أدى انتشار فيروس كورونا (كوفيد- 19) في المغرب شأنه في ذلك شأن مختلف بلدان المعمور إلى توقف الأنشطة، وأعلنت السلطات المختصة منذ تسجيل أول حالة في مارس الماضي، عن حزمة من الإجراءات الوقائية، منها منع التجمعات للحد من انتشار الوباء. ومع إعلان السلطات بالمغرب تخفيف القيود المفروضة في عدد من المجالات وعودة العديد من المرافق إلى ممارسة أنشطتها بشكل تدريجي، أثيرت عدة تساؤلات حول إعادة فتح نوادي وجمعيات مختلف الرياضات والسبل إلى ذلك، ومنها رياضة الجيدو. وفي هذا الصدد، قال عبد الرحيم البهلول رئيس عصبة جهة الرباط- سلا- القنيطرة للجيدو، إن الأهم اليوم، وبعد إعلان الجهات المختصة عن عودة العديد من المؤسسات والمرافق إلى مزاولة أنشطتها بصفة تدريجية، هو التفكير في فتح نوادي وجمعيات رياضة الجيدو في وجه الممارسين، والتي امتثلت لإجراءات حالة الطوارئ الصحية، رغم الإكراهات والصعوبات التي كانت تواجهها قبلا. وأشار إلى أن الدعوة إلى الإسراع بإعادة فتح هذه النوادي والجمعيات نابعة من الدور الكبير الذي تقوم به في تأطير الشباب بالنظر إلى تواجدها في جل الأحياء بالحواضر وحتى في بعض البوادي، ومساهمتها في النأي بهذه الشريحة من المجتمع عن الانحراف بكل أشكاله، فضلا عن دورها في تربية الناشئة على مبادئ الحركة الرياضية على غرار باقي بلدان العالم. وشدد البهلول على أن عودة النشاط الرياضي بهذه الجمعيات الرياضية يجب أن تكون تدريجية مع الامتثال لتوصيات وزارة الصحة، ولاسيما الالتزام بتطبيق الإجراءات الوقائية تفاديا لتفشي فيروس كورونا بين روادها من نظافة وتعقيم مستمر لأماكن التداريب والحفاظ على التباعد الاجتماعي . ويرى رئيس العصبة، أن مزاولة التداريب داخل هذه النوادي، التي يجب أن تتوفر فيها أولا الشروط الملائمة، ينبغي أن تتم عبر توزيع المنخرطين على أفواج صغيرة، مع الحرص على تعقيم القاعات والتجهيزات الرياضية بصفة مستمرة وبعد كل حصة. وأوضح أن ما يحتم على النوادي والجمعيات التقيد الصارم بالإجراءات الوقائية وخاصة التباعد الاجتماعي، هو صعوبة استعمال “الكمامات” أثناء التداريب للخطورة التي قد يشكل وضعها على الممارس، مبينا أن الجسم يحتاج خلال التمارين لاستنشاق كميات كبيرة من الأوكسجين، بينما يؤدي ارتداء الكمامات إلى إعادة استنشاق هواء الزفير الذي يحتوي على كمية كبيرة من ثاني أكسيد الكربون. ومن جهة أخرى، قال رئيس نادي المشعل السلاوي للجيدو، إن توقيف الأنشطة الرياضية جهويا ووطنيا وإغلاق الجمعيات والنوادي والقاعات الرياضية في مارس الماضي كانت له تداعيات مالية واجتماعية كبيرة على المدربين بصفة خاصة والمشتغلين بها عموما. واعتبر قائلا، “من بين هذه التداعيات تراكم واجبات كراء هذه القاعات ورواتب المدربين وغيرها. كما كانت لإغلاق القاعات والنوادي والجمعيات انعكاسات أخرى تجلت في تراجع المستوى التقني للممارسين بعصبة جهة الرباط التي ينتمي إليها العديد من عناصر المنتخب الوطني للجيدو في جميع الفئات”. وأمام هذه الإشكالية ،يضيف البهلول، قررت العصبة بتنسيق مع لجنة التكوين واللجنة التقنية ورؤساء الجمعيات والمؤطرين والمدربين اعتماد التداريب عن بعد حتى يتمكن هؤلاء الأبطال من الحفاظ على الحد الأدنى من إمكاناتهم التقنية والبدنية على الخصوص، وفق برنامج للتداريب يشمل الجوانب التقنية والتطبيقية والبدنية مع حفاظ الممارسين على أوزانهم التي يتبارون في فئاتها. وأشار إلى أن البرامج التدريبية المنزلية واجهت بعض الصعوبات التطبيقية لكون ممارس رياضة الجيدو وحتى ينجح في أداء حركاته على أكمل وجه يجب أن يتوفر على شريك، حيث يظل الاحتكاك البدني أهم مراحل التمرين. وأوضح البهلول أنه لتجاوز الصعوبات المالية التي تواجهها جمعيات الجيدو، اتخذ المكتب المديري للجامعة الملكية المغربية للعبة عدة تدابير منها مبادرة تضامنية لفائدة المدربين والمشتغلين بها سيتم الإعلان عنها في الأيام القليلة القادمة. وخلص الإطار الوطني، إلى أن رياضة الجيدو الوطنية تسير في الاتجاه الصحيح ويمكنها تجاوز كل العقبات، خاصة وأنها تتوفر على نخبة من خيرة المدربين والأطر على المستوى الجهوي والوطني، ومكتب مديري للجامعة برئاسة شفيق الكتاني، عضو اللجنة الطبية بالاتحاد الدولي، يضم في عضويته أطرا ذات كفاءة عالية وإرادة قوية للارتقاء بهذا النوع الرياضي إلى مصاف البلدان الرائدة.