بلخياط: حان الوقت للقيام بقفزة نوعية لأن الجميع في بلادنا يحب الرياضة بدر الدين الإدريسي: أقترح فصل الرياضة عن الشباب وإحداث مجلس أعلى للرياضة في إطار النقاشات التي أفرزها الخطاب الملكي السامي ليوم 9 مارس الماضي حول التعديلات الدستورية، وبما أن الرياضة أصبحت حقا من حقوق المواطن ورافعة للتنمية البشرية الاجتماعية والاقتصادية، التأمت العائلة والحركة الوطنية الرياضية ممثلة في الجامعات الملكية الرياضية واللجنة الوطنية الأولمبية المغربية والجمعيات ذات الصلة بالرياضة، وفي مقدمتها الجمعية الرياضية للصحافة الرياضية. في إطار لقاء دراسي انعقد طيلة يوم الجمعة المنصرم بمقر وزارة الشباب والرياضة، اختير له موضوع «دسترة الرياضة وإقرارها في مشروع الجهوية الموسعة»، وذلك برعاية فعلية من وزير الشباب والرياضة منصف بلخياط، وبحضور ممثلي وسائل الإعلام الوطنية والعربية. في مستهل اللقاء تناول الكلمة اللجنة التحضيرية ورئيس جامعة الدراجات محمد بن الماحي، الذي رحب بالمشاركين والتمس منهم قراءة الفاتحة ترحما على روحي المسير والوزير السابق المرحوم عبد العزيز المسيوي ووالدة اللاعب الدولي السابق لكرة القدم عزيز بودربالة الإدريسي المرحومة الحاجة للا يامنة واللذين وافاهما الأجل المحتوم منذ بضعة أيام. إثر ذلك أخذ الكلمة وزير الشباب والرياضة الذي صرح قائلا، بأن هذا اليوم الذي تجتمع فيه العائلة الرياضية يعتبر يوما تاريخيا بالنسبة للرياضة الوطنية، وحيى بالمناسبة أصحاب المبادرة من بعض رؤساء الجامعات الملكية الرياضية الذين أبوا إلا أن يسمع صوتهم في إطار الحراك السياسي الذي أعقب الخطاب الملكي ليوم 9 مارس الأخير، فالكل يتحدث عن الدستور والجهوية المتقدمة الموسعة، يضيف منصف بلخياط من خلال هذان المشروعان الهامان جاءت فعاليات لتفكر في الرياضة باعتبارها لبنة أساسية لبناء مجتمع قوي وديمقراطي مبني على علاقات إنسانية إيجابية. وبعدما ذكر الوزير بالدور المهم للرياضة في أفق التحولات السياسية المرتقبة، حيث قدم رقما لعدد الممارسين المنضوين تحت لواء الجامعات الرياضية وهو (240 ألف ممارس) والذي يعتبر رقما ضعيفا بالمقارنة مع عدد الجامعات (45 جامعة) وعدد سكان المغرب (حوالي 33 مليون نسمة)، قال بلخياط بأنه حان الوقت للقيام بقفزة نوعية لأن الجميع في بلادنا يحب الرياضة، ومشروعنا كوزارة وجامعات رياضية مشروع مجتمعي تحظى فيه الرياضة بمرتبة الركيزة الأساسية، علما أن دخول المرأة في هذا المشروع شيء أساسي باعتبارها المحاور الأول للأبناء في المجتمع، لذلك يقول الوزير بأن مشروع القانون الجديد في ديباجته كانت خطوطه العريضة مستوحاة من الرسالة الملكية السامية إلى المناظرة حول الرياضة بالصخيرات سنة 2008، وعلينا أن نخرج بتوصيات مفيدة وحاسمة في لقائنا هذا. وفي ختام كلمته، قال منصف بلخياط بأنه من الجرأة أن أقول بأن الوزارة سياسية، لذلك لا بد من خلق مجلس أو هيئة يكون عملها إحداث توازن بين القرارات السياسية للوزير والأهداف المنوطة بالشأن الرياضي، وحبذا لو أنيطت هذه المهمة بمجلس أعلى للرياضة يخلق بين التوازن السياسي والرؤية المستقبلية للرياضة، وأن يشكل أعضاؤه من بين الفعاليات ذات الصلة الوثيقة بالرياضة. وفي كلمته باسم الجمعية المغربية للصحافة الرياضية، شكر الزميل بدر الدين الإدريسي، في البداية أصحاب المبادرة على الدعوى الكريمة، حيث الهيئة التي يمثلها تعتبر إحدى المكونات الأساسية للعائلة الرياضية الوطنية، وتطرق بعد ذلك للحديث عن الحراك السياسي الذي أفرزه خطاب 9 مارس التاريخي، وهي مناسبة يضيف الإدريسي لانعطاف قوي عن طريق بناء مغرب ديمقراطي وحداثي، ولأن الرياضة أصبحت حقا مشروعا لكل المغاربة وأصبحت داعمة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية، جاء الوقت لتتحرك الجمعيات والهيئات النشيطة في المجال الرياضي من أجل دسترة الحق في الرياضة، وهذا المطلب يمكن أن يشيد على أساسات قانونية ترمي المراجعة العميقة للدستور، التي نجن بصددها اليوم جميعا في أجواء مطبوعة بالمسؤولية نحو دسترة الجهوية المتقدمة. وتابع رئيس الجمعية المغربية للصحافة الرياضية كلمته قائلا بأن هناك مسلكان، الأول: يتعلق بالتأهيل وأعني الوزارة والمؤسسات الأخرى، والمسك الثاني: تحيين قانون التربية البدنية والرياضة وهو دستور للرياضة والرياضيين، واقترح بما أن الرياضة ككيان وكمرتكز قائم الذات، فصلها عن الشباب وإحداث مجلس أعلى للرياضة، واستحضار قوانين من أجل الإعفاء الضريبي في بعض الأمور المتعلقة بالشأن الرياضي، وإحداث صندوق وطني لدعم الرياضة والتنصيص قانونا على مشروع «رياضة ودراسة» الذي يتعاون فيه قطاعا التعليم والشباب والرياضة، مع الدعوة لفرض نظام للمراقبة لسلامة الصرف والإنفاق والتدبير والتسيير. وختم الإدريسي مداخلته بالقول أننا لن ننجح في تقديم مغرب منفتح على عصره إذا لم نلتحم جميعا، ووجه في الأخير الدعوة للجميع لحضور أشغال اللقاء الذي ستنظمه الجمعية بمدينة الدارالبيضاء في إطار نفس الحراك السياسي يوم الجمعة 29 أبريل الجاري تحت عنوان «الرياضة في صلب الجهوية المتقدمة». ولقد لقيت كلمة الزميل بدر الدين الإدريسي اهتماما كبيرا من طرف كل المشاركين الذين ألحوا على وضعها كخارطة طريق لأشغالهم لما تضمنته من محاور مفيدة من شأنها أن تعطي دفعة قوية للرياضة الوطنية. من جهته، شكر مسير الجلسة وعضو اللجنة التحضيرية ورئيس جامعة الريكبي سعيد بوحاجب وزير الشباب والرياضة على عرضه القيم، إلى جانب الزميل بدر الدين الإدريسي، وقال: «ابتداء من اليوم بدأنا نفعل مضامين الرسالة الملكية للمناظرة الوطنية حول الرياضة لسنة 2008»، وعلينا أن نستغل هذه الفرصة يوجه بوحاجب كلامه إلى زملائه «إنها لحظة تاريخية حاسمة يجب أن نضع فيها البصمات من أجل المستقبل الرياضي لهذا البلد المعطاء». وفي كلمته بهذه المناسبة، قال الحسين بوهروال مدير الرياضة المدرسية السابق ورئيس لجنة القوانين والأنظمة وكرة اليد المدرسية بجامعة كرة اليد، بأن هذه الفرصة تاريخية أمام الأسرة الرياضية المتكونة من الوزارة وكل الفاعلين في الحركة الرياضية والإعلام الرياضي من أجل إسماع صوتها، واستغلال هذه الفرصة لتسجيل الرياضة كحق دستوري باعتبارها مجالا مجالات التربية والتكوين والإشعاع الدولي ووقاية المواطنين من مختلف الموبقات الاجتماعية المعروفة. وأضاف بوهروال بأن الانخراط في هذه العملية هو ممارسة حق دستوري واستجابة لنداء صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله للانخراط في كل عمل يراد منه تنمية الإنسان المغربي على مختلف المستويات، باعتبار سكان المغرب يفوق منهم %60 وهذه الفئة العمرية في أمس الحاجة إلى الممارسة الرياضية، كما أنها مرتبطة بوطنها وتمثيله في مختلف المنافسات الدولية والقارية لإبراز القدرات البدنية والفنية للمواطن المغربي. وفيما يخص الجهوية المتقدمة، قال بوهروال بأنها يجب أن توازن بين تفويت الصلاحيات والاختصاصات والموارد المالية لتنفيذ البرامج، ثم إن هذه الجهوية يجب أن تنزل للقاعدة الرياضية ليستفيد منها التلميذ في القسم والأستاذ والجمعية الرياضية بالمؤسسة والنادي في الممارسة الرياضية، كما أنه لتقريب يلزم خلق عصبة إقليمية ولجن أولمبية إقليمية وجهوية مراعاة لتقليص عدد الجهات، وبالتالي شساعة النفوذ الترابي للعصب الحالية. ونجاح الجهوية الموسعة المتقدمة في المجال الرياضي لا يمكن تصوره بمعزل عن تظافر جهود قطاعات متعددة كالتعليم والشباب والرياضة والداخلية والجماعات المحلية والمجالس المنتخبة. وختم الحسين بوهروال مداخلته، مذكر بأن المجال الرياضي يعرف حركية نشيطة ودعما من الوزارة المعنية واللجنة الأولمبية المغربية، إيمانا منهما بالدور الكبير للرياضة، وخصوصا تكوين الإنسان المغربي وتطويره ليكون في مستوى انتظارات جلالة الملك محمد السادس نصره الله. خلال هذا اللقاء، قدم الدكتور محمد حركات رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية في أفق الجهوية الموسعة والإصلاحات والحكامة الشاملة عرضا بموضوع «مكانة الرياضة بين المؤسسات الاستراتيجية في أفق الجهوية الموسعة والإصلاحات الدستورية»، كما قدم الباحث الجامعي والصحفي الرياضي منصف اليازغي عرضا آخر بعنوان «أهمية دسترة الرياضة» لتصل بعد ذلك مرحلة النقاشات العامة التي استمرت إلى ما بعد العشية، وقد اتفق المشاركون على مواصلة الاجتماع أول أمس الاثنين من أجل صياغة التوصيات الصادرة عن هذا اللقاء الدراسي الهام.