في جلسة افتتاح مؤتمر حزب التقدم والاشتراكية أمس ألقى إسماعيل العلوي خطابا باسم اللجنة المركزية أمام المندوبين وضيوف المؤتمر، لم يكتف فيه باستعراض مواقف الحزب وتصوراته وحصيلة أدائه، إنما عمد إلى حث كافة المناضلين على استحضار ذاكرتهم الجماعية... وكما هو الأمر داخل فضاءات المؤتمر ،وفي عقول وقلوب كل المندوبات والمندوبين،ترحم الأمين العام في مستهل خطابه على ( أرواح رفاقنا وقادة حزبنا التاريخيين،وأرواح سائر شهداء وطننا العزيز ...) ،ودعا إلى اتخاذهم قدوة والاستنارة بتجربتهم واستحضار تضحياتهم... علي يعته،عبد الله العياشي،عبد السلام بورقية، عبد الكريم بنعبدالله ،عبد العزيز بلال،شعيب الريفي....وكل الآخرين الذين رحلوا كانوا هنا حاضرين... في بوزنيقة وصفهم إسماعيل العلوي ب( الرفاق الذين أسسوا الحزب وحافظوا عليه وضحوا بالغالي والنفيس من أجله...)،ودعا أجيال اليوم إلى التمعن في مسارات كل هؤلاء،ومن تجاربهم يتعبأ الكل ل (وحدة الصف وتفادي كل تشنج أو انفعال...). كل هؤلاء غابوا بأجسادهم ،لكنهم جميعا حضروا في بوزنيقة منذ أمس وسط الرفاق... غابت الأجساد، ولم تغب سيرهم وذكرياتهم، خصوصا عمن رافقهم الطريق وشاطرهم الهدف... وعندما ذكر إسماعيل العلوي أن مؤتمر بوزنيقة،إذا بدأنا العد منذ 1943 ،سيكون المؤتمر الحادي عشر ل (الأداة التنظيمية لهذا التوجه السياسي والفكري والأيديولوجي ) الذي يمثله اليوم حزب التقدم والاشتراكية،وعندما لفت إلى المؤتمر الثالث لعام 1966،والذي انعقد في ظروف السرية وقتها،وكان هو نفسه أحد المشاركين في أشغاله ،فكأنما كان يعيد إلى أذهان الجميع كامل الحكاية،ليحدد الفرق بين الحقيقي والزائف في وقتنا هذا،وليمتح من دروس التاريخ والمسار... مؤتمر 1966، وفق كلمات العلوي، كان ( منعطفا تاريخيا في حياة الحزب )، وكأنه يوحي لجيل اليوم أنه بصدد حضور مؤتمر آخر سنة 2010 يريده الحزب منعطفا تاريخيا ثانيا في مسيرته... قبل أيام ،تذكر إسماعيل العلوي ،في أحد حواراته الصحفية عشية المؤتمر ،أن رواد العزب وقادته هم أيضا لما تحملوا المسؤولية في الحزب كانوا شبابا، وأن علي يعتة لم يكن قد غادر عقده الثاني لما تزعم الحزب أول مرة،وكانت الرسالة واضحة لمناضلي اليوم وللطبقة السياسية المغربية ،والدعوة إلى الثقة في الشباب المغربي وفي الجيل الجديد من ... الرفاق والمناضلين. بالمعنى المشار إليه لم يكن استحضار الراحلين أمس في خطاب افتتاح المؤتمر، استدعاء لهم من الذاكرة، لأنهم دائما حاضرون... ما نسيهم الرفاق، وما هجروهم، وما انتظروا مناسبة لتذكرهم... الرفاق أبدا حاضرون... هم سطروا لدى الكثيرين في العمر قصة،ولدى من كانوا قريبين منهم بين الحنايا غصة،لكن الجميع يستحضرهم اليوم لأن في الذاكرة رسالة...