بارون مخدرات يتهم الشرطة القضائية في تطوان بتعذيبه تعرض المدعو مصطفى دردب المعروف بلقب «بودراع»، والذي قدم ك»بارون مخدرات من العيار الثقيل»، إلى «تعذيب شديد من قبل عناصر من الشرطة القضائية» بولاية أمن تطوان، تكلفت بالتحقيق معه بعد توقيفه الأسبوع الماضي في عملية مداهمة تمت في ضواحي مدينة المضيق، وفق ما كشف عنه بودراع عند تقديمه أمام الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف، ونقله مصدر مقرب من الموقوف لبيان اليوم، وأكدته مصادر بينها رجال أمن وحراس بالسجن المحلي بمدينة تطوان. وتأتي هذه الاتهامات في وقت تتعرض فيه الشرطة القضائية بتطوان لموجة من الانتقادات حول سوء معاملتها لكثير من الموقوفين. وبحسب مصدر من السجن المحلي لتطوان، فقد أحضر الموقوف على ذمة التحقيق في قضايا تتعلق بالاتجار في المخدرات، والذي وصفته الشرطة ب»الصيد الثمين»، إلى السجن الأسبوع الماضي، وهو في حالة صحية متدهورة، وآثار كدمات بادية على جسده، ووضع في زنزانة، وبقي هنالك طوال الليل فاقدا للوعي وغير قادر على الحركة. وأضاف المصدر ذاته، أن حراس السجن أبلغوا بالحالة المتدهورة للمشتبه فيه لكن «تعليمات» أعطيت لهم بعدم استدعاء أي طبيب لمعاينة الموقوف. وفي هذا السياق، قال مصدر مقرب من الموقوف لبيان اليوم، إن «بودراع تعرض طوال أربعة ليال بعد توقيفه في ضيعة يملكها بالقرب من مدينة المضيق، لوجبات متتالية من التعذيب، إذ عمدت عناصر من الشرطة القضائية على تجريده من ملابسه وتقييده بكرسي حديدي، ثم تناوبوا على ضربه بشكل مبرح بواسطة أحزمة جلدية، قصد إجباره على البوح بأسماء شركائه في عمليات تهريب المخدرات، وبعدما لم ينفع ذلك، أقدمت تلك العناصر على صعقه بالكهرباء كما أغرقوه في المياه الباردة، ليفقد وعيه أكثر من مرة، إلا أن عناصر الشرطة بدت مصممة على انتزاع «اعترافات» منه بأي وسيلة، فزادت من قدر التعذيب إلى أن أصاب «الضحية» انهيار عصبي، تلاه فقدان وعي. وفي نهاية المطاف، عرضت عناصر الشرطة القضائية على المشتبه فيه صورا لبعض المبحوث عنهم في قضايا الاتجار الدولي للمخدرات ملحين عليه بضرورة توريطهم معه. وبحسب المصدر ذاته، فقد رضخ «بودراع» لطلبات عناصر الشرطة القضائية وأقر بمعرفة بعض ممن عرضت عليه صورهم، «حتى يتوقف التعذيب». وقال مصدر أمني لبيان اليوم فضل عدم الكشف عن اسمه، إنه علم بتعرض المسمى «بودراع» لإيذاء جسدي قصد توريط أشخاص آخرين يشتبه في تورطهم بتجارة المخدرات على الصعيد الدولي، مضيفا أن حارسا للأمن أطلعه على أن عناصر الشرطة القضائية لما نقلت المتهم إلى السجن، حملوه بطريقة حاولوا من خلالها «إخفاء ما قد يكون قد تعرض له من أذية». وإن كانت المعطيات التي حصلت عليها بيان اليوم، تشير إلى تعرض بودراع ل»تعذيب» من قبل عناصر الشرطة القضائية بتطوان، فإن مسؤولا بولاية الأمن رفض تأكيد صحة ذلك، وقال في اتصال مع بيان اليوم، «إن بعض الأخطاء قد تكون وقعت خلال التحقيق مع هذا الشخص، لكن الشرطة القضائية لم تتصرف على نحو غير ملائم أو قصدت إيذاء المسمى مصطفى دردب من أجل انتزاع اعترافات غير صحيحة أو توريط أشخاص آخرين». إلا أن فاعلا حقوقيا بمدينة تطوان، رد على ذلك بالقول في تصريح لبيان اليوم، «إن الشرطة القضائية بولاية أمن تطوان، كونت رصيدا (محترما) من عمليات التعذيب في حق موقوفين على ذمة التحقيق، داخل أقبية مقرها»، مضيفا أن تعذيب الموقوفين بات «ممارسة روتينية لدى الشرطة القضائية بتطوان». مصدر أمني كان قريبا من المشرفين على عملية القبض على بودراع، قال لبيان اليوم إن الملف «شابته بعض العيوب نتيجة بعض الأخطاء المرتكبة خلال عملية المداهمة»، مشيرا إلى أن اقتحام عناصر الشرطة لمحل سكنى المتهم «دون التعريف بهويتهم» قد يكون السبب في إبداء شقيق المتهم وحارس الضيعة لبعض المقاومة اعتقادا منهما أن الأمر يتعلق ب»لصوص»، كما أن إطلاق الرصاص على شقيق المتهم «ربما ينطوي على سوء تقدير»، بحسب المصدر ذاته، سيما أن مطلق النار اكتشف أن الضحية «لم يكن يحمل في يده سيفا أو ساطورا بل مجرد عصا، وقد تكون الشرطة توهمتها بسبب الظلام على أنها سلاح أبيض». وقال «إن شقيق المتهم يصاب بنوبات صرع وقد يكون وضعه العقلي غير سليم».