أعطى وزير الصحة أناس الدكالي، بمعية وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي سعيد أمزازي، أول أمس الثلاثاء بعيد عودة، انطلاقة الأسبوع الوطني للصحة المدرسية، الذي ينظم هذه السنة تحت شعار “ألعاب الفيديو: نعم للعب… لا للإفراط”. الحملة التي تنظمها وزارة الصحة بشراكة مع وزارة التربية الوطنية من 22 إلى غاية 27 أبريل الجاري، تندرج في إطار الاستراتيجية الوطنية للصحة المدرسية والجامعية وتعزيز صحة الشباب، وتهدف إلى تحسيس وتوعية تلاميذ التعليم الابتدائي والتعليم العتيق بمخاطر الاستعمال المفرط للشاشات ولألعاب الفيديو، وتقديم بدائل لاستخدامها. وقال وزير الصحة، أناس الدكالي، في تصريح بالمناسبة، إن هذا الأسبوع يشكل مناسبة لإطلاع التلاميذ والآباء داخل المؤسسات التعليمية ومؤسسات التعليم العتيق على مختلف بدائل الاستعمال المفرط لألعاب الفيديو، من خلال تنظيم عدة أنشطة، ثقافية وصحية بالأساس. وأوضح الدكالي أن هذه السنة شهدت تدشين فضاء لصحة الشباب بعين عودة، يستهدف الفئة العمرية ما بين 10 و 24 سنة، ويتوخى تقديم خدمات الصحة النفسية والإنجابية، بالإضافة إلى استشارات لمحاربة الإدمان، مبرزا أهمية تعميم فضاءات صحة الشباب على الصعيد الوطني من خلال إحداث عشر فضاءات بمختلف أقاليم المملكة. من جانبه أكد وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، سعيد أمزازي، في تصريح مماثل، أن التعاون بين القطاعين مكن من إرساء عدد مهم من البرامج، تتعلق أساسا بتشخيص اضطرابات الصحة البصرية، وصحة الفم والأسنان، بالإضافة إلى التكفل ببعض الأمراض التي قد تظهر في سن معين. واعتبر أنه من خلال تنظيم أنشطة متعددة، لاسيما ورشة القراءة، كبديل عن ألعاب الفيديو، فإن التلاميذ “سيتذوقون نكهة القراءة”، مشيدا بتعبئة الفريق البيداغوجي الذي يعمل على مصاحبة التلاميذ على امتداد مسلسل التعلم. وفي نفس الصدد، تم مؤخرا تعميم دورية مشتركة على المديرين والمندوبين الجهويين لوزارة الصحة، وكذا مديري الأكاديميات الجهوية والمديرين الإقليميين لوزارة التربية الوطنية، تدعوهم إلى تنظيم أنشطة تربوية لفائدة تلاميذ السنة الخامسة والسادسة من التعليم الابتدائي، وأولياء أمورهم أيضا، تحتضنها المؤسسات التعليمية وكذا المراكز الصحية ودور الشباب والنوادي النسوية، وتتضمن حصصا تربويا وموائد مستديرة ومحاضرات ومسابقات بين التلاميذ، وذلك من أجل التعبئة حول التعامل المعقلن مع الشاشات وألعاب الفيديو، وتجنب مخاطرها على الصحة العقلية والحياة الدراسية والاجتماعية للتلاميذ. وأشارت الدورية إلى ما تعرفه ظاهرة استخدام الشاشات من تفش خلال السنوات الأخيرة بين الأطفال والشباب، حيث ارتفعت نسبة الإقبال عليها بصفة مكثفة حد الإدمان. وفيما يساعد الاستخدام العقلاني والممنهج لهاته الأدوات (التلفاز، الحاسوب، الهاتف المحمول واللوحة الالكترونية) على تطوير القدرة والتفكير النقدي والسريع، إضافة إلى تنمية الحس الحركي عند الطفل، إلا أنها أصبحت تشكل في نفس الوقت، حسب ما يقول نفس المصدر، ظاهرة اجتماعية مقلقة لدى العديد من البلدان وذلك بسبب سوء أو الإفراط في استعمالها، وهو الأمر الذي حدا بمنظمة الصحة العالمية إلى إعلان إدمان الشاشات بمثابة مرض ضمن الاضطرابات العقلية. وكان (التصنيف الدولي للأمراض) الذي تعده بصفة دورية منظمة الصحة العالمية، ويعد مرجعية للأمراض المعترف بها، قد صنف، في يونيو من السنة الماضية، إدمان ألعاب الفيديو والألعاب الرقمية بأنه “نمط من اللعب المستمر أو المتكرر” يصبح مفرطا جدا لدرجة أن تكون “له الأسبقية على غيره من اهتمامات الحياة”. وأفادت تقارير المنظمة بأن بعض أسوإ الحالات التي رصدتها الأبحاث العالمية كانت تتعلق بأشخاص يمارسون تلك الألعاب لمدة تصل إلى 20 ساعة في اليوم ويمتنعون عن النوم أو تناول الوجبات أو العمل أو الدراسة وغيرها من الأنشطة اليومية. أشارت التقارير إلى أن 10 بالمائة من مستخدمي ألعاب الفيديو يقضون أكثر من 10 ساعات أمام شاشات اللعب في اليوم، ودراسات أخرى تفيد بأن بعض الألعاب تؤثر سلبا على الذاكرة. واعتبرت المنظمة أن المكوث ساعات طويلة أمام شاشات الحاسوب والتلفزيون والهاتف للتفاعل مع عالم افتراضي له أثار وخيمة في نمو الدماغ وتطوره ويدخل هذه الألعاب في دائرة الإدمان. وحثت توصيات منظمة الصحة العالمية الآباء على مراقبة عدد الساعات التي يقضيها الأطفال في ممارسة ألعاب الفيديو مخافة أن يؤدي هذا النمط السلوكي إلى حدوث ضعف كبير في شخصية الفرد، وفي الأسرة والمجتمع، وفي النواحي التعليمية والمهنية وغيرها من مجالات العمل الهامة. *** الأخطار الصحية والاجتماعية للإدمان على الشاشات بمناسبة تنظيم الأسبوع الوطني للصحة المدرسية حول موضوع ألعاب الفيديو، أصدرت المنظمون مطوية تعرف بأخطار الإدمان على الشاشات، من المقرر أن يتم توزيعها على الفئات المستهدفة خلال الحملة. ويتسبب الاستعمال المفرط للشاشات في مشاكل على المستوى الجسدي تتمثل في: مشاكل على مستوى العمود الفقري والتي تتسبب في آلام الرقبة والظهر والكتفين وحتى اليدين بسبب وضعيات الجلوس غير المريحة. الإحساس بالعياء وضبابية في الرؤية وآلام في الرأس أثناء وبعد اللعب بسبب الإرهاق. سوء التغذية، بحيث يصبح الشخص أكثر استهلاكا للوجبات السريعة غير الصحية مما يؤدي إلى الزيادة في الوزن والسمنة، وفي بعض الحالات قد يصبع عازفا عن الأكل بسبب الإدمان. التعود على الخمول من خلال قضاء ساعات طوال أمام الشاشة. التعود على النوم المتأخر مما يؤثر سلبا على النمو. وعلى المدى البعيد يؤدي هذا السلوك إلى ضعف الخصوبة عند الرجل بسبب الأشعة الكهرومغناطيسية المنبعثة من الأجهزة. وهناك أيضا مضاعفات خطيرة على المستوى النفسي والاجتماعي تظهر على المدى الطويل منها: ظهور حالة من القلق واضطراب المزاج والعدوانية. الميل إلى العزلة والانغلاق على الذات وضعف التواصل مع الآخرين. تدهور العلاقات الاجتماعية بالخصوص مع الأسرة والاقارب. ضعف في الأداء المدرسي والهني. احتمال التعرض لأخطار أخرى عند تصفح المواقع الإباحية ومواقع المقامرة والتحرش وغيرها… ويمكن أن نضيف إلى المخاطر الاجتماعية أيضا كلفة العلاجات من الاضطرابات الصحية والنفسية للإدمان على الشاشات على الصحة العمومية على المدى الطويل كذلك، إذ يحذر الخبراء من أن الظاهرة قد تكون لها آثار مجتمعية مدمرة إذا لم يتم تدارك مخاطرها بتظافر جهود جميع المتدخلين من قطاعات معنية ومربين وأسر.