صمت وحسرة وسط أنصار المنتخب المغربي فجّر آلاف الأنصار من مختلف مدن الجزائر فرحتهم. ففي مدينة عنابة، خرج المئات من الأنصار إلى الشوارع والطرقات، في احتفالات صاخبة بعد فوز ''محاربي الصحراء'' على ''أسود الأطلس''، حيث لم يمنع تأخر موعد انتهاء المباراة المناصرين من الخروج إلى الشوارع للتعبير عن فرحتهم بفوز أشبال بن شيخة. احتفلت جماهير مدينة عنابة على طريقتها الخاصة بالفوز الثمين للمنتخب الوطني في مباراة مجنونة، وسط أفراح شابهت الأفراح التي عاشها الشعب الجزائري بعد ملحمة ''أم درمان''. وقد رسم المناصرون ديكورا ومشاهد وطنية نادرة لا يصنعها إلا الجزائريون، وقد احتشد المئات من الأنصار في ساحة الثورة المحاذية للمسرح الجهوي ''عز الدين مجوبي''، للتعبير عن فرحة أنستهم عقارب الساعة والمشاكل الاجتماعية. وقد رددوا الأغاني الوطنية والرياضية، رافقتهم فيها أبواق ''الفوفوزيلا'' ومنبهات السيارات التي زينت بالأعلام الوطنية، وزادتها جمالا زغاريد النساء من الشرفات وأصوات الهتافات التي رددت، طيلة أجواء الاحتفال، ''الله أكبر يبدة حسان''، ''وان تو ثري فيفا لا لجيري''، ''هادي البداية ومازال مازال'' و''لالجيري مونامور''، وغيرها. وبدأت فرحة العنابيين مبكرا عندما سجل حسان يبدة، نجم نادي نابولي، هدف المنتخب الوطني، حيث خرج العشرات من الشباب من المقاهي وقاعات العرض السينمائية للتعبير عن فرحتهم الأولى بالهدف. وقد زين هذا الديكور الاحتفالي، الذي استعمل فيه المناصرون جميع أشكال التعبير عن الفرحة بهذا الفوز الثمين، استخدام الألعاب النارية ''الفيميجان'' والمفرقعات. وفي سطيف، خرج المئات من أنصار ''الخضر'' إلى الشوارع مباشرة بعد نهاية المباراة، ليعبروا عن فرحتهم العارمة بفوز الفريق الجزائري. وقد جابت مئات السيارات والمركبات شوارع مدينة سطيف، حاملة الأعلام الوطنية، فيما تجمع المئات بساحة عين الفوارة للتعبير عن فرحتهم بهذا الفوز، حيث أشعل الأنصار ''الفيميجان'' ورقصوا تحت أنغام الأغاني الممجدة للمنتخب الوطني. وعاشت قسنطينة، من جهتها، أجواء فرحة عارمة، ذكرتنا بما صنعه الجمهور الجزائري بعد التأهل التاريخي للمنتخب الوطني إلى المونديال، حتى وإن كانت أجواء أمس لم ترق إلى ما عاشته المدينة عقب ملحمة أم درمان والتفوق على المنتخب المصري. بالمقابل خيم الصمت على أغلب شوارع المدن المغربية وسط حسرة كبيرة على الهزيمة المفاجئة للعناصر الوطنية التي لم يكن يتوقعها أغلب مناصري المنتخب المغربي خصوصا بعد التصريحات التي أدلت بها جميع الفعاليات الوطنية، خصوصا المدرب إيريك غيريتس الذي كان واثقا من العودة بنتيجة الفوز من عنابة. لكن ضربات جزاء التي اعلن عنها الحكم المريسي في بداية المباراة اركت حسابات الناخب الوطني وكذا اللاعبين الذين لم يدخلوا في اللقائ إلا خلال الجولة الثانية.