عبد الأحد الفاسي: نحن وحركة 20 فبراير في خندق واحد اعتبر عبد الأحد الفاسي أن حركة 20 فبراير لعبت دورا أساسيا في تغيير ميزان القوى، وأنها أعطت دينامية قوية للتغيير بالمغرب. جاء ذلك خلال تقديم عرضه في اللقاء الذي عقدته منظمة الكشاف الجوال بفرعها بمراكش يوم الأحد 24 أبريل بدار الجمعيات بالحي الحسني بمراكش، وحضره إلى جانب عبد الأحد الفاسي، عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، كل من مصطفى عديشان عضو الديوان السياسي وأحمد أوجمهور عضو اللجنة المركزية للحزب. وقد سير هذا اللقاء باقتدار عادل أيت بوعزة عضو مكتب الكشاف الجوال بمراكش. وانصب النقاش بين أعضاء الديوان السياسي وعدد من نشطاء حركة 20 فبراير بمراكش حول مقترحات حزب التقدم والاشتراكية في مذكرته المرفوعة بخصوص الإصلاحات الدستورية. واستهل عبد الأحد الفاسي عرضه بالتعبير عن التفاؤل لكون هذا الحراك سيؤدي إلى إصلاحات إيجابية على الرغم من وجود صعوبات ومخاطر تفرض أن نبقى يقظين حتى لا تصل الحركة إلى الباب المسدود، مضيفا أن للجهوية مضمونا ثقافيا بالمفهوم الواسع للثقافة. وأوضح الفاسي قائلا «نحن مبتهجون لدخول الشباب إلى الحقل السياسي معبرا عن إرادة التغيير ومتعطشا إلى مغرب الديمقراطية، مغرب ينعدم فيه الظلم الاجتماعي وتنتفي فيه الرشوة، مما يلزم معه احترام هذه الحركة والإنصات إليها وعدم الاستخفاف بها وبطبيعة الحال عدم تقديسها». وذكر الفاسي أن «20 فبراير» حركة مجتمعية نحو التغيير لعبت دورا أساسيا في تغيير ميزان القوى وأعطت دينامية قوية للتغييرات المقبلة. ومع ذلك ينبغي القول، يضيف المتحدث، بأن تاريخ النضالات الديمقراطية وتراكماتها هي التي تولد هذا المناخ الذي نعيشه اليوم، وللحقيقة أيضا فإن المعركة هاته لم تنتصر بصفة نهائية وليس الطريق أمامنا مفروش بالورود لكي تصل إلى الديمقراطية. فهناك، كما يقول، الاحتكاريون والمرتشون ومن في حكمهم، وهم مازالوا موجودين في جهاز الدولة وفي دواليب الاقتصاد وفي المجالس المنتخبة وغيرها. وإذن، يخلص الفاسي، فإن أعداء التغيير مازالوا موجودين وغدا عندما يحل موعد الانتخابات سيخرجون بثرواتهم ومناوراتهم لشراء الانتخابات. ولذلك يجب أن نحافظ لحركة 20 فبراير على حضورها ويجب علينا تثمين إنجازاتها. كما لا يمكن أن نتصرف اليوم كما لو أن خطاب 9 مارس غير موجود فهو خطاب دشن ورشا هاما على الرغم من كون الدستور، أيا كان هذا الدستور، لن يحل جميع المشاكل. ولاحظ الفاسي أن هذا الورش حرك الكثير من السواكن، ومن ذلك، تحريك المتابعة القضائية ضد العديد من المفسدين. واستدل بالتقرير السنوي الذي صدر مؤخرا عن المجلس الأعلى للحسابات والذي فضح كثيرا من ملفات الفساد. كما تم تحرير العديد من المعتقلين وتم تحريك ملف قانون الصحافة. لقد تم التفاعل بشكل إيجابي مع هذه الحركة ومطالبها، ورغم الانفلاتات التي حصلت، فلم يتم إطلاق الرصاص على المتظاهرين ولم يتم إلغاء الإصلاح وتم تجنب الكارثة وتم التعامل مع الحركات الاحتجاجية بذكاء. ونحن في حزب التقدم والاشتراكية، يضيف عبد الأحد الفاسي، تعلمنا تثمين المكتسبات ولذا يجب ألا نخطئ الخصوم الحقيقيين في هذه المعركة. «نحن في الحزب نستمع جيدا لمطالب الحركة، ونعتبر أننا في خندق واحد معها». وحذر من الركوب السياسوي على هذه الحركة ومن محاولات سرقتها. مشيرا أنه بعد مرحلة الاحتجاج والتعبير عن السخط يأتي وقت البناء أي يجب التقدم باقتراحات. وعبر في هذا الصدد، عن قناعته أن هناك ورشين الآن هما ورش الإصلاحات الدستوري وورش الجهوية. وهذا الورش الثاني هو ورش كبير لكونه يهم مصالح السكان ومشاركتهم في تسيير الشأن العام ويهم أيضا مشاركتهم السياسية والأبعاد الثقافية والحضارية لكل جهة على حدة. أما العرض الذي قدمه مصطفى عديشان، عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، فقد اختار أن ينطلق من الاستماع أولا لآراء وتساؤلات نشطاء الحركة الذين أبدوا اهتماما كبيرا بضرورة التعرف على مقترحات التقدم والاشتراكية في إطار المذكرة الأولية التي تقدم بها للإصلاحات الدستورية كما اهتموا بالعديد من القضايا ذات العلاقة بالحزب. وكانت إجابات عديشان منطلقة من محتويات المذكرة سواء بخصوص فصول تلك المذكرة أو انطلاقا من التجربة النضالية التي ساهم من خلالها مناضلو الحزب خلال عقود طويلة في المسيرة النضالية لحزبنا. إنها لحظة استماع وتفاعل خصب بين مختلف الرؤى والتي انتصر فيها صوت الشباب الذي يعانق الحلم بمغرب الديمقراطية والحداثة والتقدم الاجتماعي.