تحط آلية مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط “المثمر لخدمات القرب”، المخصصة لزراعة الخضروات، بين 4 و6 فبراير الجاري بالجماعة القروية العوامرة بإقليمالعرائش في ثاني محطاتها لتحسيس وتوعية الفلاحين المغاربة. وتعد هذه الآلية الجديدة مكونا من برنامج “المثمر”، الذي يجسد التزام مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط من أجل تنمية وتطوير قطاع الفلاحة بالمغرب، حيث ستواكب المرحلة الثانية المخصصة لزراعة الخضروات، برنامج التطوير الذي يسهر عليه المهندسون الزراعيون التابعون للمجموعة، كما ستمكن من ترسيخ أفضل الممارسات الزراعية لدى الفلاحين من أجل فلاحة مثمرة ومستدامة. وأبرز بلاغ لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط أن آلية المثمر، التي تعتبر جزءا لا يتجزأ من برنامج “المثمر” الذي يحمل التزام مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط بتطوير القطاع الفلاحي بالمغرب، ستشمل حوالي 30 موقعا بالعديد من الأقاليم، موضحا أنها ستستهدف هذه السنة ثلاث أنواع من الزراعات، ويتعلق الأمر بالبطاطس والطماطم والبصل، على اعتبار أن القطاع الزراعي، عموما، رائد في جلب العملات الأجنبية، بينما تعد زراعة الخضراوات، بشكل خاص، محركا رئيسيا للاقتصاد الوطني، إذ توفر ربع مناصب الشغل في هذا القطاع وتمثل 23 في المائة من إجمالي الإنتاج الفلاحي و 60 في المائة من الصادرات الفلاحية. وكانت مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط قد أطلقت برنامج المنصات التطبيقية، والتي تشمل 2000 منصة، 300 منها خاصة بزراعة الخضروات، حيث تهدف إلى تطوير نماذج علمية ومعقلنة بشراكة مع الفلاحين من أجل المساهمة في الرفع من المردودية الفلاحية وحماية الموارد، كما يروم البرنامج إظهار التأثيرات على أرض الواقع ونتائجها الإيجابية على مختلف المناطق من خلال انفتاح هذه المنصات على مختلف الفاعلين في النظام الإيكولوجي وتقديم التكوين والمواكبة. وأوضحت المهندسة الزراعية بفريق برنامج “المثمر” بإقليمالعرائش، بارزوق سميرة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن البرنامج يقدم مجموعة من الخدمات لمواكبة الفلاح عن قرب، من خلال القيام بزيارات ميدانية ودورات تكونية ومنصات تطبيقية وتحاليل للتربة. وقالت بارزوق سميرة إنني “أقوم بمواكبة حوالي 400 فلاح بشكل منتظم على مستوى إقليمالعرائش من خلال دورات تكوينية وزيارات ميدانية، نذكرهم من خلالها بالمسار التقني المعقلن، واتباع الممارسات الفلاحية الجيدة”، مبرزة أن فريق برنامج “المثمر” يقوم أيضا بإجراء تحاليل التربة مجانا لتمكين الفلاحين من اختيار السماد الملائم لأراضيهم وزراعاتهم. وأشارت إلى أن “الهدف يكمن في مساعدة الفلاح الصغير والمتوسط للارتقاء بمنتوجه وضمان جودته، خاصة وأن المنطقة تتميز بأراضيها الخصبة”، مشددة على أن تنفيذ البرنامج يتم بطريقة تشاركية لتمكين الفلاح من استيعاب هذه التقنيات والمعلومات. وتستهدف المرحلة الثانية من برنامج “المثمر”، الذي يجري تنفيذه بتعاون مع مختلف فاعلي القطاع الفلاحي، لاسيما وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات والاتحاد العلمي الوطني، أكثر من 1750 فلاحا وسيتم خلالها تقديم أكثر من 200 دورة تدريبية للفلاحين، تشمل جميع المراحل الزراعية، إلى جانب إطلاق رقم أخضر وحساب على مواقع التواصل الاجتماعي. ويضم برنامج آلية “المثمر”، الذي سيختتم يوم غد الأربعاء، تنظيم جلسات للمواكبة المشخصة من طرف المهندسين الزراعيين، وعروضا تجريبية للوحدة الذكية لإنتاج أسمد (المزج الذكي) لتقريب الفلاحين من هذه الصناعة وتشجيع استخدام الأسمدة الملائمة، وجلسات لتبادل الآراء مع خبراء في زراعة الخضروات من أجل توعية الفلاحين حول أفضل الممارسات الفلاحية، إلى جانب وضع فقرة خاصة بالنساء، بالنظر للدور الأساسي للمرأة القروية في تطوير القطاع الفلاحي بالمغرب. يشار إلى أن المرحلة الأولى من هذا البرنامج، التي جرت بين شتنبر وأكتوبر 2018، شملت 48 منطقة ب 12 إقليما، حيث تمت مواكبة أكثر من 4 آلاف فلاح والقيام بأكثر من 4 آلاف تحليل للتربة بفضل المختبرات المتنقلة ومختبر جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية لابن جرير، إلى جانب نشر 1000 منصة للحبوب والقطاني وإجراء 500 دورة تدريبية في مختلف الأقاليم.