لم يهدأ فريق الدفاع الحسني الجديدي ولم يكتب له أن ينعم بالاستقرار، وفي حلقة أخرى ضمن مسلسله الدرامي الحزين ينفصل عن رئيسه مصطفى منذيب. وجاء ذلك عشية الخميس في هزة عنيفة حيث تتأهب خمس جمعيات منبثقة عن الجمهور الجديدي لتنظيم وقفة إحتجاجية في ملعب العبدي ترمي للتنديد بالأحوال التي يعيشها الفريق مع المطالبة بإبعاد المكتب المسير. وتحدد موعد الوقفة في الساعة الثالثة، حيث حصة تدريبية، وبلغنا أن سلطات المدينة تدخلت لتهدئة الوضع تفاديا لما قد يحدث، واستقبل عامل عمالة المدينة فعاليات الفريق، أعضاء الجمعيات ومجموعة من المشجعين المحبين وتبين أن الرئيس قدم استقالته. وسيشرف على التسيير لجنة مؤقتة يرأسها مدير من مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط السيد داود بوكزول والذي سيعلن عن أعضاء هذه الخلية بعد أسبوع. ولم يهدأ فضاء الفريق الجديدي منذ مدة بسبب خلافات مندلعة داخل المكتب المسير، وكانت جمعيات الجمهور قد اتفقت على تنظيم وقفة احتجاجية منذ شهر وحددت مكانها أمام مسرح المدينة وأجلتها ووجهت رسالة في الموضوع الى السلطات ضمنتها أسباب الإحتجاج والمتمثلة في المشاكل التي يعانيها الفريق؟ وهاهو الدفاع الحسني الجديدي بدون مكتب مسير بعد استقالة رئيسه مصطفى «مونديب» ودخول زمن المؤقت في التسيير تحت إشراف خلية تسير به حتى نهاية الموسم. يحدث هذا في وقت أحدثت فيه جامعة الكرة مجموعة من اللجن من أجل الوقوف على مدى قدرة الفرق واستعدادها للاستجابة لمضامين دفتر التحملات والحصول على رخصة المشاركة في الدوري الاحترافي. الدفاع الحسني الجديدي المتألق في الموسم الماضي والفائز بلقب الخريف وواحد من أقوى منشطي الدوري الوطني يجتاز مرحلة عصيبة ويوجد ضمن رباعي الأسفل في سبورة الترتيب، ورصيده في الرتبة الثالثة عشر ثمانية عشر نقطة فقط من ثلاث انتصارات وتسع تعادلات وسبعة هزائم، ورتبته لا تلائم حجمه ومستواه. وليس غريبا أن يتراجع مردود الفريق الجديدي في ظل وضع مندلع، مكتب مسير ممزق وصراعات مشتعلة، أنفصل عنه المدربون، وتابعنا جميعا ما باح به المدرب «خالد كرامة» متهما لاعبين ومهاجما الفريق، وبلغنا أن بعض اللاعبين يتهيأون لجر المدرب «كرامة» الى القضاء بهدف مقارعة الححة بالحجة والدليل بالدليل. وموازاة مع الغليان والتراجع المخيف للنتائج ولدت لجنة للانقاذ تضم عشرة من الفعاليات، لكن يبدو أن دورها توقف مع استقالة الرئيس الذي ترتب عنه انتهاء صلاحية المكتب المسير وحلول لجنة مؤقتة في انتظار انعقاد جمع عام استثنائي؟ ونتساءل، هل الدفاع الحسني الجديدي بتاريخه يستحق ما يعيش، وهو المستفيد من دعم المكتب الشريف للفوسفاط بنسبة تفوق ما يستفيد منه فريقا آسفي وخريبكة؟ فمن وراء هذه المشاكل؟ وهل يجسد جمع عام استثنائي في لحظة عابرة ومناسباتية حلا؟ أم أنه أصبح يفرض الأعمق مادامت سلطات المدينة في شخص السيد العامل أعلنت حسن النية وانخرطت في هموم الفريق وتسعى لتحسين الوضع؟ الأمر ربما يفرض مؤتمرا تشارك فيه جميع فعاليات فريق الدفاع الحسني الجديدي، مؤتمر تتم فيه المصارحة والمطارحة ثم المصالحة، بهدف انطلاقة في اتجاه أفضل في مسار سليم؟ الدفاع الحسني الجديدي في مشاكل بالجملة يستغيث والفوضى عارمة، فهل يبتعد الذين كانوا سبب الفشل؟