يريد المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو الذي عين مدربا لنادي توتنهام الإنجليزي أول أمس الأربعاء تلميع صورته التي تلطخت بشكل كبير في مهمته الأخيرة عندما كان مدربا لمانشستر يونايتد. ولا يختلف اثنان على أن مورينيو حقق نجاحات أينما حل حتى بلغ ما أحرزه 25 لقبا في مسيرة تدريبية مظفرة، لكنه ترك مانشستر يونايتد أواخر العام الماضي وسط غيوم ملبدة أثرت على سمعته. وكان المدرب الذي سحر رجال الإعلام الإنجليز عندما استلم تدريب تشيلسي بعد قيادته بورتو إلى إحراز دوري أبطال أوروبا من خلال الإطلاق على نفسه لقب “السبيشل وان”، يبحث عن تحد جديد فوجده في توتنهام. وباتت الفرصة متاحة أمامه ليثبت بان منتقديه كانوا على خطأ، من أجل قيادة توتنهام إلى إحراز أول ألقابه منذ عام 2008 في ناد يملك ملعبا جديدا دشن في أبريل الماضي ونخبة من أبرز لاعبي العالم بلغوا نهائي دوري أبطال أوروبا الموسم الفائت. وقال مورينيو بعد تعيينه “أنا فخور بالانضمام إلى ناد يملك إرثا كبيرا وأنصارا شغوفين. النوعية الموجودة في تشكيلة الفريق وفي الأكاديمية تثيرني. العمل مع هؤلاء اللاعبين هو الذي جذبني إلى هذا المشروع”. وكان لقدوم مورينيو إلى تشيلسي وقع الصاعقة وتأثيرا كبيرا لأنه نجح في موسمه الأول وبفضل الأموال الضخمة التي أنفقها مالك تشيلسي رجل الأعمال الروسي الثري رومان إبراموفيتش، إلى قيادة فريقه إلى وضع حد لسيطرة ناديي مانشستر يونايتد وأرسنال على لقب الدوري المحلي قبل أن ينجح في تكرار هذا الإنجاز في العام التالي. وكانت محطته التالية إنتر ميلانو الإيطالي الذي جعل منه أول فريق إيطالي يحرز الثلاثية (الدوري والكأس المحليان ودوري أبطال أوروبا) عام 2010 علما بان البطولة الأخيرة كانت غائبة عن خزائن “النيراتزوري” منذ عام 1965. سرعان ما تعاقد معه رئيس نادي ريال مدريد الإسباني فلورنتينو بيرز في عز سيطرة برشلونة على اللقب المحلي بقيادة مدربه بيب غوارديولا، فنجح مرة جديدة في قيادته إلى اللقب المحلي أيضا عام 2012. وإذا كان فشل في قيادة الفريق الملكي إلى اللقب القاري، فإنه بلغ معه الدور نصف النهائي ثلاث مرات تواليا وذلك بعد فشل الفريق في الفوز في أي مباراة في الأدوار الإقصائية على مدى ست سنوات تواليا. وواصل مورينيو النجاحات في الفترة الثانية لتوليه تشيلسي وقاده إلى اللقب المحلي في موسمه الثاني قبل أن يدفع ثمن البداية السيئة في موسمه الثالث وتتم إقالته. وعلى الرغم من فشله في قيادة مانشستر يونايتد إلى إحراز اللقب المحلي، فقد نجح في تتويجه بطلا للدوري الأوروبي (يوروبا ليغ) وبكأس رابطة الأندية المحلية. بيد أنه دخل في مشاكل مع ابرز لاعبي الفريق وعلى رأسهم لاعب الوسط الفرنسي بول بوغبا ووجه انتقادات لمجلس الإدارة لعدم دعمه في سوق الانتقالات لتعزيز صفوف الفريق ما اثر على نتائج الفريق بشكل كبير. وعلى الرغم من تلطخ سمعته، فان تعيينه مدربا لتوتنهام يؤكد بأنه لا يزال يتمتع برصيد كبير وقد اعتبره رئيس نادي توتنهام دانيال ليفي بأنه “أحد أكثر المدربين تحقيقا للنجاحات في كرة القدم بعد إحرازه 25 لقبا كبيرا خلال مسيرته”. وأضاف “لقد فاز بالألقاب مع جميع الأندية التي اشرف على تدريبها. نعتقد بأنه سيجلب الحيوية ويعيد الثقة بالنفس إلى اللاعبين”. ولدى انضمامه إلى مانشستر يونايتد كان السؤال الذي يفرض نفسه: هل تتماشى الطريقة البراغماتية التي يعتمدها مورينيو مع أسلوب اللعب الهجومي في مانشستر يونايتد، وهو السؤال الذي يفرض نفسه أيضا مع انتقاله إلى توتنهام الذي يجسد شعاره “الجرأة هي أن تقوم بما تريده” اللعب الاستعراضي. قد يكون مدرب مانشستر سيتي بيب غوارديولا وليفربول الألماني يورغن كلوب يستأثران بالأضواء نظرا لنجاحات فريقهما في الآونة الأخيرة، لكن الفرصة متاحة أمام مورينيو ليخطف الأضواء منهما مع فريق لم يحرز سوى كأس الرابطة المحلية سوى مرتين منذ عام 1991 ليستعيد بالتالي لقب “السبيشل وان” عن جدارة واستحقاق.