تمكنت صوفيا هادي أخيرا من تحقيق الحلم الذي ظل يراودها و المتمثل في عرض مسرحية “السقوط” المقتبسة من رواية بنفس الاسم لألبير كامي، يوم الأحد الماضي في أحد المسارح العريقة بالعاصمة الفرنسية باريس. فقد تألقت صوفيا هادي في أداء دورها في المسرحية التي ألفها الكاتب المسرحي والمخرج المغربي نبيل لحلو ، لتتحف الجمهور المؤلف من محبي المسرح والمثقفين الفرنسيين والمغاربة. رواية ألبير كامي ، التي تثير العديد من الأسئلة حول تعقيدات الكائن البشري و منعطفات روحه ، قليلا ما تم تقديمها كنص مسرحي ، بالنظر الى تخوف المخرجين بسبب ما تتسم به من تعقيد وصعوبة شد انتباه المتفرج. لكن صوفيا هادي ونبيل لحلو كسبا هذا الرهان المحفوف بالمخاطر. وتحكي رواية “السقوط” عن تعرض محامي سابق ينتمي الى البرجوازية الفرنسية لحادث قلب حياته على عقب وهو يرى سيدة تغرق في نهر السين دون أن يستطيع مساعدتها ، وظل، وهو يحمل شعورا بالذنب ، يسترجع هذا الحدث المأساوي الذي يؤدي به الى السقوط. صوفيا هادي، التي تعودت على أداء أدوار ذكورية، جسدت بطريقة مبهرة هذه الشخصية ذات الأوجه المتعددة ، من خلال مونولوغ مدهش، يسرد فصولا من حياتها بين باريس وأمستردام، من القمة إلى الهاوية. تقول صوفيا هادي “كان حلمي أن أؤدي دور جان بابتيست كلامانس ، البطل الرئيسي في الرواية التي ألفها ألبير كامي. وكان حلمي أيضا أن أؤدي الدور في باريس لأن الأحداث تجري في باريس وأمستردام”. وتضيف الممثلة المغربية أن عرض المسرحية في فرنسا يكتسي رمزية بالنسبة لها، معتبرة “أنها حقا فرصة أتاحتها لنا الوزارة ، لأن المسرحية باللغة الفرنسية ومؤلفها فرنسي ، لكن الجديد هو أن المرأة تؤدي دور الرجل”. بعد النجاح الكبير الذي حققته في المغرب، ستقدم عروض في ثلاث مدن فرنسية: مرسيليا وليون وتولوز.