عميد الأمن جلماد في إضراب مفتوح عن الطعام علمت بيان اليوم من مصادر مقربة من عميد الأمن المركزي محمد جلماد أن حالته الصحية تدهورت بشكل خطير جراء الإضراب عن الطعام الذي يخوضه منذ أسبوع، احتجاجا على اعتقاله «التعسفي» قبل حوالي عشرة أشهر دون محاكمة وبتهمة «لا أساس لها من الصحة». وأضافت المصادر ذاتها أن العميد جلماد الذي قرر خوض إضراب مفتوح عن الطعام «حتى الموت أو الإفراج عنه» بسجن عكاشة بالدار البيضاء، يوجد حاليا في وضعية صحية وصفت ب»الخطيرة». وأفادت تلك المصادر أن جلماد يتطلع إلى تدخل عاجل من المجلس الوطني لحقوق الإنسان الذي توصل بتفاصيل عن ظروف وملابسات اعتقاله، مطالبا بإنصافه ورفع الظلم الذي لحقه هو وأسرته من طرف عناصر وصفها ب»النافذة» زجت به في ملف ملفق بدعوى تلقيه رشاوى من طرف شبكة للاتجار في المخدرات بالناظور والتي أصبحت تعرف ب»شبكة ازعيمي». في حين أن العميد جلماد هو الذي قام بتفكيك هذه الشبكة عندما كان يشغل منصب عميد الأمن الإقليمي بالناظور، في عملية وصفت حينها ب»الكبيرة» حيث حجزت ثمانية أطنان من مخدر الشيرا تتجاوز قيمتها سبعة ملايير سنتيم. وأضافت المصادر أن العميد جلماد كان يحظى بتقدير خاص من لدن رؤسائه والعاملين معه نظرا لما عرف عنه في وسطه المهني من انضباط واستقامة في القيام بالمهام التي توكل إليه، لكن سرعان ما وجد نفسه في دوامة غير معروف من يحركها ولا لفائدة من، رغم أن جميع المؤشرات تقول المصادر ذاتها، تفيد أن جهات توصف ب»النافذين الجدد» هم من كان وراء اعتقال العميد جلماد نظرا للعلاقة المشبوهة بين هؤلاء ببارون المخدرات المسمى «أزعيمي». وأضاف المصدر ذاته، أن بارون المخدرات «أزعيمي» ومعه البرلماني (س.ش) كانت توفر لهم الحماية من طرف «النافذين الجدد» الذين وقفوا وراء هذه القضية بالزج بالعميد جملماد في السجن دون محاكمته تاركا ورائه طفلة عمرها ست سنوات قيل لها أن والدها في مهمة ولطول هذه المدة قالت لمقربين من والدها «لقد بدأت أنسى وجه بابا». وتساءلت مصادرنا عن السر في عدم متابعة العميد جلماد في حالة سراح رغم توفره على جميع الضمانات، ورغم أن التهمة الموجه إليه هي «النية في تلقي الرشوة» من طرف عصابة للمخدرات هو من قام بتفكيكها، ما يشكل «مفارقة غريبة» بحسب مصادرنا، حيث لا يعقل أن يحصل على رشوة من طرف من كان هو السبب في القبض عليهم، بالإضافة إلى أن جميع الخطوات التي كان يقوم بها، بما فيها محاولة ابتزازه من طرف رئيس العصابة نجيب ازعيمي الذي حاول أكثر من مرة اللقاء به من أجل إرشائه بهدف التغاضي عن الأعمال التي يقوم بها، كل ذلك كان يتم بعلم رؤسائه وكان يصطحب معه في كل تحرك عناصر أمنية بالزي المدني بهدف إلقاء القبض على رئيس العصابة في وضعية تلبس. واستغربت مصادرنا أيضا، كيف أن مسؤولي الفرقة الوطنية للشرطة القضائية لم يكلفوا نفسهم عناء الاستماع إلى الشهود الذين ذكرهم جلماد أثناء الاستماع إليه، كما استغربت من عدم اعتقال الوسيط المفترض في محاولة الارتشاء، قبل أن يتحول بقدرة قادر من وسيط إلى شاهد، مع العلم أنه كان أول من اقترح على العميد جلماد اللقاء ب»نجيب أزعيمي». ويشار إلى أن العميد محمد جلماد هو من كان وراء تفكيك الخلية الإرهابية التي أصبحت تعرف بخلية «الرباع وتوفيق الحنوشي» بمدينة مكناس سنة 2005، وتمت ترقيته مباشرة بعد هذه العملية إلى رئيس الأمن الإقليمي بسلا.