قام الرئيس الصيني شي جينبينغ أول أمس الاثنين بأول ظهور علني له منذ بدء انتشار فيروس كورونا المستجد مرتديا قناعا للحماية، دعا خلاله إلى اتخاذ تدابير “أكثر قوة وحزما” ضد المرض الذي قضى حتى الآن على حياة أكثر من 1016 شخص. وزار الرئيس الصيني مستشفى وحيا سكنيا في العاصمة بكين لمتابعة جهود مكافحة انتشار الفيروس الذي تجاوز عدد الإصابات به 42 ألف و638. وفي تقرير طويل بث خلال نشرة أخبار المساء، تحدث شي عن الوضع في مدينة ووهان القابعة تحت حجر صحي بحكم الأمر الواقع منذ 23 يناير مع مناطق عدة من مقاطعة هوباي حيث يتركز العدد الأكبر من الإصابات. وقال شي “لا يزال الوباء في هوباي وووهان خطيرا للغاية”، داعيا إلى اتخاذ “إجراءات أقوى وأكثر حزما لوضع حد بصورة حاسمة لتفشي العدوى”. وقد اتخذت حكومته إجراءات جذرية منع بموجبها على سكان هوباي البالغ عددهم 56 مليون شخص من مغادرة المقاطعة. ولكن السلطة تعرضت لانتقادات أيضا لتأخرها في التصدي للداء واتهامها أول من حذروا منه ب”نشر شائعات”. وأثار موت أحدهم وهو طبيب كان يبلغ من العمر 34 عاما الجمعة دعوات غير اعتيادية لحرية التعبير. وبحسب الصور التي بثها تلفزيون “سي سي تي في” العام، ظهر شي علنا للمرة الأولى ووجهه مغطى بقناع للوقاية بات ارتداؤه أمرا منتشرا في الصين. وقيست حرارة جسده بعد ذلك عبر ميزان حرارة إلكتروني، وهو أمر بات إجراؤه رائجا جدا في الأماكن العامة في الصين. وظهر لاحقا وهو يتكلم مع سكان الحي المقنعين أيضا عن بعيد. وأسفر فيروس كورونا المستجد عن وفاة 908 أشخاص في الصين القارية، وفق آخر حصيلة صادرة عن السلطات الاثنين، ما يشير إلى استقرار في تفشي الداء. وخلال الساعات ال24 الماضية، سجلت 97 حالة وفاة في الصين القارية، 91 منها في هوباي. وأحصت الصين 3 آلاف إصابة جديدة. وتوفي سابقا شخصان آخران خارج الصين، في الفيليبين وهونغ كونغ. وعالميا، اتخذت بريطانيا الاثنين إجراءات لمكافحة فيروس كورونا المستجد يوضع بموجبها أشخاص يعانون من المرض في حجر صحي قسري إذا كانوا يشكلون خطرا على الصحة العامة. ويعقد وزراء الصحة الأوروبيون اجتماعا طارئا الخميس في بروكسل لمناقشة سبل مكافحة الداء. ويمكن أن تتزايد أعداد الإصابات خارج الصين مع انتقال العدوى لأشخاص لم يسافروا قط إلى الصين، كما حذر الأحد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية. وكتب في تغريدة “تسجيل عدد قليل من الحالات يمكن أن يشير إلى تفشي أوسع في دول أخرى، باختصار، نحن لا نرى إلا رأس جبل الجليد”. في الأثناء، من المقرر وصول “بعثة دولية من الخبراء” تابعة لمنظمة الصحة العالمية الاثنين إلى الصين. وتزامن الظهور العلني الأول لشي في الصين مع عودة خجولة للعمل الاثنين في الصين خارج المناطق التي يفرض فيها حجر صحي، لكن التلاميذ بقوا في بيوتهم، بينما سمحت شركات لموظفيها بالعمل من المنزل. وفي بكين كما شنغهاي، عادت حركة السير بشكل محدود الاثنين إلى الطرقات، لكن الازدحام الاعتيادي الذي تشهده هاتان المدينتان العملاقتان كان غائبا. وأشارت وسائل إعلام رسمية إلى أن نسبة ارتياد مترو بكين كانت أقل بخمسين بالمئة من المعتاد خلال يوم عمل عادي في الأسبوع. ويسود خوف في أوساط الموظفين العائدين إلى أعمالهم. وقال عامل في صالون تجميل فرغ من زبائنه في حي تجاري في العاصمة لوكالة فرانس برس “نحن قلقون طبعا”، موضحا “إذا دخل زبائن، نقوم بقياس حرارتهم، ونعرض عليهم استخدام معقم ونطلب منهم غسل أيديهم”. ونصحت بلدية شنغهاي الموظفين داخل المكاتب بعدم التجمع مع اعتماد ساعات عمل متداخلة وتفادي تناول الطعام بشكل مشترك بين الزملاء الذين عليهم أن يحافظوا على مسافة تزيد على متر في ما بينهم. كما فرض إطفاء أنظمة التهوئة. وفي مؤشر إلى الصعوبات الاقتصادية الناتجة من الفيروس، أعلنت بكين الاثنين عن ارتفاع بأكثر من 20% لأسعار الطعام في يناير. وأغلقت طرقات في مناطق مختلفة في البلاد في محاولة للتصدي للداء. وحاول شي طمأنة الصينيين عبر التلفزيون بقوله إن أثر الفيروس “سيكون محدود المدة”. ودعا إلى “التنبه جيدا لمسألة البطالة” و”تفادي تسريح العمال بشكل واسع”. وفي العالم، تأكدت 320 إصابة في 30 بلدا. وأعلنت فرنسا السبت إصابات إضافية (4 راشدين وطفل من الجنسية البريطانية)، ما يرفع عدد الإصابات في هذا البلد إلى 11.