بتنسيق بين الوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، قام وفد من الشابات المهاجرات بهولندا بزيارة للمعهد خلال شهر ماي. وكان في استقبال الزائرات أطر إدارية من نساء المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، ويتعلق الأمر بكل من السيدات فاطمة بوخريص (باحثة) وأمينة ابن الشيخ (عضوة بمجلس الإدارة)، وأطر أخرى. وبعد الكلمة الترحيبية، قدمت أطر نسوية إدارية من المعهد عروضا متنوعة باللغات الإنجليزية والعربية وكذا الهولندية، حيث استعرضت منية بومديان في عرضها المصور هيكلة المعهد والمهام الأكاديمية والعلمية المنوطة بكل المراكز السبع، والمجالات العلمية التي تشتغل فيها هاته المراكز حسب التخصصات، من الإعلام والتاريخ والبيداغوجيا واللغة والأدب والترجمة والانتروبولوجيا وغيرها بالإضافة إلى إعطاء توضيحات حول مختلف المنشورات التي أصدرتها المؤسسة خلال السبع سنوات المنصرمة. وفي كلمتها بالمناسبة، أكدت فاطمة أكَناو، أن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية كمؤسسة أكاديمة علمية قام بتوقيع مجموعة من اتفاقيات تعاون مع المؤسسات الوطنية والدولية وذلك من أجل ضمان إشعاع اللغة والثقافة الأمازيغيتين، موضحة أن المعهد يحرص على سياسة التشارك والانفتاح على النسيج الجمعوي. وتطرقت حكيمة بوخريص في كلمتها، إلى المكاسب التي حققها المعهد على مستوى إدماج الأمازيغية في المنظومة التربوية، وذلك منذ أن وقع المعهد اتفاقية شراكة مع وزارة التربية الوطنية سنة 2003 والتي عرفت إدراج اللغة الأمازيغية في المدرسة المغربية، استنادا إلى مرجعية سياسية تتمثل في الظهير المنظم والمنشئ للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وخطاب أجدير التاريخي. وعلى مستوى معيرة اللغة الأمازيغية، أشارت الأستاذة عائشة بوحجر في مداخلتها التي كانت باللغة الهولندية، إلى أن مركز التهيئة اللغوية يضم ثلة من الأساتذة ومختصين ينتمون إلى ثلاث مناطق لسنية (تاريفيت، تاشلحيت، تامازيغت) يشتغلون على مجموعة من التخصصات من قبيل الصواتية والصرف والتركيب، كما أوضحت أن هذا الفريق من العمل يشتغل بشكل متكامل من أجل تنميط ومعيرة اللغة الأمازيغية، وتوحيدها بالتدريج وبناء نسقها اللسني على أسس علمية سلمية. واستعرضت المسار التاريخي لحرف تيفيناغ، الذي تبنته المدرسة المغربية بعدما حظي بمصادقة جلالة الملك محمد السادس منذ 2003. كما أبرزت أن المعهد يعمل على إنجاح وتأهيل فعال للأمازيغية في جميع ميادين الحياة العامة. ومن جهتها، أشارت خديجة عزيز إلى أن المعهد تمكن في ظرف وجيز من مراكمة عدد هام من المكاسب، وذلك بوضع الأسس المتينة لبناء صرح اللغة والثقافة الأمازيغيتين في إطار مجتمع ديمقراطي حداثي، كما استطاع أن يمنح الأمازيغية مكانة متميزة بين عناصر الهوية الوطنية، وذلك تجسيدا للتوجهات السياسية الجديدة المعلنة في خطاب أجدير التاريخي، مذكرة أن المعهد يعمل على تقوية الروابط الثقافية واللغوية بين مواطنيه في المهجر وبلدهم الأصلي، كما أنه يولي اهتماما فائقا للجالية المغربية المقيمة بالخارج، وذكرت في هذا الإطار باتفاقية الشراكة التي وقعها المعهد ومجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج في يونيو 2008. وتلا هذا اللقاء مناقشة مستفيضة حول قضايا اللغة والثقافة الأمازيغيتين، واختتم بزيارة خزانة المعهد حيث قدمت فاطمة الزهراء أوفرة المسؤولة عن الخزانة نبذة شاملة عن الرصيد الوثائقي للخزانة وإصدارات المعهد، إضافة الى تقديم شروحات حول الخدمات والمصالح المتاحة للمستعملين، وأشارت في هذا الصدد إلى أن الخزانة تتوفر على رصيد وثائقي يضم أكثر من 14000 عنوان، الذي يعد مرجعا هاما للباحثين من داخل المغرب وخارجه، كما توفر فضاء رحبا للبحث وإمكانيات تقنية هامة. وقد تم تزويد الزائرات بمنشورات المعهد كما تم أخذ صورة جماعية تذكارا لهذه الزيارة الثقافية والاستطلاعية الهامة. ويذكر أن الوفد الهولندي الذي ترأسه أحمد شروتي رئيس مؤسسة بن خلدون بأمستردام وضم هند شفيق من مديرية العمل الثقافي والتربوي بالوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج، كان يتكون الوفد كذلك من 30 امرأة هولندية من أصول مغربية واثنتان هولنديات وسوريتان، ومغربية.