عندما قرر الرئيس السابق لفريق الرجاء البيضاوي لكرة القدم محمد بودريقة سنة 2013 إغلاق مركز التكوين التابع للنادي، والذي تم تشييده لأكثر من عقد من الزمن، تيقن العارفون أن هناك هدما لقلعة ساهمت في تقديم مواهب عديدة، تحولت فيما بعد إلى نجوم دافعوا بسخاء على ألوان الرجاء والقميص الوطني لسنوات طوال. وفي غياب لمن يقول “لا” لقرار بودريقة من داخل المكتب المسير، ألغي تماما مبدأ التكوين داخل الفريق الأخضر، ليلجأ إلى البحث عن العناصر الجاهزة من كل حدب وصوب، مع التركيز على العناصر المتقدمة في السن. كلفت سياسة البحث عن اللاعبين من خارج مدرسة الرجاء ميزانية مهمة، والأغلبية الساحقة ممن تم التعاقد معهم لم يقدموا المنتظر منهم، بل هناك من لم يخض ولو مقابلة واحدة، وجمهور الفريق يعرف أن هناك لاعبين وقعوا عقدا مع النادي وتسلموا مستحقاتهم المالية، ولم يظهر لهم أثر، مما طرح يومها الكثير من الأسئلة التي ذهبت إلى حدود التشكيك في نزاهة من كانوا يومها مسؤولين مباشرين عن الجانب التقني. تبعات تهور من تحملوا تسيير النادي يومها كانت جد مكلفة ماليا وتقنيا، بل ما يزال ملف النزاعات مفتوحا وطنيا ودوليا، ورغم المجهود المالي الذي بذل، ورغم تعدد المساهمات من طرف وزارة الداخلية وجامعة كرة القدم ومجلس الجهة، والتي تقدر بملايين السنتيمات، ما زال أمام الرجاء سنوات، حتى يتمكن من إنهاء مخلفات التركة السلبية لعهد بودريقة. تهميش أبناء مدرسة الرجاء حتم على الكثير من المواهب البحث عن وجهة أخرى، وتمكن الكثيرون من التألق وتقديم مستويات لافتة رفقة أغلب الأندية التي لعبوا لها، وهناك من عاد لفريقه الأم بعدما دفع فيهم المكتب المسير مبالغ مهمة، ليتبين بالملموس أن إغلاق المركز وتشتيت المواهب كانت جريمة في حق النادي. بعد التغيير الذي طرأ على قيادة الفريق، عادت الحياة مجددا لشرايين الفريق من الناحية التقنية، فتح من جديد مركز التكوين بعد إصلاح البناية التي تعرضت للتخريب، كما تم تجديد الطاقم التقني بالاعتماد كليا على أبناء النادي من اللاعبين السابقين، وبسرعة بدأت النتائج الإيجابية تظهر على مستوى الفريق الأول. وأمام الصعوبة التي وجدها السلامي في مسايرة ضغط المباريات وتعدد الواجهات، لجأ مضطرا إلى الاعتماد على شبان الفريق، وبالفعل كان البعض منهم في الموعد، كما هو الشأن بالنسبة لمحمد زريدة وأسامة سوكحال وعبد الإله مذكور ويوسف البكاري، بالإضافة إلى أسماء أخرى من بينها المعطي تيمزو وأمير الحداوي وزكرياء الهبطي ومحمد نعيم ومحمد محتشم، وغيرهم … المدرب جمال السلامي أشاد بمستوى هؤلاء الشبان، وأرجع ذلك إلى شجاعة الطاقم التقني، وهذه حقيقة تحسب له، شريطة حماية كاملة من طرف المكتب المسير وثقة أساسية من طرف الجمهور المفروض دعم مطلق لجيل الخلف.