أعلن الصحفي والكاتب الجزائري محمد بن شيكو أن السلطات في بلاده حظرت روايته الرابعة «أكذوبة الله»، التي صدرت مؤخرًا في فرنسا عن دار «ميشالون». وهذه رابع رواية محظورة للكاتب بن شيكو في الجزائر، الذي أسس في عام 1991م صحيفة «لوماتان» المعارضة، قبل أن يتم إيقافها في عام 2004م. وقال بن شيكو، يوم الثلاثاء الماضي «إن وزيرة الثقافة خالدة تومي طلبت عدم منح الرواية رقما دوليا معياريا، وترخيصا رسميا، ما يعني حظر نشر الكتاب». وأوضح بن شيكو، الذي سبق وأن اعتقل لعامين بعد نشره كتاب «بوتفليقة: دجال جزائري» في عام 2004م، أنه تقدم بطلب (النشر) في 19 يناير الماضي، مشددا على أنه لم يحصل على أي توضيح رسمي على قرار الحظر؛ لأن ذلك يتعارض والبند 38 من الدستور الجزائري الذي يكفل حرية الإبداع. وتابع الكاتب أن الرقابة تطال كل أصناف الإبداع في الجزائر، والجزائريون لا يستطيعون التعبير إلا خارج حدودهم، مشيرا إلى أن قرار حظر روايته جاء مساء اليوم العالمي لحرية التعبير. وأضاف بن شيكو، الذي يعيش بين الجزائروفرنسا، ويتواجد حاليا في باريس لمناسبة صدور روايته، أنه أبلغ كافة المؤسسات الدولية بشأن هذا الحظر، اليونسكو ومؤسسة بن الدولية ومنظمة مراسلون بلا حدود. في المقابل، أكد الكاتب الجزائري أن كتابه «أكذوبة الله» سيسمح به في المغرب وتونس؛ حيث تم إلغاء الرقابة، «لتبقى الجزائر آخر مربع للرقابة في بلاد المغرب العربي»، على ما قال معربا عن «أسفه» لكون بلاده «تبدو متراجعة مقارنة مع 30 عامًا خلت». ومن جهتها نفت وزارة الثقافة الجزائرية أن تكون الوزيرة ضالعة في حظر نشر الكاتب في الجزائر إلا أنها لم تنف، كما لم تؤكد أن يكون الكتاب حُظر في هذا البلد. وقال مكتب الوزيرة: «إن تومي لم ترفض أبدا منح رقم دولي معياري لكتاب بن شيكو»، مشددة على أن هذا الإجراء ليس من صلاحيات «الوزيرة المكلفة بحقيبة الثقافة». وتقع «أكذوبة الله» في 650 صفحة، وهي رواية تنطوي على نفحة ملحمية، يتعقب فيها الكاتب المصائر المتقاطعة لعائلة من المقاتلين، مانحًا القراء نبذة عن الشعب الجزائري، منذ عام 1870م وحتى يومنا هذا.