علمت بيان اليوم من مصادر متطابقة، أن 36 مستشارا جماعيا بعمالة طنجة- أصيلة على الأقل، من حزب التجمع الوطني للأحرار، قدموا استقالتهم بصفة نهائية من الحزب، يوم الجمعة الماضي. ويعتبر ثاني خاسر من هذه الاستقالة الجماعية بعد حزب التجمع الوطني للأحرار، تحالف الأغلبية داخل مجلس مدينة طنجة الذي قاد فؤاد العماري عن حزب الأصالة والمعاصرة إلى العمادة؛ إذ أكد أعضاء مجلس المدينة المستقيلين أنهم «أصبحوا غير ملزمين بالميثاق الموقع بين التجمع الوطني للأحرار والاتحاد الدستوري والأصالة والمعاصرة». وبرر المستقيلون، الذين يشكلون دفعة أولى بحسب مصدر مطلع، خطوتهم هذه، بحسب رسالة الاستقالة حصلت بيان اليوم على نسخة منها، ب»رفض الحزب على المستوى المركزي الحوار مع أعضائه وعدم اعتباره لمطالبهم المشروعة في تصحيح مسار الحزب على المستوى المحلي والجهوي». كما انتقد المستقيلون المكتب التنفيذي للحزب على ما سموه «انحيازه إلى اللوبيات الفاسدة في الحزب المعروفة بالفساد الانتخابي على حساب أعضاء شرفاء». ومن بين المستقيلين الذين أعلنوا تضامنهم مع المستشار البرلماني المطرود من الحزب في وقت سابق، يوسف بنجلون،، خمسة أعضاء بمجلس مدينة طنجة، وهم سعيدة العثماني النائبة الثانية لرئيس مجلس جهة طنجة تطوان، وحسن بلخيضر، وحسن العشاب، ونور الدين احسيسين، وعبد القادر الطاهر الذي يشغل أيضا مهمة النائب الأول لرئيس مجلس عمالة طنجة أصيلة. كما قدم استقالته أيضا ثلاثة مستشارين من مقاطعة طنجة المدينة، وثلاثة أعضاء بجماعة أصيلة، وستة مستشارين بجماعة اكزناية، وثلاثة مستشارين بمقاطعة امغوغة، ورئيس جماعة العوامة وثلاثة مستشارين آخرين من الجماعة نفسها، علاوة على أربعة مستشارين من جماعة حجر النحل، وأربعة أعضاء بجماعة الأحد الغربية، وثلاثة مستشارين من جماعة القصر الصغير، ومستشار واحد من جماعة بريش. وقال مصدرنا إن الاستقالة الجماعية الجديدة التي تلت استقالة سابقة تضامنا مع يوسف بنجلون، المستشار البرلماني الذي طرد من الحزب بسبب مشاكل داخلية، كانت مفاجئة لقيادة الحزب على المستوى الجهوي، سيما أن المستقيلين هيئوا خطوتهم هذه استباقا لنشاط نظمه الحزب أول أمس السبت بطنجة برئاسة رئيس الحزب صلاح الدين مزوار، الذي طالما أعاب عليه المستقيلون انحيازه إلى جانب على آخر في الحزب بجهة طنجة تطوان. وبحسب المصدر ذاته، فإن رسالة استقالة جديدة أخرى، هيئت لإعلانها في وقت قريب، تتضمن توقيع عدد مماثل للاستقالة الأخيرة. ومن شأن هذه الاستقالات أن تترك التجمع الوطني للأحرار الذي كان ينظر إليه بجهة طنجة على أنه القوة السياسية الأولى، بدون مستشارين. وقال مصدرنا «إن الحزب فقد عمليا كل أعضائه». فؤاد العماري، إذن، الذي لم يستطع جمع أغلبية بعد «طرد» يوسف بنجلون من حزب التجمع الوطني للأحرار واستقالة سمير عبد المولى من حزب الأصالة والمعاصرة، تنتظره عقبات عويصة، بالنظر إلى أن هدف المستقيلين من الأحرار اليوم، بات هو «إسقاط العمدة نفسه»، بحسب عبارة مصدرنا.