يحتفي مهرجان الراشيدية هذه السنة في دورته الخامسة التي ستنطلق يوم 15 يونيو الجاري تحت شعار «تافيلالت أيقونة ثقافة الصحراء» بالرواية والنقد الأدبي من خلال تكريم الكاتب محمد برادة أحد رموز الرواية والنقد الأدبي بالمغرب. وقد دأب المهرجان منذ دورته الأولى، حسب سعيد كريمي مدير المهرجان الذي كان يتحدث في ندوة صحفية الجمعة الماضي بالرباط، على الاحتفاء بجنس من الأجناس الثقافية والفنية سواء تعلق الأمر بالشعر أو المسرح أو القصة القصيرة، مشيرا إلى أن الطابع الثقافي لهذه التظاهرة هو الذي يعطي سمة التميز لهذا المهرجان الذي أصبح له موقع أساسي ضمن جغرافية المهرجانات الوطنية، هذه الخصوصية يقول سعيد كريمي «هي خصوصية ثقافية بامتياز يكاد يتفرد بها عن المهرجانات الأخرى إذا استثنينا مهرجان أصيلا»، مؤكدا على أن هذه الخصوصية هي التي بصمت هذا المهرجان بطابع خاص وأصبح رغم حداثة سنه يفرض ذاته في الساحة الثقافية الوطنية، وأضاف كريمي أن طموح جمعية مهرجان الراشيدية هو الارتقاء به إلى مصاف المهرجانات العالمية انطلاقا من الدورات المقبلة حيث سينفتح على آفاق ثقافية وفكرية من عوالم خارج الوطن. واستعرض سعيد كريمي خلال هذه الندوة الصحفية فقرات برنامج هذه الدورة الذي يتميز بالغنى والتنوع من حيث البرمجة الفنية وكذا الأسماء الوازنة في الحقل الأدبي والفني، فبالإضافة إلى حضور الكاتب محمد برادة، سيكون لفعاليات الدورة الخامسة لقاء خاص مع الشاعر حسن أوريد الذي سيقدم بهذه المناسبة مجموعة قصائده «فيروز المحيط» بالإضافة إلى توقيع الرواية الأخيرة باللغة الفرنسية، لموحا كما سواك «اي بلوس سي افينيتي» وكتاب «الكتابات الحائطية في الوسط المدرسي» للدكتور أحمد شراك، بالإضافة إلى حضور ومشاركة نخبة من الأدباء والشعراء من قبيل حسن نجمي وعبد الحي أزرقان، ويونس لوليدي، وادريس المنصوري وحسن بحراوي, وحسن اليوسفي, وجمال بوطيب, وعبد الكريم جويطي، وعبد السلام فزازي, ومحمد علي ريباوي، ومحمد بيشكار، وعبد الرحمن العمري، وبوجمعة العوفي. وشدد كريمي على أن جمعية مهرجان الراشيدية تحرص على أن يشكل برنامج الدورة الخامسة على غرار الدورات السابقة «فضاء متميزا للنقاش حول الأدب والمسرح والشعر، من أجل تزويد المهرجان بروحه الثقافية» موضحا على أن الغاية من هذه البرمجة هو تحقيق نوع من التوافق بين المؤهلات الثقافية المحلية والوطنية وكذا الاندماج الموسيقي الذي يرتقب تحقيقه، ليشهد على فسيفساء ثقافية يتعين الحفاظ عليها وتشجيعها، في إطار منسجم من التوافق والمساهمة المتبادلة. ورغم الطابع الثقافي للمهرجان الذي ينظم بدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وإقليم الرشيدية، حرص المنظمون على تأثيث هذه الدورة بباقة فنية لا تخلو من بعد تثقيفي وترفيهي يسمح لساكنة الراشيدية بلحظات احتفالية تنسج من خلالها خيوط التلاقي والتلاقح مع الآخر في إطار البعد الفني الذي يرسم بألوانه المختلفة معنى للحياة، مادام الفن في شموليته هو القادر على ابتكار الفرح وعلى تحويل الرغبة في الحياة إلى واقع يتجسد على خشبة المسرح والموسيقي التي ستكون منتصبة بساحة الحسن الثاني طيلة أيام المهرجان، وستكون حاضنة لمجموعة من السهرات الفنية بمشاركة مجموعات فلكلورية محلية كأحيدوس، أحواش، الركبة، وكناوة .. بالإضافة إلى أسماء فنية معروفة في مجال الطرب والغناء من أمثال لطيفة رأفت، سعيدة شرف، عائشة تاشينويت، والفنانين نعمان لحلو، الداودية، مصطفى أومكيل وأسماء فنية أخرى معروفة محليا ولها مكانتها على الصعيد الوطني كمجموعات صاغرو باند ومولود مسكاوي ورشيد حداوي ولعنان، وكذا مجموعات آيت عبدي وجرافة، كما سيكون لشباب المدينة موعد مع أمسية شبابية تحييها مجموعات (الهيب هوب) كالمجموعة المكناسية (آش- كاين) ومجموعة الشباب المحليين ( نيت-هوب ). وستمكن هذه التظاهرة الجمعيات التنموية والنسائية من عرض منتوجاتها في فضاء سيتم تقاسمه مع الأعمال التشكيلية المرتبطة بموضوع الصحراء، والمنجزة من طرف الفنانين التشكيلين بالإقليم. وبالإضافة إلى دوري كرة القدم المفتوح في وجه فرق أحياء المدينة، ستشهد هذه الدورة تخصيص فضاء ترفيهي لفائدة الأطفال وتنظيم ورشات تربوية وورشات للرسم بتأطير فنانين تشكيليين من الإقليم.