قال مولاي حفيظ العلمي وزير الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي، إن الاستثمار الأجنبي بالمغرب يسير بشكل جيد، وذلك في ظل معاناة مجموعة من المناطق بالعالم كأوروبا وأمريكيا والصين من انخفاض معدلات تعاملاتها المالية، مقدما نموذج الصين التي انخفضت فيها نسبة مبيعات السيارات ب 20 في المائة. وكشف مولاي حفيظ العلمي، أول أمس الثلاثاء، بإقليم النواصر، أثناء افتتاح معرض الطيران والفضاء، أن هذا القطاع انتقلت نسبة الاستثمار فيه إلى 70 في المائة من النمو، والذي يهم مجال التصدير والتشغيل، وذلك من خلال إحداث شركات من طرف مستثمرين مغاربة وأجانب. وشدد العلمي، في تصريح صحافي لوسائل الإعلام الوطنية، أن المغرب يتوفر على طاقات وكفاءات مكونة ومتمرسة في هذا المجال، حيث توفر سلسلة صناعة الطيران والفضاء بالمغرب أزيد من 17 ألف منصب شغل، والذي يعد عاملا محفزا في جلب الشركات الكبرى للاستثمار بالمغرب على حد تعبيره. وأفاد وزير الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي، أن حوالي 140 شركة متخصصة في إنتاج أجزاء الطيران الجوي مستقرة بالمناطق الصناعية بالمغرب، والتي تصنع مختلف الأجزاء التي تهم هذا القطاع، حيث تم الانتقال من معدل 17 في المائة إلى 38 في المائة، في ظرف 4 سنوات فقط. وأشار المتحدث ذاته، إلى أنه خلال سنة 2020 سيسجل القطاع نسبة 42 في المائة، بل من المرتقب أن يتجاوز هذه النسبة المحددة، استنادا إلى مناخ الاستثمار الذي يوفر المغرب على مستوى البنيات التحتية، إلى جانب توفير الموارد البشرية من أطر ومستخدمين مكونين في مجال الطيران والفضاء. وأبرز المسؤول الوزاري، أن هذا التطور الحاصل في هذا القطاع، هو نتيجة مخطط التسريع الاقتصادي الذي أطلقه المغرب، مردفا بأن رقم معاملات القطاع سائر نحو مزيد من التطور، مشيرا إلى أن الرهان في الثلاث سنوات القادمة هو مضاعفة هذه الأرقام. واعتبر مولاي حفيظ العلمي، أن هذه الديناميكية هي اختيار لإستراتيجية المغرب في هذا المجال، والذي كان قد أطلق مخطط التسريع الصناعي الذي يهم أيضا مجال التصنيع الطيران والفضاء، موضحا بأن الدولة ملتزمة بمواكبة جميع المشاريع الكبرى في هذا الاتجاه. وثمن العلمي المجهود الذي يقوم به المستثمرون المغاربة، سواء في فتح شركات بالمناطق الصناعية بالمدن المغربية، أو من خلال التكوين والبحث العلمي في مؤسسات التكوين المهني والجامعات والمعاهد المغربية. وذكر المسؤول الحكومي، أن قطاع صناعة الطيران المغربي، عرف خلال السنوات الأخيرة، دينامية مهمة وشهد ازدهارا ملحوظا، سمح بتطوير تخصصات متنوعة كصناعة الأسلاك الكهربائية والميكانيك وتصنيع المعادن والتركيب والتجميع الميكانيكي، وهو ما جعله يتبوأ مكانته كوجهة متميزة للمناولة في مجال صناعات الطيران. وأتى مولاي الحفيظ العلمي على ذكر مجموعة من الشركات الكبرى في مجال الطيران التي اختارت فتح فروع لشركتها بالمغرب، من قبيل إيرباص وبوينغ ومجموعة بومبارديه التي ستطلق مصنعها قريبا بالمغرب، لتعزز بذلك المشهد الصناعي في مجال الطيران بالمغرب الذي يعتبر بوابة إفريقيا في منتجات الطيران، مشيدا بالإصرار الملكي في النهوض بهذا القطاع، الذي يشكل مدخلا في برنامج التنمية الذي اختره المغرب. من جانبه قال كريم شيخ، رئيس تجمع الصناعات المغربية في الطيران والفضاء، إنه سعيد بإطلاق النسخة الخامسة من ملتقى الطيران والفضاء بالدار البيضاء، الذي ينظم من 29 إلى 31 أكتوبر الجاري، بمنطقة “ميد بارك”، بإقليم النواصر. وكشف كريم شيخ في تصريح صحافي لوسائل الإعلام، أن المعرض المنظم بالقرب من مطار محمد الخامس بالنواصر يشهد مشاركة 250 شركة عالمية، تمثل 15 بلدا، الذي يعتبر مناسبة لعقد أزيد من 3000 موعد عمل. وأشار شيخ إلى أن هذا المعرض الدولي في مجال الطيران والفضاء هو فرصة لاحتكاك الشركات المغربية مع نظيراتها العالمية في مجال صناعة الطيران والفضاء المدني والعسكري العالي الدقة. ومن بين الشركات الدولية المشاركة في هذا المعرض، ذكر رئيس تجمع الصناعات المغربية في الطيران والفضاء: safran، stelia، thalès، collins Aerospace، hexcel وdaher Aerospace، والمتخصصة في صناعة الأسلاك الكهربائية والميكانيك وتصنيع المعادن والتركيب والتجميع الميكانيكي. تدشينين جديدين وفي سياق متصل، دشن مولاي حفيظ العلمي وزير الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي وحدتين صناعيتين جديدتين تنشطان في قطاع صناعة الطيران والفضاء، وذلك بالمنطقة الصناعية ميد باركMidparc. وهم التدشين الأول؛ مصنع FRDISI (La fondation de recherche de développement d'innovation en science et ingénierie)، المتخصص في الدراسات وتصنيع أدوات الطيران، كالقطع الأساسية لصفائح الطائرات ووحداتها الفرعية. وأشاد مولاي حفيظ العلمي بحرارة على افتتاح هذه الوحدة من طرف مستثمر مغربي، اختار الاستقرار بالمغرب وفتح نشاطه الصناعي على مستوى هذه المنطقة، مشيرا إلى أن باب مكتبه مفتوح في وجه جميع المستثمرين المغاربة والأجانب أيضا. وأشر العلمي إلى أن إنشاء الوحدة الصناعية الأولى FRDISI، شيدت على مساحة بلغت 2350 متر مربع، وبقيمة استثمارية وصلت 50 مليون درهم، موفرة بذلك 55 منصب شغل مباشر، ويأتي إنشاء هذه الوحدة الجديدة، بعد توقيع مذكرة تفاهم بين المكتب الوطني للمطارات، والشركة المغربية للدراسات وتصنيع أدوات الطيران بتاريخ 24 أكتوبر 2018. إلى جانب ذلك، دشن وزير الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي، شركة فرنسية جديد بالمنطقة ذاتها، وهي tecalemit، المتخصصة في صناعة بعض القطع الخاصة بالطائرات. ونشاط هذه الشركة الفرنسية، يهم تصنيع تجهيزات الأنابيب وصنع مستلزمات الكابلات ومختلف المعدات الصغيرة، التي من شأنها توفير هذه اللوازم لفائدة الشركات الموجودة بالمغرب أو خارجه كمجموعة، إلى جانب أن الاستقرار بالمغرب هو فرصة لاكتشاف أسواق أخرى سواء بإفريقيا أو الاتحاد الأوروبي، مثل الاقتراب من مصنعي بوينغ وبومباردييه. وبلغ رقم معاملا الشركة بالمغرب، حوالي 1.2 مليون أورو خلال السنة الجارية، باستثمار ناهز 14 مليون درهم في المعدات والآليات اللوجيستيكية. وعلق مولاي حفيظ العلمي على هذين التدشينين، بالقول إنهما مصنعين متميزين، دشنا خصيصا لتصنيع أجزاء دقيقة لها صلة بصناعات الطيران والفضاء، وهي المجالات المطلوبة بشكل كبير في جميع أنحاء العالم. وتابع أن رقم المعاملات الخاص بعملة التصدير انتعش حيث زاد كمعدل سنوي بأزيد من 20 بالمائة، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن هذا القطاع سيساهم في الدفع بعجلة مجموع الصناعة المغربية.