تتفتح يومه السبت بمدينة سلا فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان سلوان الثقافي الذي دأبت على تنظميه جمعية سلا المستقبل وقد اختار المنظمون، أن تكون هذه الدورة منسجمة مع السياق الوطني الذي يشهد حراكا سياسيا واجتماعيا أدى إلى إطلاق دينامية الإصلاحات الكبرى التي يلعب فيها الشباب إلى جانب الفاعلين السياسيين والجمعويين دورا محوريا. وتتمحور موضوعات هذه الدورة التي تنظم هذه السنة تحت شعار «الشباب والتغيير» وتحمل عنوان ملتقيات سلا حول الإصلاحات الكبرى في المغرب، حول كل ما يعتري الساحة الوطنية من نقاش حول قضايا الديمقراطية وتوازن السلط، والجهوية الموسعة وعلاقتها بالشأن المحلي، والحكامة وحقوق الإنسان وحماية الحريات العامة، والبعد الثقافي وتعدد الهوية المغربية بالإضافة إلى قضايا أخرى ذات صلة بالإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية، وتخليق الحياة العامة والرقابة على الشأن العمومي، سيؤطر نقاش هذه المحاور الرئيسية نخبة من الفاعلين السياسيين والمدنيين إلى جانب شباب حركة 20 فبراير في إشارة إلى انخراط الجمعية في مواكبة النقاش الوطني في أفق بلورة مقاربة تفاعلية بين مختلف مكونات المجتمع المغربي تساهم في صناعة مغرب الحداثة والديمقراطية والتقدم الاجتماعي. وارتأت جمعية سلا المستقبل أن تضع الشباب في صلب هذا النقاش الوطني من خلال تنظيم ورشات لفائدة 200 شاب وشابة حول موضوع الإصلاحات السياسية والدستورية بشراكة مع الجمعيات والمؤسسات التعليمية بالمدينة. وذكر إسماعيل العلوي رئيس جمعية سلا المستقبل في تقديمه لفعاليات هذه الدورة، أن التحولات السياسية والاجتماعية التي ما فتئ يعرفها المغرب منذ ميلاد حركة شباب 20 فبراير 2011، والدينامية التي أحدثها الخطاب الملكي ليوم 9-3-2011 في المشهد السياسي الوطني، فرضت على كل الفاعلين السياسيين والاجتماعيين على المستويين الوطني والمحلي أجندة أخرى، قوامها الانشغال بهذه التحولات ومواكبة هذه الدينامية. وفي هذا السياق، أوضح إسماعيل العلوي أن جمعية سلا المستقبل قامت بإعادة صياغة برنامج هذه الدورة وجعله يتجاوب مع هذا الحراك السياسي والاجتماعي قيد التفاعل في بلادنا، حيث تم هذه السنة الاستغناء عن الأنشطة الثقافية الكلاسيكية التي كانت مبرمجة لهذه الدورة، وتعويضها، استثنائيا، بملتقيات عمومية، أسمتها «ملتقيات سلا حول الإصلاحات الكبرى في المغرب»، تحت شعار «الشباب والتغيير». وتهدف هذه الملتقيات، وفق ما سطرته الجمعية، التفاعل مع حركات الشباب التي خرجت إلى الشارع (أيا كانت اتجاهاتها وحساسياتها السياسية)، والتي حركت المجتمع المغربي وطبقته السياسية، وأعطت بذلك دينامية واعدة للمستقبل، والتجاوب مع مضمون الخطاب الملكي ل 9 مارس المنصرم، وذالك بطرح أهم أفكاره الأساسية للنقاش: الجهوية، وتعددية الهوية الوطنية، وترسيخ دولة القانون والحريات، واستقلال القضاء، وتعزيز فصل السلطات وتوازنها (توسيع سلطات البرلمان، وحكومة منتخبة، ووزير أول مسؤول..)، ودعم الأحزاب السياسية في تأطير المواطنين، وتخليق الحياة العامة، ودسترة هيآت الحكامة وحقوق الإنسان وحماية الحريات الأساسية. وستكون هذه الدورة مناسبة لانخراط مدينة سلا في صلب النقاش الوطني حول الإصلاحات الكبرى من خلال فتح المجال أمام العديد من فعالياتها السياسية والاجتماعية والثقافية والشبابية للتعبير عن مواقفها تجاه ذلك، في أفق صياغة رؤى وتصورات عامة لما تريده هذه الفعاليات من إصلاحات على المستويين الوطني والجهوي أو المحلي، تفكر الجمعية في رفعها، على شكل تقرير علم، إلى الجهات المسؤولة.