نفسه أمام معضلة لتعويض إصابات أبرز نجوم تشكيلته. يتوقع أن يجلس نجمه هجومه الآخر كيليان مبابي على مقاعد البدلاء، إذ يقاتل للتعافي من إصابة بكاحله تعرض لها خلال الفوز على سانت اتيان الشهر الماضي في نهائي مسابقة الكأس. ويغيب عن المباراة الأرجنتيني أنخل دي ماريا، فيما رحل الهداف التاريخي للنادي المهاجم الاوروغوياني ادينسون كافاني في يونيو لانتهاء عقده. وما يعزز قلق توخل، الإصابة الأخرى لعملاق الوسط الدفاعي الايطالي ماركو فيراتي بربلة ساقه. واللافت أن توخل بذاته سيكون أيضا على العكازات، بعد أن كسر العظمة الخامسة في مشط قدمه وتعرضه لالتواء بكاحله خلال احد التمارين. إزاء كل ذلك، يعول سان جرمان بشكل كبير على نيمار لقيادة الباريسيين إلى نصف النهائي لملاقاة الفائز بين أتلتيكو مدريد الاسباني ولايبزيغ الألماني. وقال توخل لقناة النادي التلفزيونية هذا الأسبوع "نحن فريق متماسك، أحرزنا أربعة ألقاب هذا الموسم، وأنا سعيد جدا لكوني مدربا لباريس سان جرمان.. هذه هدية بالنسبة لي".