احتضن المقر الإقليمي لحزب التقدم والاشتراكية بأكادير، مساء يوم الجمعة الماضي، لقاء تواصليا مع شباب المدينة والنواحي، حضره عشرات الشابات والشبان وأعضاء المكتبين المحلي والإقليمي وعدد كبير من منخرطي الحزب. وقد قام بتنشيط فقرات هذا اللقاء الشبابي الذي نظم بشكل مشترك بين الحزب ومنظمة الشبيبة الاشتراكية، كل من المصطفى عديشان ورشيد روكبان، عضوا الديوان السياسي للحزب، ويوسف مكوري، عضو المكتب الوطني للشبيبة الاشتراكية. وقد افتتح هذا اللقاء التواصلي الأول من نوعه في المدينة المصطفى عديشان الذي رحب بالحضور وقام بقراءة متأنية مرفوقة بتوضيحات لمضامين الدستور المغربي الحالي. وذكر بالمناسبة بالدور الريادي الذي تلعبه المؤسسة الملكية في ضمان استمرارية المؤسسات وصيانة حقوق الأفراد والجماعات. كما ذكر الحاضرون بالنقاش الذي فتحه حزب التقدم والاشتراكية منذ مدة حول صلاحيات الوزير الأول وكذا اقتراحات الحزب في شأن تحويل القضاء إلى سلطة، وما إلى ذلك من مذكرات واقتراحات تدخل في صلب الموضوع كان فيه للحزب قصب السبق. بعده أعطيت الكلمة ليوسف مكوري الذي أعاد الجميع في معرض تدخله إلى النبش في تاريخ الدولة المغربية وبالضبط خلال فترة حكم الموحدين تحت قيادة يعقوب المنصور الموحدي الذي أوصل الدولة إلى قمتها في التقدم والتطور بعد أن خرج المغاربة إلى الشوارع يطالبون بالحرية والكرامة والديمقراطية والمواطنة، وربط هذه الفترة التاريخية بالحراك السياسي والاجتماعي الذي يعرفه المغرب ومنطقة الشرق الأوسط والمغرب العربي في الآونة الأخيرة، وتطابق الأهداف والمطالب في كلتا الفترتين التاريخيتين بالنسبة للشعب المغربي الذي يشكل الاستثناء في المنطقة. واعتبر المتدخل أن الشارع هو القوة القانونية لفرض التغيير، كما وصف حركة 20 فبراير بحركة مغربية مسيسة أصيلة متجذرة في التاريخ، رغم وجود أطراف تحاول شيطنة هذه الحركة كاليمين واليسار المتطرفين. وبعد عرض المسؤول في الشبيبة والذي اتسم بنوع من الحرارة والحماسة، أعطيت الكلمة للشباب باختلاف انتماءاته وتوجهاته والذي عبر بأريحية كبيرة وبحرية مطلقة وبدون قيود ولا شروط عما يخالجه من أفكار، وأفرغ كل ما في جعبته من تساؤلات واستفسارات كانت تؤرقه باستمرار لعدم توصله بإجابات صريحة وواضحة من شأنها أن تروي ظمأه السياسي، كما عبر عن رؤيته وأدلى بدلوه حول ما يجري حاليا في المغرب وخارجه. هذا ما دفع ببعض مناضلي الحزب المتمرسين ثقافيا وسياسيا وإيديولوجيا إلى التدخل بين الفينة والأخرى للتخفيف من حدة بعض التدخلات التي تكاد تخرج عن النص، وتقويم الاختلال الفكري لدى البعض وتصحيح التصورات الخاطئة لدى البعض الآخر، المترتبة أساسا عن غياب دور الأحزاب والجمعيات المواطنة في التكوين والتنظيم والتعبئة. وفي الختام تدخل الأستاذ رشيد روكبان، عضو الديوان السياسي للحزب ورئيس منظمة الطلائع أطفال المغرب، الذي حاول أن يجيب على تساؤلات الشباب.. وركز في كلمته بالخصوص على تحليل الوضع الراهن الذي يعيشه العالم العربي والذي يعود، زيادة على نبض الشارع، إلى عوامل أخرى خارجية أهمها أيادي غربية تطمح إلى إعادة تسطير خريطة عربية على مقاسها، تستجيب لمطالبها ومطامحها، كما ذكر أثناء كلمته، بمباركة الحزب لحركة 20 فبراير، دون أن يركب عليها كما فعلت مجموعة من التيارات السياسية، مؤكدا أن حزب التقدم والاشتراكية ينبذ جميع أنواع العنف الثوري. تجدر الإشارة في الأخير إلى أن القاسم المشترك بين جميع تدخلات الشابات والشبان هو تقديرهم للمبادرة التي أقدم عليها الحزب بأكادير والتي من خلالها أتيحت لهم الفرصة من أجل التعبير عن المواقف والتداول الجدي والمسؤول حول قضايا تهم البلاد والوطن في جو من الحرية والديمقراطية.