قطب البحث والتعليم العالي سيمكن من تحسين ترتيب الجامعات المغربية عالميا انتقد رئيس جامعة محمد الخامس- أكدال، حفيظ بوطالب الجوطي، حملة التشنيع التي تطال التعليم العالي والتي مفادها أن الجامعة تخرج فقط المعطلين ولا تساهم في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للبلاد. مبرزا أن هذه الصورة النمطية التي يتم ترويجها حتى داخل صفوف أصحاب القرار غير منصفة ولا تتأسس على معطيات ملموسة،قائلا» الجامعة «ضحية لصورة متقادمة لم تعد موجود حاليا». وأوضح بوطالب خلال لقاء نظمه مع الصحافة الخميس الماضي بالرباط، أن التكوين الجامعي ضمن تشغيل عدد من الخريجين، حيث «أن ما بين سنتي 2007 و2008 ، تم إدماج 26 في المائة من خريجي كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية أكدال، في سوق الشغل، وأن 57 منهم يتابعون دراساتهم العليا ،في حين 36 في المائة فقط منهم هم الذين يبحثون عن شغل، أما خريجو شعبة العلوم فقط تم إدماج 13 في المائة منهم ،و66 طالبا يتابعون دراساتهم، فيما 21 منهم يبحثون عن شغل، أما شعبة الآداب فإن 26 في المائة من الخريجين تم إدماجهم و17 في المائة يبحثون عن شغل، فيما 57 في المائة يبحثون عن شغل. وقال المتحدث فيما يتعلق بمعايير الجودة ،أن جامعة محمد الخامس تعتمد مقاييس صارمة للالتحاق بعدد من مؤسساتها ذات تخصصات معينة كالمدرسة المحمدية للمهندسين،وهذا الأمر يتيح للخريجين جودة تكوين عالية،مفندا ما يتم ترويجه من كون مبادرة تكوين 10 آلاف مهندس التي تم إطلاقها سيتم فيها تغليب مسألة الكم على الكيف أي الجودة. وأضاف أن الإصلاح البيداغوجي الذي تم إعماله في الجامعة مكن من تنويع عروض التكوين وملاءمتها مع الحاجيات الاجتماعية والاقتصادية ،بل ومكن من مجال جودتها ،مشيرا أن الجامعة تعمل حاليا من أجل تقليص نسبة الهدر في مستوى الإجازة ،وتحسين المهارات اللغوية ،كما أنها دخلت في شراكة مع بلدان أوروبية وأمريكية وهيئات إقليمية ودولية بهدف تطوير نظام التقويم المعتمد،هذا فضلا عن أن الجامعة تعمل حاليا بنظام للتقويم الداخلي . وعزا بوطالب غياب الجامعات المغربية عن الترتيب العالمي للجامعات إلى وجود عدة أنظمة للترتيب والتي تعتمد مؤشرات ومقاييس تهدف من خلالها إلى إظهار مزايا مجموعة من المؤسسات الجامعية ببلدان معينة على حساب بلدان أخرى، حيث نجد ترتيب ملحق تايمز والذي يتبنى مؤشر تقويم الموظفين الدوليين ومؤشر حول جودة التكوين ،وعدد النشرات العلمية في المجلات المرتبة ومدى عالمية المؤسسة.كما أن هناك ترتيب جامعة شنغاي والذي يهدف إلى منح الجامعات الصينية موقعا ضمن مثيلاتها الدولية،في حين أن الترتيب الثالث يعتمد مقياس التواجد على شبكات الانترنت ،ومدى تصفحها . وأبرز أن جامعة محمد الخامس أكدال دخلت في شراكة مع جامعة محمد الخامس السويسي من أجل تقديم تشريح موحد باسم الجامعة بقطبيها من أجل الحصول على ترتيب متقدم ضمن الجامعات العالمية، قائلا في هذا الصدد: «إن الجامعتين شرعا فعلا في تنفيذ هذه الشراكة من خلال قطب البحث والتعليم العالي والذي أحدث عبر توقيع اتفاقية بين جامعتي محمد الخامس السويسي وأكدال، تحت إشراف جلالة الملك محمد السادس في أكتوبر 2009». وخلال هذا اللقاء الذي تمحور حول برامج الجامعة ومعايير التدبير المعتمدة للارتقاء بجودة التعليم العالي ،تم تقديم خمس إصدارات تخص تفعيل مخطط البرنامج الاستعجالي لجامعة محمد الخامس-أكدال برسم 2009-2012»، و»برنامج تطوير الجامعة برسم 2009-2012 في إطار البرنامج الاستعجالي»، وكذا «دليل مؤشرات الأداء» و»التنظيم ومرجعية التشغيل والكفاءات بجامعة محمد الخامس،حيث أكد بوطالب أن هذه الإصدارات تشمل مختلف الآليات التي يتم اعتمادها والمشاريع التي يتم تنفيذها داخل الجامعة ،وهي تعد توثيقا للعمل الذي يتم القيام به، موضوع رهن إشارة فريق العمل الذي سيتسلم رئاسة الجامعة خلال الشهور القليلة القادمة.