بعد الحريق المهول الذي أتى على قرابة ثلاثة عشر كيلومترا من المساحة المغطاة بأشجار النخيل بواحة زير بمنطقة أوفوس إقليم الراشدية، تعالت أصوات أبناء المنطقة من فاعلين مدنين ونشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، للمطالبة بإحداث مراكز للوقاية المدنية في أكثر من منطقة، وعلى امتداد الشريط الواحي بكل من حوض أغريس وزير وكير، وذلك للتدخل في وقت قياسي في حال نشوب حريق مماثل، خاصة في ظل الجفاف وموجة الحرارة المفرطة التي تعرفها المنظفة. كما طالب هؤلاء النشطاء بضرورة القيام بحملات تحسيسية وسط ساكنة الواحة من أجل التوعية بمخاطر حريق الواحات، بالإضافة إلى حمالات من أجل تنقية الواحة من بقايا حطب النخيل والأعشاب اليابسة. وكان حريق مهول قد اندلع يوم الأربعاء الماضي في واحات أوفوس، وتحديدا على مشارف قصور الزاوية القديمة، وبلغما، والربيت، وسيدي أعلي أكومي، وأتى على آلاف أشجار النخيل والزيتون وبعض الأشجار الأخرى المثمرة. وقد ساهمت الرياح القوية وحرارة الجو المفرطة في سرعة انتشار النيران التي لم تخلف لحسن الحظ خسائر في الأرواح، لكنها خلفت خسائر مادية كبيرة، قدرت بحوالي عشرة آلاف شجرة من مختلف الأصناف، خاصة صنف المجهول الذي يعد أغلى وأجود أنواع التمور عالميا، والذي تعول عليه ساكنة الواحة في تنمية مداخيلها. وتدخلت فرق الوقاية المدينة التي جاءت من مدينتي الرشيدية وأرفود من أجل محاصرة تلك الحرائق حتى لا تنتقل إلى المنازل المجاورة، والتي اضطر ساكنتها لمغادرتها وإخراج مواشيهم من الإسطبلات إلى أماكن آمنة، كما تم استدعاء مروحيتين في ساعات متأخرة من الليل للمساعدة في إخماد النيران الكثيفة، إضافة إلى فرق متخصصة من الدرك الملكي والقوات المسلحة الملكية، والتي ظلت مرابطة بعين المكان إلى حين التأكد من السيطرة على تلك النيران وإخماد الحرائق بشكل نهائي.