شكلت تكنولوجيات الدفع عبر الهاتف الحديثة وتأثيرها الاجتماعي والمجتمعي على السكان، محور النسخة الثالثة من منتدى الأداء عبر الهاتف النقال Mpay، أول أمس الأربعاء 12 يونيو 2019 بالدار البيضاء، تحت شعار “هل المستقبل للأداءات المتنقلة؟”، ويراد بهذا المنتدى إحداث مجال للتفكير حول تكنولوجيات الدفع عبر الهاتف الحديثة وتأثيرها الاجتماعي والمجتمعي على السكان. وتهدف النسخة الثالثة من منتدى Mpa، المنظم من طرف مجلة CIOMag والفدرالية المغربية لتكنولوجيا المعلومات والاتصال وترحيل الخدمات، بشراكة مع وكالة التنمية الرقمية، في إطار “الجولة الرقمية الأفريقيةDigital African Tour إلى مباشرة التفكير في إمكانيات “تقليص استعمال السيولة النقدية وتعزيز الإدماج المالي”، وهي ديناميكية تعززها عشرات الاعتمادات الممنوحة بالفعل لمؤسسات الأداء ولشركات تحويل الأموال. وأوضح المنظمون أنه بعد اعتماد وإطلاق منصة وطنية في عام 2018 للأداء بالهاتف “Mpayment”، فكرت المملكة مسبقا في تعميم الدفع بواسطة الهاتف النقال، مشيرين إلى أن بنك المغرب، يتوخى لهذا العام الأول، 400 ألف مستخدم، كما يتوقع 6 ملايين مستخدم للأداء بواسطة الهاتف النقال في غضون 5 سنوات مقبلة، أو بحلول عام 2024، آملا في جذب 50 إلى 60 مليار درهم بفضل هذا الحل الجديد للأداء. وركزت الدورة الثالثة على الإجراءات التي من شأنها تطوير استخدامات الأداء الإلكتروني، إلى جانب التعرف على كيفية تبنيها ثم وفق أي توقيت. وجمعت نسخة 2019 لMpay Forum، أكثر من 200 فاعل وطني ودولي من مختلف المجالات، مثل البنوك، والفاعلين في الاتصالات، والتكنولوجيا المالية، والتجار الإلكترونيين، والموزعين… حول الفاعلين العموميين، وذلك لتقديم عدد من الإجابات على الإشكاليات التي قد تطرح، ثم التفكير في تعاون أفضل بين المؤسسات المالية والاتصالات وغيرها من الجهات الفاعلة في مجال المالية الرقمية. ويختلف استخدام الأداء بالهاتف المحمول Mpayment حسب الملفات الشخصية والفئات الاجتماعية المهنية، ووفقا لحاجيات المستخدمين، حسب ما تم توضيحه خلال المنتدى، كما أنه يمكن أن يكون الأداء بالهاتف النقال على مواقع التجارة الإلكترونية، أو الأداء عن قرب أمام كشك، أو تحويل أموال من المحمول إلى المحمول، والعديد من الإمكانيات الأخرى للأداء عبر الهاتف، “لذلك سيكون من الضروري معرفة وتحديد مزايا وعيوب هذا النظام، حتى يمكن استباق مستقبل الأداء بشكل أفضل، وخاصة معرفة خصوصية المغرب في هذا المجال”، يضيف المنظمون. وفي السياق ذاته، اعتبرت رئيسة الفيدرالية الوطنية لتكنولوجيا المعلومات والاتصال والأوفشورينغ، سلوى قرقري بلقزيز، أن منتدى (مباي فوروم أفريكا)، يعد مرصدا لتتبع عمليات، الأداء والخدمات البنكية، التي تتم بواسطة الهاتف المحمول. وقالت إن هذا المنتدى، هو مبادرة مهمة تتيح إنتاج قيمة علمية مضافة جرى إنتاجها على مستوى إفريقيا (صنع إفريقيا)، فضلا عن كونها فضاء لتسليط الضوء على التقدم الذي حققته إفريقيا في مختلف الجوانب المتعلقة بالرقمنة. وحسب قرقري بلقزيز، فإن القارة الإفريقية التي تتوفر على مؤهلات كبيرة، تشهد الخدمات البنكية عبر الهاتف المحمول فيها نموا مستمرا ومضطردا، مشيرة إلى أن هذا النمو يختلف من منطقة لأخرى بإفريقيا . من جانبه أبرز محمدو ديالو مدير النشر بمجلة (سيوماغ) المتخصصة في مجال الرقمنة، أن هذا المنتدى يمثل فرصة لمناقشة التدابير التحفيزية والتشجيعية المتعلقة بتطوير استخدامات عمليات الأداء عبر الهاتف المحمول والتفكير في مستقبلها ومآلاتها. وأشار إلى أن المقاولات الكبيرة والصغيرة والمستهلكين والإدارة، على السواء، يرون جميعا أن ثورة الهاتف المحمول تتحرك بسرعة فائقة، ومن أجل التعاطي الإيجابي مع هذه الثورة، يضيف ديالو، فإنه يتعين على هؤلاء الفاعلين في مجال الرقمنة إعداد أنفسهم بسرعة من خلال تبني استراتيجية وآليات لتجنب انعكاسات هذه الثورة.