حاضرة بألوان البداوة إن أول ما يسترعي انتباهك وأنت تجوب شوارع عاشقة المجانين مدينة آزمور هو تناسل مجموعة من الظواهر التي باتت تؤثث فضاءاتها العمومية وبالتالي تقلق راحة وأمن ساكنتها وزوارها، مما أضحى لازما على الجهات المسؤولة بالمدينة من سلطات محلية ومجلس بلدي اتخاذ التدابير اللازمة للحد منها يوضع خطط تتجاوب معها في ظل التغيرات التي أصبحت تشهدها مجموعة من المدن المغربية. كلاب ضالة تغازل المارة.. بحكم موقع المدينة الذي تسيجه حزمة من الدواوير الطفيلية وأراضي مخصصة للزراعة مازال سكانها يرابطون بها، فإن اسراب من الكلاب الضالة والمتشردة جعلت من احياء ودروب المدينة وجهتها المفضلة، باحثة عما يمكن أن يسد رمقها وكأنها أعلنت عصيانها وتمردها عن أصحابها لتنزل للمدينة بكل برغوتها وقملها وأمراضها الطفيلية العالقة بها، محدثة ثورة من نوع خاص وأحيانا معلنة حذر التجول للساكنة سيما عندما تكون على شكل مجموعة «الصارفة» ناهيك أنه من الممكن أن تكون مصابة بداء الكلب، الأمر الذي من شأنه أن يشكل خطرا حقيقيا على صحة السكان خصوصا الاطفال وسلامتهم، زيادة عن حالة الإزعاج الدائمة التي يسببها نباحها المتواصل طيلة الليل، مما يثير الخوف والهلع وسط المواطنين من خطر انتشار الأمراض المتنقلة كالجرب وداء الكلب... مشردون ومتسكعين في كل مكان.. لا يخلو مكان بآزمور إلا وتجد به متشرد أو مجموعة متشردين على اختلاف أعمارهم وأجناسهم فرادى أو جماعات يقتاتون مما يجدونه أمامهم مقلقين راحة الزبناء بالمقاهي والأسواق طلبا للأكل أو بعض الدراهم لاقتناء ما يرغبون فيه، فمنهم من يتخد الحديقة مأوى له وآخر إحدى الخربات بالمدينة العتيقة متسلحين بالسيلسيون والكحول، والغريب في الأمر أن بعضهم ربط علاقة ود مع بعض الكلاب الضالة وأصبح يلازمه في كل مكان، وحسب جرد مبسط قمنا به خلال السنة الأخيرة فقد كان عددهم يناهز 56 من بينهم 9 فتيات.... تزايد عدد المجانين والمعتوهين.. أغلبهم ينحدر من القرى والمدن المجاورة للمدينة، لكل طقوسه وعاداته اللامفهومة في قواميسنا، فقد تقول عنه مجنون وقد تقول عنه متجنن «يفتعل الجنون» وهو ما يدفعنا القول لأمن المدينة بأن تعاين هذه الحالات التي قد تكون من المبحوث عنهم أو شيء من هذا القبيل، أما الحالات المتبقية فهي تشكل خطرا قائم يومي على المارة فبعضهم يرشق بالحجارة والبعض بمطاردة النساء وضربهن والآخر بالتلفظ بعبارات ساقطة... أسوار تتحول لمراحيض.. أمام الغياب التام لمراحيض عمومية بمدينة آزمور رغم أنه تم اعتماد سبع ملايين سنيتم لإحداث إحداها بحديقة مولاي اسماعيل سنة 2005 من قبل المجلس البلدي آنذاك لتبقى ملكا لشخص واحد له كامل الصلاحية في فتحها وإغلاقها علما ان موقعها غير صحي، ولعل ما يسترع زائر عاشقة المجانين هو تبول عدد من المواطنين على اسوار المدينة العتيقة ليتعداه الأمر إلى التبول بما يسميه الناس المساحات الخضراء وجنبات الأرصفة مختبئين خلف الشاحنات والسيارات، هذا في الوقت الذي كانت فيه مدينة ىزمور كأول مدينة تعرف المراحيض العمومية على الصعيد الوطني والتي تم إقبارها كما تم إقبار عدد من المشاريع والمنجزات والمعالم والذاكرات بهذه المدينة فهل فكرتم في راحة زوارها وأهلها بخلق منافذ للتبول العمومي.... مرآة آزمور مداخلها رغم العديد من النداءات من أجل تحسين واجهات ومداخل مدينة آزمور سواء من واجهة النهر أو واجهة السوق الأسبوعي، مازال الانتظار هو سيد الموقف واجهات لا تليق بعراقة مدينة من حجم آزمور التي كان يقال عنها سلفا «من مدينة آزمور لقرية فاس» بكل تاريخها وحضارتها، فمن المؤسف أن يلج أي زائر لهذه المدينة وتقع عيناه على مزابل في كل جانب مع أسوار مهترئة وأبنية عشوائية اختلط القديم منها بالجديد، ناهيك عن غياب الإنارة العمومية مما يهدد كل زائر بالليل لها ولعل ما سجل بمحاضر الشرطة من اعتداءات بهذه الأمكنة لسنوات لخير دليل، أما فيما يخص علامات التشوير بأن هناك مدينة اسمها آزمور ترحب بكل زائر لها، فهي منعدمة كأنها غير متواجدة ضمن خارطة المملكة..