يتجه إطلاق الاستفادة من برنامج التزود بالماء الصالح للشرب، الذي تم الشروع في تنفيذه في 20 موقع بالعالم القروي بإقليمي آسفي واليوسفية، إلى الحد من معاناة الساكنة والهجرة الداخلية وخلق شروط الاستقرار بالمناطق المستهدفة. وأعرب عدد من سكان المناطق المستفيدة من هذا البرنامج، الذي أنجزه المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، والذي تستفيد منه 216 ألف درهم نسمة بغلاف استثماري بلغ 08ر1 مليار، عن ارتياحهم لهذا الإنجاز، الذي سيتيح لهم إمكانية العيش بمواقعهم في شروط أفضل. وذكروا، بالمناسبة، أنهم كانوا قبل هذا الإنجاز يجلبون الماء من مناطق تبعد بنحو 20 كلم عن مقر إقامتهم، مشيرين إلى أن الوضعية الحالية مكنتهم من الولوج إلى الماء في ظروف جد ملائمة سواء من حيث جودة المياه أو من حيث السعر وذلك مقابل وضعية سابقة تنعدم فيها الجودة وترتفع بها أسعار الماء بشكل مهول. وأشار السيد المختار.ن (62 سنة-أب لستة أطفال)، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إلى أن إيصال الماء إلى العالم القروي جعله يقرر العودة إلى موطنه الأصلي (اثنين لغيات) بعد أن هاجر إلى إحدى المدن المجاورة قبل بضع سنوات بسبب الجفاف وغياب الماء. ولم تخف نساء هذه المناطق المستفيدة انشراحهن لهذا الإنجاز الذي يقرب الماء من مقر إقامتهن بالبادية مما يخفف، على حد تعبيرهن، من معاناتهن ومعاناة أسرهن وأطفالهن وكذا ماشيتهن. وأوضحن أن ما تم تحقيقه في هذا الفترة الوجيزة سيمكنهن من مسايرة الحياة على مستوى الشرب والتنظيف والاعتناء بمحيطهن العائلي وضمان الاستقرار الأسري الذي سيمكن أبناءهن وأزواجهن بالبقاء بجانبهن والحد من الهجرة الداخلية نحو المدن. وسيمكن هذا المشروع، حسب تصريحات المستفيدين، الأسر في هذه المناطق التي تتميز بالجفاف وندرة الموارد المائية من اقتناء ألف لتر من الماء، في ظروف الجودة المطلوبة، بسعر خمسة دراهم عوض أسعار تتراوح ما بين 120 و170 درهم لنفس القدر من الماء في الأوقات السابقة وفي ظروف أقل جودة. وأكد المدير الإقليمي للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب، أن انطلاق هذا المشروع، الذي سيستفيد منه نحو 216 ألف نسمة منها 145 ألف من الساكنة تستفيد لأول مرة من هذه الخدمة العمومية، يندرج في إطار البرنامج الخاص بتزويد ساكنة العالم القروي بالماء الصالح للشرب، موضحا أن هذا البرنامج تم إنجازه بشراكة مع البنك العالمي والتعاون المغربي الياباني والجماعات المحلية والساكنة المستفيدة، مما يرفع نسبه التزود إلى 81 بالمائة. وأشار إلى أن الشطر الأول من هذا البرنامج، الذي امتدت فترة إنجازه من 2007 إلى سنة 2010، يهم ساكنة جماعات كل من اثنين لغيات ولمعاشات والتوابت واولاد سلمان وخط أزكان وتياميم. ويشمل هذا البرنامج أيضا جماعات السبيعات وإيغود والجذور وجنان بيه وراس العين وسيدي شيكر والشماعية وحد حرارة ومول البركي والصعادلة، بالإضافة إلى جماعات دار السي عيسى والسيد عيسى وأيير والبدوزة.وتم في هذا الشطر وضع 1280 كلم من القنوات وبناء 22 خزانا بسعة إجمالية تصل إلى 6822 متر مكعب وإنجاز 12 محطة للضخ و720 حنفية عمومية، وذلك تكلفة مالية قدرها 480 مليون درهم. وأضاف أن الشطر الثاني من هذا البرنامج، الذي تبلغ تكلفته المالية 600 مليون درهم، انطلقت أشغاله سنة 2010 ويتم الانتهاء منها في أواخر سنة 2012. وسيستفيد من هذا الشطر 199 ألف نسمة منهم 84 ألف مستفيد جديد، وسيمكن هذا الشطر من رفع معدل التزود بهذه المادة الحيوية إلى 18 بالمائة. وتشمل أشغال هذا المشروع، حسب نفس المصدر، بناء محطة لمعالجة مياه القناة القادمة من وادي أم الربيع ووضع قناة رئيسية بقطر كبير على مسافة 75 كيلومتر ووضع 980 كلم من قنوات الماء ذات القطر الصغير وإنجاز محطة للضخ وبناء 11 خزانا بسعة إجمالية تبلغ 10 آلاف و100 متر مكعب ووضع 560 حنفية عمومية.وتستفيد من هذا الشطر كل من دواوير وجماعات ثلاث بوكدرة والكرعان ولحضر وسيدي التيجي والمراسلة ولعمامرة ولبخاتي ولمصابيح. كما تستفيد منه جماعات إجدور وجمعة اسحيم وسبت كزولة. وسيفتح هذا الشطر، حسب نفس المصدر، الطريق لتزويد دواوير أخرى في المناطق الجنوبية لآسفي بالماء الصالح للشرب خلال الأشهر القامة.وقد أقام المكتب الوطني ساقيات بالقرب من التجمعات السكنية بالبادية يقوم بتسييرها وتدبير شؤونها شخص يتم اختاره من قبل الساكنة.