من أجل تغيير المواقف والتمثلات الاجتماعية تجاه الأشخاص في وضعية إعاقة انطلقت يوم الاثنين الماضي بمدينة تازة فعاليات الدورة التاسعة للمهرجان الوطني للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة على مستوى جهة تازة-الحسيمة- تاونات، والتي تنظم تخليدا لليوم الوطني للأشخاص المعاقين، تحت شعار»الجهوية.. رافعة للنهوض بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة». وفي كلمة بالمناسبة، أكدت وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن نزهة الصقلي، أن هذا المهرجان الذي تنظمه الوزارة والمركز الوطني محمد السادس للمعاقين بشراكة مع جمعية آباء وأولياء الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة بتازة، يعتبر حدثا وطنيا بأبعاد جهوية، وفضاء لتبادل الخبرات والتجارب بين المتدخلين في مجالات الإدماج الاجتماعي للأشخاص في وضعية إعاقة على المستوى الوطني. وأوضحت الصقلي أن تنظيم هذا المهرجان، يشكل أيضا مناسبة لتحسيس الرأي العام بهدف تغيير المواقف والتمثلات الاجتماعية تجاه الأشخاص في وضعية إعاقة، ولتقييم وتثمين مختلف الأوراش المبرمجة في إطار سياسة التنمية «الدامجة».وبعدما ذكرت بمصادقة المغرب على الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وانضمامه إلى البروتوكول الاختياري الملحق بها في 8 أبريل 2009، أكدت الصقلي أن موضوع الإعاقة يوجد في صلب النقاش حول الإصلاحات الدستورية، مبرزة في هذا الصدد أهمية التنصيص صراحة في الدستور المقبل على احترام الحقوق الاجتماعية والاقتصادية للأشخاص في وضعية إعاقة. وأشارت إلى أن الوزارة أعدت، في إطار مقاربة تشاركية، مشروع قانون يعزز حقوق الأشخاص في وضعية إعاقة، وينص على إحداث صندوق وطني للنهوض بحقوق الأشخاص المعاقين، يتكلف بتحسين التغطية الصحية والاجتماعية، والنهوض بالتربية والتكوين المهني وتشجيع المشاريع المدرة للدخل لفائدتهم بالاعتماد على مبادئ العدالة وتكافؤ الفرص. وبخصوص أداء الوزارة على مستوى جهة تازةالحسيمة تاونات، أضافت الصقلي أن حوالي 34 طفلا وطفلة استفادوا من تكاليف التمدرس والتي بلغت حوالي 261 ألف و800 درهم، مؤكدة أن الوزارة ستعمل على الرفع من حصيص الجهة بالنظر لمبدأ المناصفة في الاستفادة من الخدمات بين كل جهات المملكة، وكذا دعم الجمعيات النشيطة بالجهة العاملة في مجال الإعاقة من أجل تنمية وتطوير أدوار النسيج الجمعوي. وأشارت أيضا إلى أنه تم على مستوى الجهة دعم ثلاثة مراكز خاصة بالأشخاص في وضعية إعاقة ودعم 22 روضا للأطفال، و71 مؤسسة للرعاية الاجتماعية و555 مركزا للتربية والتكوين، وست دور المواطن، مضيفة أنه تم أيضا دعم مشاريع تنموية من طرف وكالة التنمية الاجتماعية بغلاف مالي يناهز مليونين و762 ألف و459 درهما، ومنح نحو 333 من الإعانات التقنية للأشخاص المعاقين المقيمين بالجهة. من جهته، أكد عامل الإقليم عبد الغني الصبار ضرورة انخراط جميع المتدخلين في مجال الإدماج الاجتماعي للأشخاص في وضعية إعاقة، عبر دعم وتشجيع الجمعيات والمنظمات المهتمة بالأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة وتمكينهم من ولوج البنيات التحتية. ومن جانبه أبرز رئيس جمعية آباء وأولياء الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة بتازة محمد كرامي أن هذه الدورة تعرف مشاركة 15 جمعية العاملة في مجال الإعاقة بأقاليم تازةوالحسيمة وتاونات وجرسيف. ويتضمن برنامج المهرجان أنشطة تحسيسية حول مجالات مرتبطة بالنهوض بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة، وفقرات فنية وترفيهية وتربوية متنوعة لفائدة الأطفال في وضعية إعاقة بتأطير فني وتقني من طرف متخصصين في مجال التنشيط التربوي. كما تقام أروقة لعرض منتوجات الجمعيات المشاركة، وحفل لنقش الحناء وورشات للرسم الفردي والجماعي وتوزيع هدايا للأطفال، فضلا عن أنشطة رياضية، وندوة بعنوان «التشريع المغربي وتعزيز حقوق المعاق». يذكر أن وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن انتقلت إثر ذلك، إلى مركزين اجتماعيين للاطلاع على الخدمات التي يقدمانها للفئات الاجتماعية المحتاجة وخاصة النساء والأطفال. وهكذا توجهت الصقلي إلى مركز «التضامن» للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة الذي يقدم، منذ إحداثه في سنة 2009، أنشطة تربوية واجتماعية ورياضية لفائدة هذه الفئة من الأطفال حيث تبلغ طاقة الاستقبال بالمركز حوالي 62 طفلا في السنة. كما قامت الوزيرة بزيارة مركز تكوين وتأهيل المرأة بتازة الذي انطلق عمله في سنة 2010 ويقدم خدمات تندرج في إطار الاستماع والإرشاد والدعم والمرافقة للنساء والفتيات ضحايا العنف على مستوى جهة تازة - الحسيمة - تاونات.