روايات متضاربة حول من أشعل فتيل مواجهات مدينة العرفان أوقفت مصالح الأمن، يوم الجمعة الماضية، 12 طالبا بالحي الجامعي السويسي بينهم فتاتين، أفرجت عن ستة منهم، فيما أبقي على الآخرين على ذمة التحقيق بشأن الأحداث التي عرفتها مدينة العرفان والتي يعتقد أن السبب في اندلاعها يعود إلى جريمة قتل طالب ينحدر من الأقاليم الجنوبية. وينتظر أن تحيل الشرطة القضائية الموقوفين الستة على النيابة العامة بتهم تتعلق بالتخريب والقيام بأعمال شغب. ومن جهة أخرى، ذكرت مصادر أن الشرطة القضائية ألقت القبض على مشتبه به في جريمة قتل الطالب حمادي هماد، دون أن تقدم تفاصيل أكثر. وفيما ذهبت الرواية الرسمية التي يؤكدها عدد من شهود العيان، إلى أن الضحية حمادي هباد البالغ من العمر 25 سنة كان رفقة صديق له في حالة سكر حينما اعترض سبيل فتاة محاولا التحرش بها، فاستنجدت بأصدقاء لها دخلوا في مشاداة مع الشابين تلقى خلالها عباد هباد طعنة بالسكين. وفارق على إثرها الحياة. ذكر رفاق الضحية أن هباد ورفيقه كانا يسيران بالشارع الرئيسي بمدينة العرفان عندما باغتهما شخص غريب عن الحرم الجامعي يمتطي دراجة نارية، قام بطعن القتيل على مستوى القلب، فيما طعن رفيقه على مستوى الوجه. إلا أنه وعلى عكس هذه الرواية، صدر بلاغ لطلبة صحراويين تناقلته منتديات ومواقع إلكترونية، يزعم أن الهالك كان رفقة المدعو بوجمعة بوتميت ليلة الخميس الماضي حيث تم اعتراض سبيلهما من قبل شخصين في حالة سكر ترافقهما فتاتان، فتلقى على إثرها حمادي طعنة في القلب. وبسبب التضارب الحاصل بين هذه الروايات، رفضت أسرة القتيل، دفنه بعد تسلم جثمانه إلا بعد تشريحه ومعرفة حقيقة ظروف مصرعه. وقالت مصادر إن أسرة الضحية الذي ينحدر من مدينة أسا، جنوب مدينة كلميم، رفضت تعويضا ماديا قدمته لها السلطات المحلية يبلغ 15 مليون سنتيم كعزاء في فقيدها. إلى ذلك، قدر حجم الخسائر الأولية لأعمال التخريب التي قام بها طلبة صحراويون، الجمعة الفائت، بمدينة العرفان، بثلاثة ملايين درهم. وكان الطلبة الصحراويون الذين تظاهروا في البداية على خلفية مقتل الطالب هباد حمادي، قد عمدوا إلى إحراق إدارة الحي الجامعي، ومصلحة المالية، مع إتلاف أرشيف الحي الجامعي، كما اقتحموا الحي الجامعي في محاولة لإحراق مخزن توجد به كمية كبيرة من مواد الصباغة القابلة الاشتعال قبل أن يتم منعهم من قبل عدد من الطلبة. وأفاد عدد من شهود العيان أن عددا من الطلبة قصدوا مقر الوقاية المدنية في محاولة لإحراقها، لكن خطتهم لم تنجح، كما طال التخريب الحي الجامعي وبيت المعرفة، إذ عمد الطلبة إلى تكسير واجهته الزجاجية، ولم ينج الترامواي من عمليات التخريب حيث أتلفت معداته ووسائل عمله كعلامات التشوير ومحطة التذاكر والأسلاك الكهربائية إضافة إلى الرصيف.