حظي جانب الابتكار بتثمين متميز، خلال الدورة الرابعة من سمارت سيتي كازابلانكا 2019، الذي احتضنته الدارالبيضاء يومي 17 و18 من أبريل الجاري، تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، وذلك من خلال إنشاء قرية ذكية، حيث قدمت 32 شركة ناشئة مغربية حلولها في هذا الشأن. وعرف جانب الابتكار، باعتباره يشكل جزء مهما من توجهات سمارت سيتي كازابلانكا، إجراء رئيسيا آخرا لتثمين الابتكار، تمثل في عملية Open Innovation Lounge التي نظمت بشراكة مع LaFactory By ScreenDy. ومكنت هذه المبادرة من اكتشاف الشركات الناشئة المشار إليها، ذات الإمكانات القوية في السوق، كما جرى في السياق ذاته الاحتفاء بثلاثة منها أثناء جلسة الخلاصات أمام مانحي الأوامر والمقاولات الكبرى الحاضرة خلال الحدث. وظفر كل من Smartone (منصة إنترنت الأشياء قابلة للتطوير والقابلة للإعداد بشكل كامل لتوفير حلول ذكية جاهزة) وNoubApp (تطبيق يتيح إدارة قوائم الانتظار) وQwebTeam (حل محمول يلعب دور بطاقة افتراضية للتأمين الصحي التي تسهل التكفل بالمؤمن المستفيد)، بجائزة في الحفل الختامي للحدث الذي تمحور حول موضوع “الذكاء الاصطناعي في خدمة المواطنين”، أو كيف يمكن للذكاء الاصطناعي والرقمي المساهمة في تحسين مبادرات المدن الذكية؟. وقد وفى هذا الحدث بوعده واختتم على إيقاع نجاح ملفت للانتباه. وتم تسجيل أزيد من 200 لقاء ثنائي BtoB بين الشركات الناشئة والمقاولات، خلال هذه الدورة. وتألق الابتكار خلال الندوات من خلال التركيز على تجارب الابتكار المفتوح الموجه لخدمة المدينة الذكية والتي أتاحت الفرصة للشركات الناشئة المحلية التعبير أمام المتدخلين المرموقين. وتميزت النسخة الرابعة من Smart City Casablanca بإقبال واضح عكسه حضور أزيد من 3250 مشاركا، أشادوا، بالإجماع، بأهمية هذا الملتقى وأبعاده، مؤكدين قدرة تظاهرة سمارت سيتي كازابلانكا، مرة أخرى، على تكريس مكانتها كأكبر موعد للمدن الذكية بإفريقيا، كما اتسمت الجلسات بالتنوع وحظيت باهتمام ملحوظ، كما هو الشأن بالنسبة للحظات التواصل وربط العلاقات. ونجحت هذه الطبعة الجديدة التي لاقت إقبالا كبيرا بفضل ثراء مواضيعها ونوعية المتدخلين، في إبراز وتثمين الابتكار، في حين أثبتت التمثيلية الدولية التي كانت بارزة في هذا الملتقى، مرة أخرى، الاهتمام والصيت الكبيرين لهذا الموعد قاريا ودوليا. وأتاحت الدورة الفرصة للفاعلين الرئيسيين في التنمية الحضرية لعرض تجاربهم ومهاراتهم ووجهات نظرهم، ومن بينهم رئيسة معهد أمباكت للاقتصاد الرقمي، ميهايلا أوليرو، التي تناولت الكلمة الرئيسية وتناولت فيها وضع المواطنين في عصر الثورة الصناعية الرابعة والمواطنة، إلى جانب المؤسس الشريك لمنتدى المجتمع الذكي، لويس أ.زاشاريلا، الذي أظهر كيف كان من الممكن التواصل وتعزيز التعاون بين المجتمعات الذكية المختلفة في جميع أنحاء العالم، أو أرماند رولاند بيير بويندي، عمدة واغادوغو. يشار إلى أن مفهوم المدينة الذكية ليس له حدود. وعلى غرار الدورات الثلاث الأولى، فإن النسخة الرابعة لم تخرج عن قاعدة جعل الحدث لحظة مميزة من اللقاءات والتبادلات. فقد كان الانفتاح والتعاون في صميم العلاقات التي تبلورها المدينة الذكية الدارالبيضاء، وتطورها وتعززها مع المشاركين الوطنيين والأجانب. وحضر الدورة الرابعة من سمارت سيتي كازابلانكا ما لا يقل عن 80 ممثلا للوفود الوطنية والأجنبية، بما في ذلك الوفود الإفريقية. من بين هؤلاء مشاركون من بانكوك، المدينة الضيف للحدث، وواغادوغو، وداكار، ورام الله، وكوكودي، وشنغهاي، ونواذيبو، ومارسيليا، وباماكو، وأريانا، وصفاقس، وريو دي جانيرو، وليبرفيل، وكلميم، والقنيطرة، وأكادير، وتطوان، والرباط، وتمارة، وسلا . وتميزت هذه النسخة الرابعة بشكل خاص بنقل الخبرات التي تقوم على مشروع تنظيم المدينة الذكية واغادوغو، الذي تمت بلورته بين عمدة واغادوغو والمحلية التنمية شركة الدارالبيضاء لتنشيط التظاهرات. هذا، وبالإضافة إلى المؤتمر، أرست سمارت سيتي كازابلانكا، من خلال المدينة الذكية المتصلة Smart City Connect، وهي مبادرة خاصة بالدارالبيضاء، أسس مايسمى ب Créathon لدعوة الفاعلين الرقميين لابتكار حلول جديدة لمواجهة رهانات المدينة الشاملة والمستدامة.