كان يوفنتوس يمني النفس بالعودة إلى منافسات الدوري الإيطالي حيث يصارع من أجل لقبه التاسع تواليا، بمعنويات مرتفعة من خلال رفع الكأس للمرة الرابعة عشرة في تاريخه، لكن نابولي كان له كلمته الأربعاء على الملعب الأولمبي وتوج بطلا أمام مدرجات خالية بحسمه النهائي بضربات الترجيح 4-2. ولجأ الفريقان مباشرة إلى ضربات الترجيح بشكل استثنائي عوضا عن خوض شوطين إضافيين، وذلك من أجل تخفيف العبء البدني على اللاعبين الذين عادوا للتو إلى الملاعب بعد توقف منذ مارس بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، على أن يستأنفوا الدوري المحلي اعتبارا من عطلة نهاية الأسبوع الحالي. وهو اللقب الأول لنابولي في المسابقة منذ 2014 والسادس في تاريخه، فيما فشل يوفنتوس في رفع الكأس للمرة الخامسة في المواسم الستة الأخيرة وتعزيز رقمه القياسي (13 لقبا حتى الآن). وحرم نابولي مدربه السابق ماوريتسيو ساري من افتتاح سجل الألقاب مع يوفنتوس الذي استلم الإشراف عليه مطلع الموسم الحالي، كما وجه ضربة معنوية لفريق "السيدة العجوز" الذي يستأنف صراعه مع لاتسيو على لقب الدوري اعتبارا من الاثنين بمواجهة بولونيا. في المقابل، توج جينارو غاتوزو الذي استلم في دجنبر منصبه خلفا لكارلو أنشيلوتي، بلقبه الأول كمدرب. وقال غاتوزو لقناة "راي" الرسمية "لدي شغف كبير تجاه كرة القدم. أعلم أنه لا يمكنني تركها ولو لثانية واحدة"، موجها رسالة إلى لاعبيه بضرورة القتال من أجل التأهل إلى دوري الأبطال الموسم المقبل (يحتل الفريق حاليا المركز السادس). وقال في هذا الصدد "من واجبنا أن نلعب آخر 12 مباراة في الدوري الإيطالي باحترام. من واجبنا أن نحاول، لا يمكننا القول أننا حققنا هدفنا (بإحراز الكأس) والاستسلام. الأمر صعب، هناك فجوة كبيرة (9 نقاط مع أطالانطا الرابع)، لكن علينا أن نبذل قصارى جهدنا". وعلى غرار المباراة الأولى بعد العودة التي تعادل فيها يوفنتوس على أرضه مع ميلان دون أهداف في إياب نصف النهائي الجمعة الماضي، لم يقدم النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو شيئا يذكر لتعويض ضربة الجزاء التي أضاعها في تلك المباراة. واختبر رونالدو الأربعاء شعور خسارة مباراتين نهائيتين للمرة الأولى في مسيرته بحسب "أوبتا" للإحصاءات الرياضية، بعد أن سبق له خسارة مباراة الكأس السوبر ضد لاتسيو في دجنبر. وبعد أن أمضى ثلاثة مواسم مع نابولي، حيث صارع بشدة على لقب الدوري المحلي مع يوفنتوس قبل ان يرحل عن النادي الجنوبي لخلافه مع مالك النادي الجدلي أيضا أوريليو دي لورنتيس، فشل ساري في تجنب هزيمة محرجة أخرى أمام النادي الجنوبي بعد التي تعرض لها في عودته الأولى إلى ملعب "سان باولو" في يناير الماضي حين سقط فريقه الجديد 1-2. كما فشل ساري في إحراز لقبه الثاني فقط في مسيرة تدريبية بدأت قبل ثلاثين عاما، بعد الذي أحرزه مع تشيلسي الإنجليزي الموسم الماضي في "يوروبا ليغ". ونجح نابولي في تكرار نتيجة المواجهة الأخيرة بين الفريقين في نهائي الكأس عام 2012 حين فاز على "السيدة العجوز" بهدفين سجلهما الأوروغوياني إدينسون كافاني والسلوفاكي ماريك هامسيك. وكانت مباراة الأربعاء الرابعة بين الفريقين على ملعب محايد، وقد كرس نابولي تفوقه بعيدا عن معقله وتورينو، بخروجه فائزا للمرة الثالثة بعد كأس إيطاليا موسم 2011-2012 والكأس السوبر موسم 2014-2015، فيما فاز يوفنتوس مرة واحدة بالكأس السوبر موسم 2012-2013.