ضمن موجة التسريبات الصوتية، والتي سبق أن ورطت العديد من الأشخاص المرتبطين بالشأن الرياضي، من بينهم مسؤولون ومدربون ولاعبون، وعرضت أصحابها لعقوبات من طرف جامعة كرة القدم، جاء تصريح آخر، يشن هجوما عنيفا على رئيس الجامعة فوزي لقجع، والمدير التقني الوطني الويلزي اوشن، والعديد من المتدخلين في اللعبة، بل وصل الأمر إلى مؤسسات ذات مكانة خاصة، غير قابلة للنقاش. هذا التسريب الصوتي الجديد منسوب للمدرب الوطني عبد القادر يومير، انتشر كالعادة في مثل هذه الحالات، على نطاق واسع، وحظي باهتمام متزايد، خصوصا وسط ظروف الحجر الصحي، وإلزامية البقاء بالمنازل. قال يومير ما قال في هذا التسريب، هاجم الجامعة ورئيسها هجوما عنيفا، اتهمها بتبديد المال العام، كما لم يسلم اوشن هو الأخر من شظايا التسريب المتطايرة يمينا ويسارا، واتهمه بعدم الكفاءة، نعت مستشاري الرئيس بعدم الأهلية، والكل يعرف أن الأمر يهم عزيز بودربالة، ونور الدين النايبت، ومصطفى الحداوي، رغم ما راكموه من تجربة وحضور على المستويين الوطني والدولي. وفي سياق نفس التسريب، قلل يومير من المستوى الحالي لكرة القدم الوطنية، بل تمادى في ذلك إلى التشكيك في نتائج الفريق الوطني المغربي لكرة القدم، والطريقة التي تأهل بها لنهائيات كأس العالم بروسيا سنة 2018 ، وهذا التلميح الذي يحمل الكثير من الإساءة، أراد منها هذا المدرب التنقيص من قيمة نتائجه، أو بصريح العبارة نعث بما وصل إليه بعدم الاستحقاق… صادقا، أتمنى أن لا يقصد يومير ما فهمه الجميع، من مضامين وتلميحات تضمنها هذا التسريب الصوتي المنسوب إليه، لأن الأمر بصراحة غير مقبول ولا مستساغ نهائيا، ومن الممكن أن يشكل نقطة سوداء في تاريخ هذا المدرب الوطني، الذي قدم خدمات مهمة لكرة القدم الوطنية، من خلال اشتغاله بالعديد من الأندية، كما يعد من المدربين الذين عملوا بالخليج العربي لسنوات طويلة، كما اشتغل لمدة تقارب ثلاث سنوات، وبأجر قار داخل الإدارة التقنية الوطنية، تحت قيادة المدير التقني ناصر لارغيت. يمكن قبول وعلى مضض، الانتقادات الموجهة للعديد من رموز كرة القدم الوطنية، وحتى التقليل من المستوى التقني العام مسألة تناقش، ونفس الأمر بالنسبة لتوجيه اتهامات مباشرة حتى لمسؤولي الأندية، لكن أن يصل الأمر للفريق الوطني، فهذا خطأ كبير وفادح. كثيرا ما انتقدنا الطريقة التي تصفى بها الحسابات داخليا، مع رفض مطلق لتقديم هدايا مجانية للخصوم، الذين يستقبلونها دائما بصدر رحب، ويحولونها إلى قنابل موقوتة، قابلة للتفجير عند الحاجة في وجه المسؤولين المغاربة، خلال المواجهات الخارجية، وخاصة فوزي لقجع الذي يخوض باسم المغرب، صراعا قويا ونظيفا، ضد لوبي الفساد داخل القارة الأفريقية. صراحة، عيب ما صدر عن عبد القادر يومير، والمؤمل أن يتدارك الخلط الكبير، أو الخطأ الفادح الذي سقط فيه، خصوصا وأن الظرف غير مناسب تماما لمثل هذه التصفية المجانية للحسابات، في وقت تمر فيه بلادنا بظروف استثنائية صعبة بسبب جائحة كورونا، مع ما يتطلبه الوضع العام من تضامن وروح وطنية عالية، وقيم إنسانية نبيلة. سي عبد القادر الرجوع لله…