في خطوة مثيرة، أقدم عون سلطة برتبة “مقدم” رفقة شخص آخر، ليلة السبت 26 يناير 2019، على اقتحام مبنى الإذاعة الجهوية التابع للإذاعة الوطنية بمراكش، الذي كان يعيش أجواء خاصة بفعل سهرة “ليالي مراكش” التي تنظمها في السبت الأخير من كل شهر، والتي كانت مخصصة في حلقتها لهذا الشهر للفنانة كريمة الصقلي. وفي هذا السياق، أكد بلاغ صادر عن النقابة الوطنية للصحافة المغربية – فرع جهة مراكش-، أن عون السلطة رفقة الشخص الآخر، لم تردعهما توضيحات الحارس الخاص للإذاعة بأن هناك بث مباشر على الهواء بحضور عدد من الشخصيات الفنية والفعاليات الثقافية، وهو ما يشكل إخلالا بالعمل المهني لصحفيي الإذاعة ولحقوق المستمعين، إذ وصل بهما الأمر إلى اقتحام القيمطر الفني، ومطالبة العاملين بالمحطة الإذاعية وضيوف البرنامج بالإدلاء ببطائق التعريف الوطنية الخاصة بهم، محدثين حالة ارتباك وصخب وصل صداها إلى المستمعين الذين كانوا يتابعون أطوار السهرة. وندد فرع النقابة الوطنية للصحافة المغربية بجهة مراكش بشدة بهذا الهجوم غير المسبوق على مؤسسة رسمية وطنية تقدم خدمة جليلة للمواطن في المعلومة والتثقيف والترفيه، معلنا عن تضامنه المطلق واللامشروط مع كل العاملين بالإذاعة الجهوية إدارة وصحافيين وتقنيين ومتعاونين، محملا السلطات المحلية والاقليمية المسؤولية فيما جرى ويعتبر ذلك وصمة عار على جبينها، مطالبا باتخاذ الاجراءات اللازمة ضد عون السلطة الذي اقتحم حرمة مؤسسة إعلامية محترمة. واعتبر بلاغ فرع النقابة أن مثل هذا الفعل الذي أقدم عليه ممثل السلطة يرجع بنا إلى سنوات الرصاص حين كانت الداخلية واعوانها يقتحمون مقرات المؤسسات الاعلامية الوطنية الجادة، داعيا كل الصحافيين للدفاع عن المهنة ومواجهة كل من سولت له نفسه المس بكرامة وهيبة الصحافيين ومؤسساتهم الاعلامية، مهددا باتخاذ صيغ نضالية اخرى وكذا إجراءات قانونية ضد هذا العون الذي لم يحترم لا أعراف ولا قوانين، بحسب تعبير البلاغ. إلى ذلك، عبرت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، فرع المنارة بمراكش، عن أدانتها لتصرف عون السلطة ورفيقه، معتبرة أن “هذا السلوك الأرعن ينم عن هوس الضبط والمراقبة وخنق الأنفاس لدى كل الفاعلين بما فيهم رجال ونساء الصحافة، وكل الأماكن المخصصة للحوار والتداول وإبداء الرأي وحتى الفرجة والترفيه”. وشدد بلاغ للجمعية على أن تصرف “المقدم” هو “إنتهاك لحرمة مؤسسة عمومية وبلطجة لإفشال والتشويش على العمل الإعلامي، وتجاوزا لا يمكن نعته إلا بتغول رجال السلطة بمن فيهم أعوانها الذين يتصرفون بعنجهية وسطوة تحت أعين رؤسائهم”، مؤكدة تضامنها مع معدي البرنامج الذي عرف الواقعة ومع الضيوف الحاضرين، مدينة ما أسمته “السلوك المشين المشوب بالشطط في إستعمال السلطة وعدم احترام حرمة مؤسسة عمومية”، داعية “الجهات المختصة بفتح تحقيق فورا، وترتيب الجزاءات القانونية والإدارية اللازمة، ووضع حد لأساليب الشطط والتضييق والضبط غير المبرر والتي تستهدف الحد من الحريات وتقييدها خارج مجال القانون والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان الذي يعد المغرب طرفا فيها”.