يشيد بالنجاح السياسي والتنظيمي للدورة الخامسة للجنة المركزية وإذ أشاد المكتب السياسي بالنجاح البين لأشغال الدورة المذكورة للهيئة التقريرية للحزب، سواء على الصعيد السياسي والإشعاعي، أو على الصعيد التنظيمي والعملي، فإنه يعرب عن اعتزازه بالمستوى العالي للنقاش المسؤول والعميق والغني الذي ميز هذه الأشغال، وما عرفته من تكريسٍ لالتفاف كافة المناضلات والمناضلين حول التحاليل والمواقف الجماعية للحزب بخصوص الأوضاع الراهنة، كما بخصوص مقاربة وبرنامج العمل الميداني للفترة المقبلة، وهو ما تم التعبير عنه من خلال المصادقة بالإجماع على التقرير الذي قدمه الأمين العام أمام اللجنة المركزية باسم المكتب السياسي. يؤكد على ضرورة مباشرة جيل جديد من الإصلاحات بشكل متواز ومتكامل من أجل تجاوز أزمة الثقة بهذا الصدد، يجدد المكتب السياسي تأكيده على الرؤية التي تؤطر تعاطي حزب التقدم والاشتراكية مع المرحلة التي تجتازها بلادنا، لا سيما فيما يتعلق بضرورة إطلاق جيل جديد من الإصلاحات في شتى المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والقيمية، بشكل متواز ومتكامل، في إطار روحٍ وطنية تعبوية، وأجواء بناءة وإيجابية، وبما يعيد الاعتبار للفضاء السياسي ولمصداقية المؤسسات ولمكانة الفعل الحزبي الجاد، وذلك من أجل تجاوز أزمة الثقة، ومعالجة الأوضاع الحالية المتسمة بتعاظم الانتظارات الاجتماعية والاقتصادية، بنفس قدر تصاعد المطالب السياسية والحقوقية، وكذا من أجل تبديد حالة القلق السائدة في أوساط مجتمعية مختلفة، وإحلال مناخ الأمل والثقة والعمل. يعتبر المشروعَ السياسي للحزب بديلا تقدميا إصلاحيا ووحدويا في ذات السياق، يؤكد المكتب السياسي على أن حزب التقدم والاشتراكية، من خلال مشروعه النضالي المتزن ومقترحاته المسؤولة، فهو بذلك يطرح عرضا سياسيا بمثابة بديل تقدمي إصلاحي يفتح الآفاق أمام استئناف المجهود الوطني الجماعي للتغيير في كنف الاستقرار، مع ما يستدعيه ذلك من روحٍ وحدوية لا تنفي الاختلافات المرجعية والبرنامجية بين مختلف القوى والهيئات والطاقات الفاعلة في المجتمع. يهيب بتنظيمات الحزب تكثيف التواصل والتعبئة بشأن مضامين الدورة الخامسة للجنة المركزية صلة بذات الموضوع، يهيب المكتب السياسي بكافة عضوات وأعضاء اللجنة المركزية، وبالقيادات الجهوية والإقليمية والمحلية للحزب، بالحرص الشديد على تضمين برامجها الحالية لقاءات داخلية وعمومية لمناقشة وتدارس مختلف مخرجات وقرارات وخلاصات الدورة الخامسة للجنة المركزية، سياسيا وتنظيميا، قصد تفعيلها والتعريف بها والتعبئة حولها، وتمكين المناضلات والمناضلين من تملكها، وبغاية تقاسمها مع مختلف الطاقات والفئات المجتمعية، ومع عموم الفاعلين الجادين، على الأصعدة الوطنية والجهوية والإقليمية والمحلية. يتمنى التوفيق للجنة النموذج التنموي، ويؤكد على تلازم التنمية والديمقراطية من جانب آخر، وعلاقة بالنموذج التنموي الجديد لبلادنا، إذ يتوجه المكتب السياسي بمتمنياته بالتوفيق إلى اللجنة المنوطة بها مهمة إعداده، وإلى رئيسها وأعضائها من ذوي التخصصات والكفاءات المختلفة، فإنه يعبر عن تطلعه إلى أن تشكل فترة اشتغال اللجنة المذكورة مناسبة لإطلاق النقاش العمومي الواسع والمعبئ حول هذا الورش الوطني الكبير، بالنظر إلى ما يكتسيه من أهمية بالغة، مع ضرورة استحضار كون السؤال السياسي والهاجس التنموي هما محوران أساسيان يتكاملان ويتلازمان، منهجا ومضمونا، مع ما يقتضيه ذلك من أخذٍ بعين الاعتبار لِكَوْنَ المؤسسات، وخاصةً منها المرتبطة بالسلطتين التنفيذية والتشريعية، إلى جانب مكونات المشهد الحزبي وباقي مكونات جسد التأطير المجتمعي، هي من سيتعين عليها في آخر المطاف بلورة وتفعيل وأجرأة الخلاصات المرتقبة التي ستنبثق عن عمل اللجنة المذكورة، وذلك في إطار حياة ديموقراطيةٍ سوية وطبيعية ومتكافئة. يذَكر بمساهمة ومرتكزات تصور حزب التقدم والاشتراكية بخصوص النموذج التنموي البديل في ذات الإطار، يعرب المكتب السياسي عن عزم حزب التقدم والاشتراكية الإسهام الجدي في تنشيط وتأطير النقاش المجتمعي ذي الصلة، ويذكر بأن الحزب سبق وأن بادر إلى تقديم مساهمته الخاصة والمتكاملة بخصوص النموذج التنموي البديل لبلادنا، في بداية السنة الجارية، وذلك تجاوبا مع مضامين الخطاب الملكي السامي أمام أعضاء مجلسي البرلمان، بتاريخ الجمعة 12 أكتوبر 2018، حيث تضمنت “مساهمة الحزب” خمسين مقترحا إصلاحيا كبيرا، على أساس خمسة مرتكزات مترابطة ومتظافرة هي: جعل الإنسان في قلب العملية التنموية، ونمو اقتصادي سريع ومضطرد، وتحسين الحكامة وضمان مناخٍ مناسب، والبعد اللامادي القيمي والثقافي، ثم أساسا الديمقراطية لحمل النموذج التنموي.. وهي المداخل التي من شأن استدماجها الالتقائي وتركيبها الخلاق والمتوازن الإسهام في الانتقال ببلادنا نحو آفاق تنموية وديمقراطية أرحب، من خلال إعطاء انطلاقة جديدة ونفس جديد للمسار الإصلاحي في بلادنا. يشدد على ضرورة تفعيل مضامين خطة “تجذر وانصهار” ومواصلة تنفيذ برامج العمل أما على صعيد الحياة الداخلية للحزب، فإن المكتب السياسي، إذ يعرب عن ارتياحه لتبني الدورة الخامسة للجنة المركزية خطةَ “تجذر وانصهار”، وللتفاعل الإيجابي الذي عبر عنه جميع مناضلات ومناضلي الحزب مع مضامينها، باعتبارها تأطيرا عاما لمقاربة عمله من موقع المعارضة الوطنية التقدمية، فإنه يدعو كافة التنظيمات الحزبية الفرعية والقطاعية والموازية إلى مواصلة النقاش حول سبل تفعيلها ميدانيا في شكل مبادرات وخطوات وأعمال ملموسة، والانفتاح على الطاقات المجتمعية، والانصهار في حركية المجتمع ونضالاته اليومية، وذلك في إطارِ الرفع من وتيرة التعبئة الداخلية، واستئناف تنفيذ برنامج العمل الذي يتضمن، على وجه الخصوص، الاستمرار في تنظيم المؤتمرات الجهوية المتبقية، والشروع في تهييئ شروط تنظيم جميع المؤتمرات الإقليمية. كما اتخذ المكتب السياسي التدابير اللازمة من أجل إنجاح كل من الحفل التأبيني للرفيق الراحل عبد الرحمان كركيش، والمزمع تنظيمه بمدينة تطوان يوم الخميس المقبل، وكذا الحفل التأبيني لفقيد الحزب الرفيق مصطفى العزاوي، والمقرر تنظيمه بمدينة مكناس يوم السبت القادم.