تميز الحفل الافتتاحي للدورة 21 للمهرجان الوطني للفيلم المقام حاليا بطنجة، بتكريم اسمين بارزين لهما باع طويل في الإبداع السينمائي ببلادنا، يتعلق الأمر بالمخرجين السينمائيين بن عبد الواحد التازي وعبد المجيد رشيش، وبهذه المناسبة عبرا عن اعتزازهما بهذا التكريم، وأشادا بالمجهود الذي يبذله المركز السينمائي المغربي في دعم الإنتاج والمهرجانات.. وفي كلمة المبدع السينمائي أحمد عريب في حق المحتفى به المخرج رشيش، أشار إلى أنه من بين المساهمين في تطوير العمل السينمائي ببلادنا من خلال إخراجه للعديد من الأفلام التي تتسم بجدة من حيث الشكل والمضمون، أفلام تعمل على تحفيز المخيلة لما تتسم به من ثراء وقوة البناء وحكمة الخطاب و الروح الإنسانية. وقال السينمائي محمد بلغوات في حق المكرم التازي إنه من رواد الإخراج السينمائي بالمغرب وأنه من السباقين إلى الاهتمام بالإنتاج السينمائي المشترك لما له من دور في إغناء التجربة السينمائية المغربية وتطويرها، وأشار إلى أن الخيط الرابط بين أعماله السينمائية التي أخرجها حتى الآن هو القضايا المجتمعية، حيث عالجها بنوع من الجرأة، كما يتمثل ذلك في قضايا الهجرة والمخدرات وأوضاع المرأة القروية والحمل خارج مؤسسة الزواج إلى غير ذلك من الطابوهات. وتم كذلك خلال الحفل الافتتاحي إلقاء كلمات بمناسبة هذه الدورة الجديدة من دورات المهرجان، حيث ذكرت نائبة رئيس المجلس الجماعي لمدينة طنجة فتيحة الزاهري أن هذا المهرجان يعد علامة مميزة في مشهدنا الثقافي وأنه ساهم في خلق دينامية على جميع المستويات، كما أشارت إلى دوره في ترسيخ ثقافة سينمائية، باعتباره محطة أساسية في تبادل الخبرات السينمائية وإتاحة المجال للاستفادة من تكوينات عالية الجودة وإثراء النقاش حول واقع الإنتاج السينمائي المغربي، تتجاوز النقص واستشراف المستقبل. وتلا الكاتب العام لوزارة الاتصال مصطفى تيمي كلمة نيابة عن وزير الثقافة والاتصال، مذكرا فيها بأهمية هذه المناسبة في التعرف على حصاد سنة كاملة من الإنتاج السينمائي المغربي وخلق فرصة التواصل بين السينمائيين وتبادل الآراء في ما بينهم وكذا التباري حول أجود الأعمال السينمائية التي أنتجت حديثا، واستعرض بعد ذلك نشاط الوزارة في ما يخص النهوض بالإنتاج السينمائي المغربي، من خلال إعادة النظر في مشاريع القوانين المنظمة لهذا الحقل الفني، من أجل بروز صناعة سينمائية قادرة على تحدي المنافسة في المحافل الدولية. مائدة مستديرة:إلى أين تسير السينما المغربية؟ إشكالية الإبداع ضمن الأنشطة الموازية للمهرجان، نظمت الجمعية المغربية لنقاد السينما، مائدة مستديرة حول إشكالية الإبداع في السينما المغربية، فقد أشار الناقد حمادي كيروم إلى إن الإبداع ليس متعلقا في الأساس بالإخراج بل بسؤال االمصير، مؤكدا في هذا الصدد على أن البداية ينبغي أن ترتكز على تربية الذوق والخروج قدر الإمكان من المفهوم الأخلاقي، إلى مسألة أساسية وهي مسألة الفن، أي الوعي بالمادة السينمائية وكيفية تشكلها، وإلا فإن السينما المغربية ستسير نحو حتفها. وأوضح المخرج السينمائي سعد الشرايبي إلى أن السينما المغربية تعاني من نمطية الكتابة السيناريستية، الشيء الذي يؤدي إلى قتل الإبداع. واعتبر المخرج السينمائي نور الدين الخماري أن المحيط الذي نعيش فيه مركب وهو ما يتيح أفكارا للكتابة، لكن الإشكال يكمن في كيفية الإبداع. وأبدى الباحث نور الدين أفاية عدم اتفاقه مع موت السينما، نظرا لأنها مجال تقني وإبداعي يتجدد باستمرار، وأبرز أن مشكلة السينما المغربية تكمن من محدودية هامش الحرية، وعيا بأنه لا إبداع بدون حرية. ولاحظت المخرجة أسماء المدير أنه لا يتم التأني في كتابة السيناريو وهو ما ينعكس بشكل سلبي على الجانب الإبداعي، مشيدة في هذا الإطار بسياسة تنظيم إقامات خاصة بالإبداع في مجال كتابة السيناريو. ورأى المخرج السينمائي محمد مفتكر أن السيناريو لوحده لا يضمن نجاح الفيلم، وأن ما يجب تطويره حتى لا تموت السينما هو أن يكون لنا سينمائيون لهم تصور خاص للواقع والوجود. وتحدث الناقد عمر بلخمار عن العملية الإبداعية،مذكرا بأنها ليست في متناول الجميع، بل لا بد من توفر عدة شروط في المخرج السينمائي، منها الموهبة و الملكة والثقافة والتكوين والمهارة.. وأن مشكلة السينما لا تنحصر في السيناريو، بل هناك محطات عديدة متداخلة. وأوضح المخرج الشريف الطريق أن السيناريو إبداع وليس مجرد احترام قواعد الإبداع بصرامة، مذكرا بأنه ليست لدينا تقاليد للكتابة السيناريستية، من هنا يتجلى الضعف، ففي نظره كاتب سيناريو الناجح هو الذي يتمكن من ولوج والتوحد مع العالم الخاص المخرج. برنامج يومه الاثنين: العاشرة صباحا: مناقشة أفلام المسابقة الثالثة بعد الزوال: عرض الأفلام التالية: إكاروس لسناء العلوي الطريق إلى الجنة لوحيد السنوحي السادسة مساء: إكزود لياسمين الإدريسي اللكمة لمحمد أمين مونة