حاصر فيروس “كورونا” الذي تفشى مؤخرا في مجموعة من المدن الصينية، العديد من المهاجرين المغاربة، لاسيما مدينة “ووهان”، وكذا مدينة “هوانغانغ”، حيث اشتكى الطلاب المغاربة من الإجراءات المفروضة عليهم من قبل السلطات المحلية التي ترفض تحرك الساكنة أو اتخاذ قرار مغادرة المدينة والدولة ككل. وبث بعض الطلبة فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي يدعون فيها وزارة الخارجية المغربية إلى التدخل لدى السلطات الصينية للسماح لهم بمغادرة المدينة وشد الرحال صوب المغرب، وهو ما تفاعلت معه سفارة المغرب ببكين في الحين، مشيرة إلى تتبعها للوضع عن كثب، وتنسيقها المستمر مع السلطات الصينية ومع أبناء الجالية المغربية في هذا البلد. وفي الوقت الذي يناشد فيه الطلبة إلى جانب المهاجرين المغاربة بالمدينتين وزارة الخارجية المغربية الرحيل من المدينتين خوفا من الإصابة بفيروس “كورونا”، تدعو السفارة المغربية ببكين إلى التحلي بالحيطة والحذر، مشددة على ضرورة إتباع جميع الإجراءات الوقائية التي أعلنت عنها السلطات الصينية. وفي هذا الصدد، أوضح بلاغ السفارة، أن منظمة الصحة العالمية لم تصنف بعد انتشار الفيروس كحالة طوارئ بالبلاد، بالرغم من حصده إلى حدود الساعة حوالي 25 ضحية، إلى جانب إصابة أزيد من 830 شخصا بالفيروس، في 29 منطقة بالبلاد، فضلا عن تقديم المراقبة الطبية لفائدة 1072 حالة. ووضعت السفارة المغربية رقمين هاتفيين رهن إشارة أفراد الجالية المعنيين (8618701156920 أو 8615652198381)، إلى جانب بريد إلكتروني ([email protected])، من أجل التواصل مع قنصلياتهم أثناء الحاجة إلى تقديم مساعدة في الموضوع. وتفاعلا مع الموضوع عينه، أعلنت مجموع من الدول تعليق رحلاتها الجوية إلى الصين، بالإضافة إلى دعوة مواطنيها لعدم اتخاذ قرار زيارة البلد حاليا، تفاديا للإصابة بالمرض أو نقله أثناء العودة، بالرغم من اتخاذ السلطات الصينية لتدابيرها القصوى لمكافحة فيروس “كورونا”. وقررت الصين، أول أمس الخميس، إغلاق مدينة ووهان (البالغ عدد سكانها 11 مليون نسمة)، مصدر الوباء، بالإضافة إلى مدينتين مجاورتين، وتم تعليق حركة القطارات والطائرات المغادرة من ووهان إلى أجل غير مسمى، وأغلقت الطرق السريعة المؤدية إلى خارج المدينة، ما أدى إلى انتشار الخوف وسط سكان المدينة. بالإضافة إلى ذلك، أعلنت بلدية مدينة هوانغانغ التي يصل عدد سكانها 7.5 ملايين نسمة، والواقعة على بعد سبعين كيلومترا شرق ووهان، أن حركة القطارات ستتوقف فيها أيضا إلى إشعار آخر، فضلا عن اتخاذ سلطات المدينة قرار إغلاق جميع دور السينما ومقاهي الانترنت والسوق المركزي في المدينة.