سيطرت قوات مكافحة الشغب صباح أمس الأربعاء بالقوة على دوار اللؤلؤة بوسط المنامة ما أسفر عن مقتل ثلاثة متظاهرين على الأقل, بحسب نائب من المعارضة ومراسل وكالة فرانس برس. وشارك في الهجوم المئات من رجال الأمن غداة إعلان حال الطوارئ في البلاد التي توقفت فيها الحياة بشكل شبه كامل, فيما دعا زعيم المعارضة الشيعية في البلاد الى عدم مواجهة قوات الامن. وشوهدت النيران تتصاعد من عدة خيام كان المعتصمون نصبوها في الدوار, فيما ارتفعت اعمدة من الدخان الأسود الكثيف من المكان. وأطلقت شرطة مكافحة الشغب عشرات القنابل المسيلة للدموع كما استخدمت البنادق لتفريق المتظاهرين ذات الغالبية الشيعية المعتصمين في الدوار منذ التاسع عشر من شباط/فبراير للمطالبة باسقاط الحكومة والإصلاح. وأعلنت وزارة الداخلية في بيان نقلته وكالة انباء البحرين ان قوات الشرطة «وصلت صباح اليوم الى دوار مجلس التعاون (اللؤلؤة) مشيرة إلى ان جميع المتظاهرين بدأوا فى الانسحاب» مؤكدة ان المتظاهرين قاموا «بإحراق عدد من الخيام بعد انسحابهم لاعاقة حركة رجال الشرطة». وقال خليل مرزوق النائب (مستقيل) عن كتلة جمعية الوفاق التي تمثل التيار الشيعي الرئيس في البلاد «هناك ثلاثة شهداء وكثير من الجرحى» في الهجوم على دوار اللؤلؤة. وأضاف ان «الوضع مأسوي» في البحرين و»الجيش والامن يعملان على قتل الناس» كما اشار الى ان «القرى (الشيعية) حول المنامة محاصرة». وقال مرزوق ان «مستشفى السلمانية (في وسط المنامة) محاصر» وكذلك مستشفيات اخرى عامة وخاصة, متهما السلطات بإعاقة نقل المصابين الى المستشفيات وباستخدام «الرصاص الحي في عدة مناطق من البحرين». ووجه مرزوق نداء للمنظمات الصحية الاهلية العالمية مثل منظمة اطباء بلا حدود «للتوجه فورا الى البحرين». واكد ناشط انسحب من دوار اللؤلؤة لوكالة فرانس برس انه «لم يكن هناك مجال للمقاومة بسبب عدد القوات التي دخلت». وقال محتج آخر عبر الهاتف من مكان يختبئ فيه «انا شخصيا محاصر وهناك احتمال ان يتم اعتقالي في اي لحظة», مشيرا الى ان «اي تجمع للشباب يضربونه مباشرة». وبعد السيطرة على دوار اللؤلؤة, بدأت مركبات مصفحة أمس الأربعاء بإزالة الحواجز التي وضعها المتحجون في وسط المنامة وبفتح طرقات الحي المالي الدبلوماسي, فيما سمعت طلقات نارية ولم تسجل مقاومة تذكر من قبل المتظاهرين, بحسب مراسل وكالة فرانس برس. وأزاحت المركبات المصفحة بعض الحواجز فيما كانت مروحيات تحلق فوق المكان. وكان المتظاهرون أغلقوا كل الطرقات المؤدية الى مرفأ البحرين المالي ومركز التجارة العالمي والحي الدبلوماسي في وسط المنامة. واندلع حريق ضخم في حقل نخيل يبعد حوالي كيلومتر واحد من دوار اللؤلؤة, ولم تعرف طبيعته, بحسب مراسل وكالة فرانس برس. من جهته, ندد الشيخ علي سلمان الأمين العام لحركة الوفاق التي تمثل التيار الشيعي الرئيس بالبلاد, بالهجوم على دوار اللؤلؤة وقال انه «عمل عسكري» و»يشبه ما يقوم به النظام الليبي». وقال سلمان في اتصال مع قناة الجزيرة ان الجيش البحريني «لا يتعاطى مع الشعب كأنه شعبه بل كانهم اعداء», منددا بوجود «قسوة بالغة الأمس واليوم في الدوار وفي مناطق اخرى». ودعا سلمان المحتجين الى «عدم المواجهة مع قوات الامن والمحافظة على ارواح الجميع», مؤكدا على «سلمية الانتفاضة ... بالرغم من البلطجية التي يستخدمها النظام والتي روعت البلاد على مدى الاسبوع الماضي». واعتبر سلمان ان «الحل لا يخرج من افواه الدبابات والبنادق, الحل بين شعب وحكومة يجب ان يأتي بالاطر السلمية», مشيرا الى ان قرار ارسال قوات خليجية من درع الجزيرة «خاطئ» إذ «ليس هناك هجوم خارجي بل انتفاضة حقيقية تطالب بالإصلاح», على حد قوله. ووجه سلمان «استغاثة الى الهيئات الدولية والى الامين العام للامم المتحدة ليتدخلوا من اجل حماية المدنيين الذين يواجهون قوات امن تتعامل معهم على انهم اعداء». وكان رجال دين شيعة بحرينيون كبار دعوا خلال الليل المجتمع الدولي والعالم الإسلامي للتدخل من اجل منع وقوع «مجزرة» في المملكة. الى ذلك, أعلن رسميا اغلاق البورصة في البحرين إضافة إلى المدارس والجامعات حتى إشعار آخر. واكد بيان لوزارة التربية والتعليم نقله تلفزيون البحرين «إغلاق المدارس والجامعات ورياض الأطفال الرسمية والخاصة حتى اشعار آخر». كما أعلنت بورصة البحرين على موقعها الالكتروني إغلاق البورصة أمس الأربعاء «بسبب إعلان حالة الطوارئ في البلاد». وبدت حركة السير في الطرقات شبه معدومة فيما انتشرت درعات الجيش البحريني عند مفترقات الطرق الرئيسية, وعلى الجسور في العاصمة وخارجها بحسب مراسلي وكالة فرانس برس. وأغلقت قوى الجيش والأمن كل المداخل المؤدية إلى قلب المنامة. وبدت الشوارع خالية تماما من المارة, واستمرت المحلات التجارية الصغيرة والكبيرة بالإغلاق وساد هدوء شبه تام في مختلف أنحاء العاصمة وضواحيها. وكانت الحياة شبه متوقفة في اليومين الماضيين في المنامة, وذلك بسبب التوتر وفي ظل إعلان الإضراب العام المفتوح من قبل اتحاد نقابات البحرين.