ووري الرئيس المصري السابق محمد مرسي الثرى فجر الثلاثاء في القاهرة من دون مراسم تشييع بعد ساعات من وفاته عن 67 عاما بعد ظهر الاثنين “أثناء حضوره جلسة محاكمة” في معهد أمناء الشرطة داخل مجمع سجون طرة بجنوب القاهرة. وقال محامي الرئيس السابق عبد المنعم عبد المقصود لوكالة فرانس برس إن مرسي “تم دفنه بحضور أسرته في مدينة نصر في القاهرة بعد تأدية صلاة الجنازة عقب صلاة الفجر في مستشفى سجن طرة” حيث نقل عقب وفاته أثناء حضوره إحدى جلسات محاكمته. وقال صحافي من وكالة فرانس برس إن الشرطة أخرجت كل الصحافيين من المقابر ولم تسمح لهم بتغطية الدفن. وتوفي الرئيس المصري السابق محمد مرسي أول أمس الاثنين عن 67 عاما “أثناء حضوره جلسة محاكمة” في معهد أمناء الشرطة داخل مجمع سجون طرة بجنوب القاهرة، بحسب ما أعلنت النيابة العامة. واتهمت جماعة الإخوان المسلمين التي كان ينتمي إليها مرسي، السلطات المصرية ب”قتله ببطء”، وذلك في بيان بعنوان “اغتيال الرئيس محمد مرسي” نشرته مساء الاثنين على الموقع الإلكتروني لحزب الحرية والعدالة المنبثق عنها. وفي إشارة إلى ظروف السجن القاسية التي تعرض لها مرسي، قال البيان “وضعوه في زنزانة انفرادية طوال مدة اعتقاله التي تخطت خمس سنوات، ومنعوا عنه الدواء وقدموا له طعاما سيئا ومنعوا عنه الأطباء والمحامين وحتى التواصل مع الأهل، منعوه من أبسط حقوقه الإنسانية، فقد كان الهدف قتله بالبطيء”. وأكد النائب العام المصري نبيل صادق أن “النيابة العامة أخطرت بوفاة مرسي أثناء حضوره جلسة” محاكمته في القضية المتهم فيها بالتخابر مع قوى أجنبية. وأوضح أن مرسي، الذي يعد أول رئيس منتخب ديموقراطيا في مصر، طلب الكلمة أثناء الجلسة وتحدث بالفعل “لمدة خمس دقائق وعقب انتهائه من كلمته رفعت المحكمة الجلسة للمداولة”. وأضاف البيان أنه أثناء وجود مرسي وباقي المتهمين “في القفص سقط مغشيا عليه ونقل على الفور إلى المستشفى حيث تبين وفاته”. وأكد البيان أن مرسي “وصل متوفيا إلى المستشفى في تمام الساعة الرابعة وخمسين دقيقة (14،50 ت غ)”. وقال أحد محاميه، عبد المنعم عبد المقصود، الذي كان يحضر جلسة المحاكمة مع مرسي، إن “المحامين لا يستطيعون رؤية مرسي والمتهمين الآخرين داخل قاعة المحكمة لأنهم يقفون في قفص زجاجي محاط بقفص آخر حديدي ولكننا علمنا ونحن في القاعة أنه سقط مغشيا عليه وأشار إلينا بعض السجناء الواقفين إلى جواره بأيديهم بأنه لا يوجد نبض”. وأضاف عبد المقصود لوكالة فرانس برس “رأيته من بعيد بعد ذلك خارجا على نقالة من المحكمة”. وأكد عبد المقصود أن مرسي “كان يتحد ث بطريقته العادية ولم يكن منفعلا بشكل خاص وعندما أغشي عليه تصورنا أنها غيبوبة سكري وسيفيق منها لأنه مصاب بالسكري”. وأوضح أن أبناء مرسي “يقولون أنه أوصى بأن يدفن في مسقط رأسه بمحافظة الشرقية (دلتا النيل)”، مضيفا “لكن القرار سيكون للسلطات وليس للأسرة”. وبعيد منتصف الليل قال عبد المقصود إن مرسي “سيدفن في مدافن مدينة نصر بالقاهرة (شرق) وليس في الشرقية”، مضيفا أن موعد الدفن “لم يتحدد بعد، وعلى الأرجح أن تحضر أسرته فقط” مراسم تشييعه إلى مثواه الأخير. وانتقدت منظمة هيومن رايتس ووتش ظروف سجن مرسي. واعتبرت ساره لي واتسون مديرة إدارة الشرق الأوسط في المنظمة أن وفاة مرسي “كانت متوقعة تماما بالنظر إلى إخفاق الحكومة في تقديم الرعاية الطبية الملائمة له وعدم سماحها حتى بالزيارات العائلية” للرئيس السابق داخل السجن. وقال عبد المقصود إن آخر زيارة قامت بها أسرة محمد مرسي له في السجن كانت “قبل تسعة أشهر تقريبا بينما كنت أنا آخر محام زاره في نونبر 2017”. وطالبت منظمة العفو الدولية السلطات المصرية بإجراء “تحقيق فوري محايد وشفاف في ملابسات الوفاة وفي ظروف احتجازه وقدرته على الحصول على رعاية طبية”. وعندما توفي، كان مرسي يحضر جلسة محاكمة في القضية التي يواجه فيها اتهامات ب”التخابر مع قوى أجنبية” من بينها حماس وقطر. وقد صدر بحقه حكم بالسجن المؤبد في المحاكمة الأولى في يونيو 2015 إلا أن محكمة النقض ألغت الحكم وأمرت بإعادة المحاكمة. وفي أول رد فعل على وفاته، وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مرسي ب”الشهيد”، قبل أن يلقي خطابا في اسطنبول قال فيه “إن التاريخ لن يرحم أبدا الطغاة الذين أوصلوه إلى الموت عبر وضعه في السجن والتهديد بإعدامه”. وكان الرئيس التركي من أبرز داعمي مرسي. وانقطعت العلاقات في شكل شبه تام بين تركيا ومصر منذ إطاحة الجيش بمرسي. كما أعرب أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني عن “بالغ الأسى” إثر وفاة مرسي. ونعت حركة حماس مرسي مشيرة إلى وفاته بعد “مسيرة نضالية طويلة قضاها في خدمة مصر وشعبها وقضايا الأمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية”. ويعد مرسي، الذي تولى الرئاسة في العام 2012 بعد أكثر من عام من الثورة التي أطاحت سلفه حسني مبارك، أول رئيس انتخب ديموقراطيا في مصر. وأطاح الجيش في الثالث من يوليو 2013 مرسي عقب تظاهرات ضخمة طالبت برحيله، وتم احتجازه ثم أحيل إلى المحاكمة في قضايا عدة. وألغت محكمة النقض في نونبر 2016 حكما بإعدامه في قضية أخرى تعرف ب “الهروب من السجن” وقررت إعادة محاكمته. وأطلقت عملية الإطاحة بمرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين حملة قمع واسعة قتل فيها مئات من أنصاره ومثلت ضربة موجعة للجماعة. ومرسي ليس أول قيادي في جماعة الإخوان المسلمين يموت في السجن، إذ توفي المرشد السابق للجماعة مهدي عاكف في شتنبر 2017، وفريد إسماعيل القيادي بالجماعة ووكيل لجنة الدفاع والأمن القومي في البرلمان في ماي 2015.