خطف فريق نهضة بركان فوزا قاتلا أمام ضيفه نادي الزمالك المصري بهدف المهاجم الطوغولي لابا كودجو، هدف توج سيطر الفريق البرتقالي على المباراة بالطول والعرض. وكما تقول الأعراف في لعبة كرة القدم، فالسيطرة لا تعني الانتصار، ضيع لاعبو الفريق البركاني عددا كبيرا من الفرص السانحة للتسجيل، هيمنوا بالطول والعرض على مجريات المباراة، كما صدت العارضة كرتين سانحتين، إلى أن جاء الوقت بدل الضائع ليخطف الهداف الطوغولي فوزا ثمينا. جاء الهدف الثمين بطريقة مثالية، سواء من كيفية صياغة الهجمة المرتدة أو طريقة إنهائها، فمن كرة في وسط الملعب تقدم بها للأمام لاعب الزمالك محمود عبد العزيز، قطتع منه الكرة لتتحول بسرعة لهجمة مرتدة، سبقت ثواني عداد الوقت الإضافي، ونتج عنها تمريرة طويلة من سلمان ولد الحاج نحو لابا كودجو الذي توغل داخل منطقة الجزاء، وبدون أدني تردد مرر كرة عرضية نحو حمدي لعشير الذي أعاد الكرة إلى لابا كودجو. وهنا كانت اللحظة الفارقة، حيث أطلق كودجو تسديدة صاروخية من داخل منطقة الجزاء هزت شباك الحارس عمر صلاح، لتنفجر فرحة عارمة ببركان بعد هدف الانتصار. مثل هذه اللحظات الفارقة كثيرا ما تكررت بالعديد من المباريات وبالمواعيد الكبيرة خاصة ولنا في مباريات كأس العالم الأخيرة بروسيا ومباريات عصبة الأبطال هذا الموسم خير دليل، حيث جاءت الكثير من الأهداف الحاسمة في الثواني الأخيرة، وهنا يربط خبراء الكرة بين هذه اللحظات الحاسمة، والعياء الذي يخيم عادة على لاعبي الفريق المتكتل في الدفاع، وخاصة في اللحظات الأخيرة، لتتشكل فرصة سانحة لشن الهجمة الحاسمة مثلما يفعل الملاكمون في نهاية النزالات، مع خصومهم لتحقيق الفوز بالضربة القاضية. هذه هي القيمة الحقيقية لهداف كبير، يظهر قيمته في المكان والزمان المناسبين، قاد بركان إلى تحقيق مجموعة من الأرقام الدالة، أولا نتيجة الفوز الغالي، وثانيا تسجيل أول هدف في مرمى الزمالك الذي حافظ على نظافة شباكه خلال زيارتين للمغرب هذا الموسم، بعد مواجهته في نفس المسابقة كل من اتحاد طنجة وحسنية أكادير. هدف منتصف الليل، أزال عذرية شباك فريق الزمالك التي حافظ عليها في سبع مباريات متتالية بالمسابقة، أمام بيترو أتلتيكو الأنغولي، وجورماهيا الكيني، ونصر حسين داي الجزائري، وحسنية أكادير المغربي ذهابا وإيابا، والنجم الساحلي التونسي ذهابا وإيابا، ليحقق أشبال المدرب منير الجعواني فوزهم العاشر في النسخة الحالية، والسابع بملعبهم، ورقم ال 19 إفريقيا، والأول على الأندية المصرية. كما أن هدف الثواني الأخيرة مكن لابا كودجو من الانفراد بصدارة هدافي مسابقة كأس (الكاف)، بعدما رفع رصيده إلى 8 أهداف، ليفك الشراكة مع وليد بخيت مهاجم نادي الهلال السوداني (7 أهداف). بعد كل هذا من حق إدارة نهضة بركان السعي بكل قوة للاحتفاظ بنجمها وهدافها الكبير، والعمل على تمديد عقده الذي سينتهي متم يونيو المقبل، حيث سيصبح حرا طليقا، وسيتسبب في خسارة كبيرة لفريق فوزي لقجع الذي كان وراء بروز نجمه، بعد أن جاء للمغرب يطلب ود العديد من الأندية من بينها فريق الرجاء البيضاوي، إلا أن الأقدار قادته نحو الشرق حيث كان على موعد مع التألق والإبهار والنجومية بعاصمة البرتقال.