أكد الزجال عز الدين الشدادي أن الإحساس والشعور بالزجل، بدأ لديه منذ الطفولة عن طريق الفطرة والطبيعة. وشدد الشدادي في حوار أجرته معه» بيان اليوم»، على أن كتاباته تنطلق من خلفية فكرية وفلسفية عالمة وواعية، تنعكس من خلال تيمات الوجود والكينونة والهوية والأنا والوعي. وتحدث ابن اليوسفية عن الحركة الثقافية ببلادنا، منوها بدور المثقفين المغاربة في الرفع من قيمة المنتوج الثقافي ببلادنا عبر إتاحة الفرصة لكل الطاقات لإبراز مواهبها، من خلال مجموعة من الملتقيات والمهرجانات التي تتبناها العديد من الجمعيات، بشراكة مع مندوبيات الثقافة والمؤسسات التربوية، معربا عن أسفه الشديد في غياب المواكبة الإعلامية، اللهم بعض الجرائد التي تعنى بالشأن الثقافي. ووصف ديوانه الأخير بأنه نوع جديد من الحياة، واستمرار للدهشة الأولى، فهو عالم من السؤال ، وجزء من الكاتب ، لكنه جزء بالأبيض و الأسود. وفيما يلي نص الحوار. في البداية نريد أن نتعرف على بدايتك في عالم الكتابة متى كان ذلك وكيف؟ ابتدأت علاقتي بالكتابة الزجلية بشكل أولي في مرحلة الثانوي، لكن على مستوى الشعور والإحساس فهي تعود إلى مرحلة الطفولة بكل تجلياتها وخطوطها العريضة. ماهي أبرز أعمالك التي صدرت أو التي تسعى لإصدارها؟ صدر لي سنة 2017 أول ديوان زجلي، ضم بداخله ستة نصوص، شرفني بتقديمه الزجال المقتدر إدريس أمغار مسناوي، وبتصميمه الأستاذ الزجال توفيق البيض، و قبل أيام صدر لي ديواني الثاني – نقطة من سكات – وهو إستمرار للدهشة الأولى. * أي الطرق قادتك لعالم الزجل؟ الطبيعة والفطرة والحب والانتماء ، كلها طرق قذفت بي إلى الزجل، فكثيرة هي الأشياء التي ساعدني الزجل في قولها والتعبير عنها. *أي التيمات تكتب فيها أكثر ولماذا؟ تقوم جل كتاباتي و تنطلق من خلفية فكرية و فلسفية عالمة وواعية، تنعكس من خلال تيمات الوجود والكينونة والهوية والأنا والوعي .. تنظر إلى الزجل كمتن وعالم من المعاني والرموز والصور. أين يجد المبدع الشدادي ذاته، هل في الزجل أم جنس أدبي آخر؟ أجدني في الزجل بشكل كبير، لكن عالم الكتابة بأكمله يحتويني و يسكنني، فأنا أكتب في الزجل وأقرأ كل الأجناس الأدبية، لكن للزجل مكانة خاصة في قلبي. كمبدع ما رأيك في الحركة الثقافية ببلادنا؟ بداية لا يسعني إلا أن أنوه بالمجهودات التي يبذلها العديد من المغاربة المثقفين من أجل الرفع من قيمة المنتوج الثقافي ببلادنا، وذلك عبر إتاحة الفرصة لكل الطاقات لإبراز مواهبها، من خلال مجموعة من الملتقيات والمهرجانات التي تتبناها العديد من الجمعيات، بشراكة مع مندوبيات الثقافة والمؤسسات التربوية، إلا أن ما يحز في النفس، هو أن الفعل الثقافي تغيب عنه أحيانا المتابعة والاهتمام، إضافة إلى وجود نوع من الهيمنة اللاموضوعية على بعض حقوله من طرف نخب أو جمعيات أو أشخاص، لكن في مقابل ذلك هناك نوع من الدينامية والحركية، ففي الزجل مثلا، لم يعد عفويا أو بوهيميا أو غنائيا، بل أصبحنا أمام تجارب عالمة وواعية حديثة ومعاصرة على مختلف مستويات النص الزجلي. ماذا عن ظروف الطبع والتوزيع؟ الطبع والتوزيع من المعضلات التي يواجهها المبدع الذي لا يتلقى دعما أو منحة من أي جهة أو مؤسسة مسؤولة، وعملي الأول والثاني من حيث الطبع والتوزيع كان شخصيا، يعني على نفقتي. ما رأيك في دور المثقف سياسيا داخل بلده؟ المثقف هو ذاك الإنسان الذي غالبا ما ينحاز إلى موقف إيجابي في غالب الأحيان، إلا أننا قد نجد فئة تكتفي بالتفرج من بعيد، غير منخرطة في مشاكل أمتها وقضاياها المصيرية، إما متواطئة أو منعزلة، إذ يجب أن تكون أقوالها متطابقة مع أعمالها، وأن تتعامل بإبجابية مع قضايا الوطن. من وما الذي أثر في بدايتك؟ في بدايتي كان لجدتي من أمي رحمة الله عليها الفضل الكبير في تلقيني للعديد من الحكايات والأمثال الشعبية والمأثورات، إضافة إلى أساتذتي في مرحلة الثانوي الذين صقلوا موهبتي في مهدها. حدثنا بعض الشيء عن إصدارك الأخير «نقطة من سكات». يعد ديواني «نقطة من سكات» العمل الثاني أو الإصدار الثاني لي في حياتي الإبداعية، وهو منجز مركب من أبعاد علمية ووجودية وماهوية، تهتم بالذات أحيانا وبالآخر أحيانا، جاء الديوان بدون تقديم و بإهداء كوني خاص، وضم حوالي عشرين نصا، صمم غلافه الأستاذ الزجال توفيق الأبيض، وصدر العمل عن وراقة ومطبعة بلال بفاس. «نقطة من سكات» ، نوع جديد من الحياة ، واستمرار للدهشة الأولى، عالم من السؤال، إنه جزء مني، لكنه جزء بالأبيض و الأسود. ما هي رسالتك التي تود توجيهها ؟ أنا سعيد للتواصل والحوار مع جريدة بيان اليوم، الجريدة التي تخصص ضمن صفحاتها ركنا خاصا للثقافة، وهو منبر لطالما مد يد المساعدة للطاقات الإبداعية من خلال نشر أعمالها أو مواكبة التظاهرات الثقافية إعلاميا، ولا يفوتتي عبر هذه الرسالة القصيرة أن أؤكد بكون الكتابة هي الحياة، كما أن المجتمعات التي لا تقرأ ولا تبدع هي مجتمعات ميتة.