تم يوم الخميس بأكادير تسليم هبة يابانية عبارة عن 12 شاحنة صهريجية لنقل الماء الصالح للشرب ستستفيد منها ساكنة يصل تعدادها إلى حوالي 400 ألف نسمة تتوزع على عدد من الجماعات القروية المنتشرة عبر المجال الترابي لثلاثة أقاليم في جهة سوس-ماسة-درعة وهي تارودانت وتيزنيت واشتوكة آيت باها. وترأس حفل تسليم هذه الهبة كل من سفيرة اليابان المعتمدة لدى المغرب السيدة هاروكو هيروزي،ووالي جهة سوس-ماسة-درعة عامل عمالة أكادير-إداوتنان السيد رشيد الفيلالي، وذلك بحضور عاملي تارودانت وتيزينت, والكاتب العام لإقليم اشتوكة آيت باها، إضافة إلى رؤساء المجالس الإقليمية المستفيدة من هذه الهبة. وتبلغ القيمة المالية لهذه الهبة أربعة ملايين و115 ألف درهم، وستستخدم هذه الشاحنات الصهريجية في نقل مياه الشرب إلى عدد من الجماعات القروية التي تأثرت أكثر بفعل الانعكاسات السلبية لظاهرة الجفاف. وتندرج هذه المبادرة في إطار برنامج المساعدة المقدم من طرف الحكومة اليابانية للمشاريع الصغرى المحلية المساهمة في ضمان الأمن الإنساني الذي تم إطلاقه منذ سنة 1989 . وحسب بلاغ للسفارة اليابانية بالرباط فإن هذا البرنامج موجه بالأساس للجماعات المحلية, وكذا للجمعيات غير الحكومية قصد توفير الدعم والمساعدة المالية الضرورية لمختلف مشاريع التنمية، وذلك بهدف الدفع إلى الأمام بمشاريع التنمية المستدامة، والمساعدة في تحسين ظروف عيش الساكنة المحلية القروية والحضرية في مناطق مختلفة من المغرب. واستنادا للمصدر نفسه فإن هذا البرنامج ساهم لحد الآن في إنجاز301 مشروعا، فيما بلغ الغلاف المالي الإجمالي الذي خصص لهذه المشاريع4 ر128 مليون درهم. وفي كلمة ألقتها بالمناسبة، أشارت السفيرة اليابانية المعتمدة بالرباط إلى أن هذه الهبة تندرج في إطار مسلسل للتعاون المثمر بين البلدين يمتد على سنوات عدة, مذكرة بأن المساعدات اليابانية للمغرب تشمل إلى جانب الماء الصالح للشرب مجالات التربية والصحة والبنيات الأساسية خاصة في العالم القروي, إضافة إلى مجال الصيد البحري. وأكدت السفيرة اليابانية أن المبادرة الخاصة بتسليم12 شاحنة صهريجية للتزود بالماء الصالح للشرب من شأنها أن تحد من الآثار السلبية للجفاف على الساكنة القروية في الأقاليم الثلاثة المستفيدة، فضلا عن كونها ستخفف من أعباء تنقل الأفراد للبحث عن المياه خاصة في صفوف النساء والأطفال القرويين مما سيتيح لهم إمكانية التوجه للمؤسسات التعليمية قصد التحصيل. ومن جانبه، قال السيد رشيد الفيلالي والي جهة سوس-ماسة-درعة عامل عمالة أكادير-إداوتنان إن التعاون المغربي الياباني يعتبر نموذجا للتعاون المثالي بين بلدين صديقين, لاسيما وأنه يعرف تراكما إيجابيا يعود إلى بداية عقد الثمانينيات من القرن الماضي. وأشار السيد الفيلالي إلى عدد من المجالات التي تبرهن على عمق روابط التعاون بين المغرب واليابان من ضمنها على الخصوص برنامج تعميم التزود بالماء الصالح للشرب في العالم القروي المعروف اختصارا باسم «»بيرك»» والذي ساهمت الحكومة اليابانية في تنفيذه في مختلف جهات المملكة. وأعرب عن أمله في أن تشهد العلاقات المغربية اليابانية مزيدا من التطور في مختلف المجالات التي يشملها هذا التعاون.