لم يكن غياب قائد المنتخب الألماني مايكل بالاك عن نهائيات كأس العالم المقبلة سوى نقطة الذروة في مسيرته الدولية التي اتسمت ب»النحس» بعد أن فشل على مدارها في مضاهاة ما فاز به من الألقاب المحلية للفرق التي دافع عن ألوانها. وعلى الرغم من تصريحه بعد الإعلان عن الإصابة بقطع في الأربطة الداخلية بالكاحل بأنه ينظر إلى المستقبل، إلا أن بالاك بات يدرك أن فرصة ختام مسيرته الحافلة بأي لقب دولي قد باتت معدومة في ظل تقدمه في السن وكثرة ما فات من إخفاقات. ويحمل بالاك، الذي يكمل في سبتمبر المقبل عامه الرابع والثلاثين، ذكريات خسارة فرصة التتويج الدولي في أربع مناسبات، اثنتان منها مع ألمانيا ومثلهما مع فريقي باير ليفركوزن وتشيلسي على الترتيب. فعلى الرغم من افتتاح مسيرته بإحراز لقب الدوري الألماني عام 1998 مع فريق كايزرسلاوترن قبل الفوز بالثنائية المحلية ثلاث مرات مع العملاق بايرن ميونخ، إلا أن نجم الوسط لم ينجح قط في مد هذا النجاح إلى الساحة الدولية مع قدوم أول فرصة لذلك في 2002. وكان 2002 عاما غير موفق على كافة المستويات، فقد خسر بالاك مع فريقه باير ليفركوزن الدوري الألماني في الجولة الأخيرة وكذلك سقط في نهائي الكأس ضد شالكه، وامتد ذلك الفشل إلى الساحة الدولية بخسارة نهائي دوري الأبطال الأوروبي أمام ريال مدريد. وفي الصيف، قاد بالاك ببراعة منتخب بلاده إلى نهائي مونديال كوريا الجنوبية واليابان، إلا أنه أوقف عن المباراة النهائية ضد البرازيل والتي خسرتها ألمانيا بهدفين ليصبح هو وزميلاه برند شنايدر وكريستيان راميلوف شهود عيان على خسارة أربع بطولات في نفس السنة. وتكرر الأمر ذاته في مونديال 2006 بألمانيا، فعلى الرغم من اختيار بالاك ضمن منتخب البطولة أسوة بنسخة 2002 إلا أن ألمانيا خرجت من نصف النهائي على يد إيطاليا ليستمر النحس في ملازمة لاعب يبدو أن ارتداءه القميص رقم 13 صدفة مثيرة للجدل. وفي 2008 عاد بالاك لتجرع مرارة خسارة لقبين دوليين في عام واحد، فشهد بنفسه كيف حرمت ضربات الترجيح فريقه الإنجليزي تشيلسي من لقب دوري الأبطال بعد أن ابتسمت في نهائي موسكو لمانشستر يونايتد، كما كان ضمن تشكيل بلاده الذي خسر نهائي كأس أمم أوروبا لصالح إسبانيا بهدف في فيينا. ولكن مثلما يقول المثل «رب ضارة نافعة»، فإن عجز ألمانيا عن الفوز بأي لقب مع قائد محنك يملك تسديدات قوية وتمريرات متقنة مثل بالاك، قد ينتهي بمجرد غياب اللاعب عن مونديال جنوب أفريقيا أسوة بمنتخبات أخرى عرفت طريق البطولات بعد ابتعاد أساطيرها. فإيطاليا التي خسرت مع المدافع المتألق باولو مالديني المباراة النهائية في مونديال 1994 وكأس الأمم الأوروبية 2000 حققت في غيابه لقبها العالمي الرابع في نهائيات ألمانيا الماضية، كما أن إسبانيا أحرزت لقبها القاري الثاني قبل عامين بعد أن تحدى المدرب لويس أراجونيس الرأي العام واستبعد الفتى الذهبي راؤول جونزاليس.