ضحايا اعتداء وسرقة يطالبون بتحريك ملف القضية من قبل وكيل الملك واقعة أشبه بأفلام الأكشن المليئة بالرعب والإثارة، عاشتها الشابة ز.ز. يوم 2 فبراير الماضي، ومازالت تعاني من أثارها السلبية إلى يومنا هذا، واقعة امتزجت فيها عناصر العنف والبلطجة والصراعات العائلية بسبب المال والثروة، ولذلك فإنها تركت في قلب الفتاة جرحا غائرا أكثر من الجرح الحقيقي الذي لم يندمل بعد على ذراعها الأيسر، والذي خلفه هجوم بالسلاح الأبيض تعرضت له يوم الواقعة المذكورة، وتطورت مضاعفاته لتضطر ز.ز. لإجراء عملية جراحية في أحد مستشفيات الدارالبيضاء. الأثر النفسي للواقعة، كان ما زال باديا على هذه الشابة عندما زارت منذ أيام مقر الجريدة رفقة أحد أقربائها، لتطلعنا على تفاصيل مأساتها، حيث كانت طوال الوقت منزوية في صمتها وتاركة لقريبها مهمة الحديث نيابة عنها، لكنها كانت تدخل على الخط بين الفينة والأخرى لتدقق معلومة أو تؤكد أخرى. ويحكي قريب ز.ز.، أنها كانت في ذلك اليوم جالسة رفقة ثلاثة من صديقاتها في الضيعة التي تقيم بها بجماعة بوكركوح التابعة لقيادة ملال (دائرة بن احمد- إقليمسطات)، عندما فوجئن باقتحام أربعة أشخاص للمنزل، تبين للمشتكية لاحقا أنهم مسخرون من قبل أشخاص آخرين تربطها بهم قرابة عائلية، وقد جاء المقتحمون، كما أخبروا الفتاة، بحثا عن (الذهب والأموال والأوراق) التي تركتها والدتها المتوفاة في شهر شتنبر من السنة الماضية. وعندما حاولت الفتاة مقاومتهم، ضربوها على رأسها وعلى ذراعها، وضربوا صديقتها (سلمت للشابتين شهادتان طبيتان تثبتان الأثر والعجز جراء هذا الاعتداء) واستعمل زعيمهم عصا كهربائية لإخافة ز.ز.، قبل أن يقوموا بتقييدها، كل ذلك وهم يدعون أمامها أنهم جاؤوا بناء على تعليمات بعدم مسها بأذى وأن المقصود والمعني الأول بما يحدث هو زوج أمها المتوفاة الذي هو في نفس الوقت صاحب الضيعة التي تقيم فيها الفتاة. وبعد حين سمعت ز.ز. أصوات جلبة في الخارج ثم في الغرفة المجاورة (غرفة نوم الأم المتوفاة)، مما أوحى لها بأنها تعرف من يقف وراء ذلك الهجوم. ثم غادر جميع المقتحمين المنزل بعد أن مروا على زريبة الضيعة التي أخذوا منها ثمان بقرات. الواقعة لم تبق مجرد ذكرى أليمة في وجدان ز.ز. وصديقاتها، وجرحا في جسدها، وحسرة ضياع بضع بقرات بالنسبة إلى صاحب الضيعة، بما أن المتضررين استدعوا الدرك الملكي في حينه لمعاينة ما حدث، كما حضرت إلى عين المكان في وقت لاحق عناصر الشرطة القضائية التي يؤكد المتضرران أنها قامت بواجبها وعاينت أثار الواقعة وعملية السرقة وسجلت محضرا في الموضوع، كما قامت باستدعاء المشتبه فيهم واستمعت إليهم. وكان المتضررون يأملون بالتالي أن يأخذ التحقيق مجراه وأن تتم محاسبة المعتدين ومن يقف وراءهم، خاصة، كما يقول المشتكيان في معرض تصريحاتهما لبيان اليوم، أن الأحداث التي توالت بعد الواقعة، سواء على مستوى جماعة بوكركوح، أو على مستوى مدينة الدارالبيضاء حيث مقر إقامة المشتبه فيهم، تشير بوضوح إلى عناصر نزاع عائلي عُرفت أطرافه وتشابكت حيثياته. إلا أنه لحد كتابة هذه السطور، وبعد مرور أزيد من شهرين على الحادث، أصبح يبدو للمتضررين وكأن هناك إرادة لطي الملف وتركه عرضة للنسيان، عوض إحالته على السلطات القضائية المعنية للبث فيه على وجه السرعة، وهو تماطل كما يقول المشتكيان، قد يكون بإيعاز من أطراف قريبة من المشتبه فيهم تدعي أنها لها يدا طولى تجعلها في منأى عن كل محاسبة. أكيد أن مثل هذه الممارسات لم يعد مسموحا بها في مغرب اليوم، خاصة أن الأمر يتعلق بالاعتداء على سلامة الناس وممتلكاتهم وتهديد حياتهم في عقر دارهم بأساليب البلطجة وقانون الغاب، لكن هذه المنطقة التي شهدت الواقعة، والمعروفة بهدوئها، تعيش ساكنها لحد الساعة على إيقاع الرعب والتساؤل حول مصير هذا الملف. والمطلوب أن يتم الفصل في هذه القضية من قبل العدالة لإنصاف المتضررين ووضع حد لرعونة كل من تسول له نفسه أنه بإمكانه أن يتطاول على القانون عوض أن يلجأ إلى السلطات القضائية للمطالبة بالحقوق، إن كانت له حقوق، ليسترجعها عن طريق العدالة والقانون.