نظمت دار الشعر بمراكش مؤخرا بالمركز الثقافي الداوديات، الدورة الثانية لملتقى “حروف” احتفاء بإصدارات المتوجين بجائزتي النقد الشعري وأحسن قصيدة خلال المسابقة التي كانت قد أطلقتها السنة الماضية. وتميزت فعاليات هذه الدورة، المنظمة تحت إشراف وزارة الثقافة والاتصال ، بحضور الشعراء المتوجين (26 شاعرا وشاعرة) والذين وقعوا إصدارا جماعيا تحت عنوان “إشراقات شعرية “، إلى جانب عدد من الشعراء والمهتمين بالأدب والشعر. كما شهدت هذه التظاهرة الثقافية توقيع كتاب “معطف سوزان : مسالك المعنى في قصيدة النثر العربية وأكوان متخيلها الشعري ” لصاحبه عبد الهادي روضي الذي فاز بجائزة النقد الشعري. واعتبر الكاتب والناقد عبد العزيز البومسهولي عضو لجنة تحكيم النقد الشعري خلال تقديمه لهذا الكتاب ، أن الاحتفاء بالشعر والنقد نابع من “كونهما يساهمان في ترقية كياننا”، قائلا إن “الشعر ليس مجرد قصيدة، كما أن النقد ليس مجرد كتابة عن قصائد، لكنهما فن ينعكس على حياتنا، سواء كنا شعراء حقيقيين أو افتراضيين، إذ أن كل شخص يمارس الشعر بكيفيته وبطريقته، في حين ينفرد الشاعر بملكة التعبير فقط”. وأشار البومسهولي إلى أن منح هذه الجائزة لعبد الهادي روضي عن كتابه جاء لاعتبارات نقدية ومنهجية متمثلة في توفر شروط التجربة النقدية وانسجام الرؤية النقدية المؤط رة للبحث وتوفر لغة نقدية تستوعب المفاهيم الشعرية النقدية، فضلا عن توفر عناصر الجدية في تناولها لمختلف التجارب الشعرية، سواء في المشهد الشعري المغربي أو العربي. من جهته، قال الناقد عبد الهادي روضي إن “الشعر ينمو ويتطور في علاقة مع النقد، لأن الشاعر دائما يحتاج لناقد لكي يعرف ممكنات وآفاق شعره، كما أن الشاعر أو المبدع ملزم بامتلاك أدوات النقد الشعري لمنحنا إشراقات شعرية جميلة”. بدوره اعتبر الشاعر والناقد المغربي صلاح بوسريف عضو لجنة تحكيم أحسن قصيدة، أن “قوة النصوص المتوجة تكمن في ارتعاشات الأيادي التي كانت تكتبها، بالإضافة إلى التلكؤ الموجود في الكلمات والحروف والصور الشعرية التي تضمنتها، فضلا عن السعي نحو إيقاعات موسيقية قد تبدو في لحظات أنها لعازف كمان يعزف لأول مرة”. وأضاف المتحدث أن هذا الارتباك والدهشة الأولى نحو الكتابة الشعرية التي لمستها لجنة التحكيم في نصوص المتوجين الشباب، جعلتها لا تنظر لها باعتبارها نصوصا معيارية، بل من خلال سياقها الجمالي. وفي ختام هذا اللقاء ألقى الشعراء المتوجون مقاطع من النصوص الشعرية الفائزة، تنوعت ما بين القصائد النثرية والزجلية لاقت استحسان الحاضرين. ويعد ملتقى “حروف”، المندرج ضمن استراتيجية دار الشعر بمراكش لربط المنجز الإبداعي في الشعر المغربي بالخطاب النقدي الشعري، فقرة جديدة ضمن البرمجة الشعرية لهذه الدار وتقليد سنوي، شكلت دورته الأولى محطة لتتويج المستفيدين من ورشات الكتابة الشعرية، وللاحتفاء بأصوات المستقبل.