كشفت مصادر صحفية، أن الرباط حانقة على الدعم المالي الهزيل الذي تتلقاه من الاتحاد الأوروبي، والذي لم يتجاوز خلال هذه السنة 140 مليون أورو، وذلك في الوقت الذي تستعد فيه تركيا إلى الاستفادة من دعم ثاني تصل قيمته المالية إلى 3000 مليون أورو. وذكرت مصادر إعلامية إسبانية أن ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي، أبلغ جوزيف بوريل وزير الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسباني، احتجاج الرباط على ضعف دعم بروكسيل في قضية الهجرة. وأفادت المصادر ذاتها، أن ناصر بوريطة قدم لجوزيف بوريل، في اجتماع ثنائي لهما على هامش منتدى حول مستقبل العلاقات بين المغرب والاتحاد الأوربي، نموذج تركيا التي تستفيد من مبلغ مالي يصل إلى 3000 مليون أورو. بيد أن الدبلوماسي الأوروبي-الإسباني رد على بوريطة بكون تركيا يتوافد عليها عدد كبير من المهاجرين واللاجئين والذي يصل إلى مليون ونصف، منهم من يستقر بشكل دائم بهوامش المدن التركية. واستنادا إلى المصدر نفسه، وعد بوريل بوريطة بإبلاغ رسالته إلى مجلس الاتحاد الأوروبي ببروكسيل، مع العلم أن دولة إسبانيا تدافع بقوة عن المغرب، من أجل تلقيه المزيد من الدعم المالي واللوجستيكي للحد من ظاهرة الهجرة السرية. ولم تمر إلا ساعات قليلة على هذا الاحتجاج المغربي، حتى وافق مجلس وزراء الاتحاد الأوروبي على إجراء مجموعة من العقود بهدف اقتناء العديد من المعدات اللوجيستيكية، بقيمة 26 مليون أورو، لدعم السلطات المغربية، وذلك في إطار الدعم الأوروبي للمغرب الذي لا يتجاوز 140 مليون أورو. وتتكون هذه المعدات التي أذنت بروكسيل باقتنائها عقب اجتماع بالمركز الدولي لتطوير سياسات الهجرة بفيينا، من طائرات بدون طيار، وسيارات رباعية الدفع، وآلات كشف البصمات، ورادارات، ومعدات تقنية أخرى، تستعمل في الرصد والتتبع. وسيتم إجراء 7 عقود تهم اقتناء 384 سيارة وشاحنة، تتوزع على 230 سيارة رباعية الدفع (13.8 مليون أورو)، و100 سيارة رباعية الدفع أخرى “بيكوب” (5.5 مليون أورو)، و10 سيارات إسعاف (520 ألف أورو)، و10 شاحنات رباعية الدفع لنقل الماء (1.65 مليون أورو)، و8 شاحنات لنقل البنزين (1.32 مليون أورو)، و18 شاحنة رافعة (2.61 مليون أورو)، و8 شاحنات ثلاجة (600 ألف أورو). وتمت الموافقة كذلك، على شراء 26 حافلة صغيرة لنقل المهاجرين غير الشرعيين، بالإضافة إلى اقتناء 15 طائرة بدون طيار وتجهيزات أخرى في الطب الشرعي والتكنولوجي. وسيحصل المغرب على هذه المعدات، في الوقت الذي تراجع فيه عدد المهاجرين الذين يتوافدون على الضفة الأخرى، بنسبة 23 في المائة، حيث سجلت الإحصائيات الصادرة عن وزارة الداخلية الإسبانية، دخول 13 ألف و263 ماهجر/ة إلى إسبانيا، في الوقت الذي وصل فيه عدد المهاجرين خلال نفس الفترة من سنة 2018، إلى 17 ألف و300.