لم تستوعب حكومتي سبتة ومليلية المحتلتين، بعد، أن المغرب أغلق حدوده مع الثغرين السليبين بشكل نهائي، حيث لا زالت تخوض مناورات لدفع مدريد إلى إقناع الرباط بالتراجع عن قرار خنق المدينتين، ورفع الحواجز الجمركية أمام دخول البضائع والأشخاص. وآخر تفاعل في الموضوع، كان من قبل خوان خوسيه إمبوردا حاكم مدينة مليلية المحتلة، الذي قال في لقاء صحافي له، إنه التقى بابلو كسادو زعيم الحزب الشعبي الذي ينتمي إليه، ودعاه إلى إبلاغ رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز بالوضع الذي أصبحت تعيش فيه المدينتين. وأوضح خوان خوسيه إمبوردا، حسب وكالة “أوروبا بريس” أن المدينتين تواجهان ضغطا كبيرا من قبل المغرب، ذهب إلى وصفه ب”العدائي” نتيجة غلق كل المعابر التي تربط بين المدن المغربية ومدينتيه السليبتين. واشتكى إمبوردا من منع المغرب ولوج البضائع والأشخاص، لاسيما بعد فرضه في الآونة الأخيرة التأشير على جوازات السفر قبل الدخول إلى المدينتين بالنسبة للساكنة المجاورة للمدينتين المحتلتين، بعد أن كانوا يستفيدون من امتياز الدخول إلى الثغرين المحتلين دون الحصول على تأشيرة إسبانية من قنصليات إسبانيا. وتساءل حاكم مدينة مليلية عن سبب غض الحكومة الإسبانية الطرف عن وضع المدينتين، وتأخرها في الرد على المغرب جراء خطوة غلق كل المعابر في وجه إسبانيا، التي كانت المستفيد الأول من دخول سلعها نحو الأسواق المغربية بدون أداء الرسوم الجمركية. وهو ما كانت تشتكي منه الحكومة المغربية في السابق، قبل أن تعلن في سنة 2018 عن افتتاح ميناء الناضور، الذي كان بمثابة رصاصة الرحمة لمدينة مليلية بالدرجة الأولى، حيث عوض هذا الميناء الجديد معبر بني نصار البري. وطالب المسؤول الأول عن مدينة مليلية السليبة مدريد بالتدخل لإنقاذ المدينتين وعدم ترك مصيريهما في أيدي المغرب، مشيرا إلى أن ممثلي المدينة بالبرلمان الإسباني كونوا جبهة موحدة مع برلمانيي سبتة والأندلس للدفاع عن الأوضاع الاقتصادية التي آلت إليها المدنيتين. وفي سياق متصل، يوجه ممتهنو التهريب المعيشي، انتقادات للحكومة المغربية، بعد أن أصبحوا عاطلين عن العمل عقب قرار الرباط حصار المدينتين السليبتين دون إيجاد بديل اقتصادي.