يرد البعض من الرجال على طلاقة ألسنة زوجاتهم ونكدهن بالصمت، وهذا الصمت فيه أكثر من حكمة لا تدركها المرأة التي تطلق عقيرتها بالصياح وتنساب منها كلمات جارحة ونابية تفقدها الصواب والقدرة على التفكير العقلاني.يرد البعض من الرجال على طلاقة ألسنة زوجاتهم ونكدهن بالصمت، وهذا الصمت فيه أكثر من حكمة لا تدركها المرأة التي تطلق عقيرتها بالصياح وتنساب منها كلمات جارحة ونابية تفقدها الصواب والقدرة على التفكير العقلاني.يندر أن نصادف امرأة تعرف كيف تتحكم في فلتات لسانها، وتتأمل قبل أن تتحدث، وتختار كلماتها بحكمة، مِن أجل أن تتيح المجال لعلاقتها الزوجية لأن تظل متماسكة عبر الزمن.تقول دراسة بريطانية إن المرأة تقضي حوالي 8 آلاف دقيقة سنويا في إزعاج زوجها، والاختلاف معه طوال الوقت، وهذا يساوي 2.5 ساعة أسبوعيا، أو 11 ساعة في الشهر.تشيع هذه النماذج من النساءِ التوترَ في جو الأسرة، وحينما يصبح التوتر خارجا عن السيطرة تتأثر أيضا قدرة الزوج على التفكير ويتراجع أداؤه في العمل.باستطاعة النساء جعل عش الزوجية جنة أو جهنم، سواء أكان ذلك بسلوكهن أم بما يقلنه لأزواجهن على الملأ، وبالطبع يتسبب ذلك في إثارة الكثير من المشاكل، ويؤثر على نوعية العلاقة بين الزوجين.أحيانا قد تعلو الصفات الإيجابية للزوجة على صفاتها السلبية، ولكنها قد تكون سليطة اللسان وحادة الطباع وتتعمد الصراخ في وجه زوجها لأتفه الأسباب. وهناك نماذج كثيرة من زوجات يفرطن في محاولة تغيير طباع وسلوكيات أزواجهن ويبالغن في إملاء آرائهن عليهم، ليصبح الأمر أشبه ب"احتجازهم لديهن رهائن".وإذا أراد الزوج تبرير موقفه من شيء ما أو شرح وجهة نظره تقاطعه الزوجة بالعبارات المعتادة "لا أريد أن أسمع أي شيء"! وعندما تقول هذه العبارة، فذلك يعني عدم تصورها لاحتمال أن تكون هي على خطأ، وأن يكون زوجها على حق. وهذا التصرف يوصل رسالة مفادها أنه لا يمكن التفاهم معها، وقد يصل الزوج إلى طريق مسدود في التعامل معها وترهقه معاملتها نفسيا وبدنيا. هذه التصرفات قد تتغلب على كل المشاعر الجميلة التي قد تفلت من الزوج في أي لحظة، ويتحول البيت بالنسبة إليه إلى بيئة يستحيل فيها العيش.ليس دائما النساء على حق والرجال على باطل، وعلى كل امرأة إعادة النظر في حساباتها المغلوطة التي قد تخرب بيتها، والكفّ عن توخي أسلوب نصرة نفسها ظالمة أو مظلومة، فالتحلي بالهدوء والرصانة في معالجة بعض الأمور يُسهم في التمييز بين الخطأ والصواب.أحيانا، قد تجد المرأة نفسها في أوضاع تحتاج فيها إلى إعادة التفكير في أمور كثيرة تراها للوهلة الأولى أخطاء لا تغتفر، ما يتيح لها سبلا أفضل لمعالجة المشكلة بروية وبطريقة أكثر عقلانية. وأحيانا، يكون من الأفضل أن تبتسم في وجه زوجها وتمنح نفسها بعض الوقت للتركيز على الحل، بدلا من التركيز على المشكلة.ولعل واحدة من أعظم الخصال التي يتمتع بها البعض من الرجال الجسورين خصلة الصمت على مناوشات زوجاتهم النكديات، وقدرتهم على ضبط النفس. وهناك فرق كبير بين من يختار الصمت، وبين من يتورط في دوامة من السلوكيات العدوانية، ويسمح لنفسه بأن يتجاوب مع زوجته بشكل سلبي ويفاقم المشكلة، فتتولد لديه مشاعر سلبية قد تزيد في تصعيد الخلاف.خلاصة القول: الصمت ليس ضعفا، بل هو القوة الحقيقية في مواجهة الموقف، وما تقوله زوجتك لن يضرك إلا إذا شئت أنت، وإذا تركت هي العنان للسانها ليفلت منها معتقدة أنها في حلبة صراع وعليها أن تثأر من زوجها الذي هو شريك عمرها ويحتاج إلى أن تعامله بلطف.