أقدم شخصان أحدهما يعمل عونا للسلطة “مقدم” بمراكش كانا في حالة سكر، ليلة أول أمس السبت على اقتحام مقر الإذاعة الجهوية بمراكش، بالتزامن مع البث المباشر لسهرة “ليالي” مراكش، وطالب الحاضرين ببلاطو الإذاعة بمده ببطائقهم الوطنية قصد التثبت من هويتهم. وأفادت مصادر متطابقة أن الفعل الذي أقدم عليه عون السلطة المذكور رفقة من كان معه، خلق استنفارا داخل ولاية جهة مراكشآسفي، وأن والي الجهة أصدر أوامره لقسم الشؤون الداخلية بالولاية من أجل فتح تحقيق في النازلة، فيما خلق الحادث استنكارا واسعا في صفوف الأوساط الإعلامية والحقوقية بمراكش. فرع النقابة الوطنية للصحافة المغربية بمراكش، ندد بشدة في بيان له حصلت جريدة “العمق” على نسخة منه، ب”الهجوم غير المسبوق رسمية وطنية تقدم خدمة جليلة للمواطن في المعلومة والتثقيف والترفيه”، على حد وصفه، معلنا تضامنه “المطلق واللامشروط” مع كل العاملين بالإذاعة الجهوية إدارة وصحافيين وتقنيين ومتعاونين. وحلمت النقابة السلطات المحلية والإقليمية المسؤولية في الحادث، معتبرا إياه “وصمة عار على جبينها”، كما طالبت باتخاذ الإجراءات اللازمة ضد عون السلطة الذي اقتحم حرمة مؤسسة إعلامية، كما اعتبرت أن “الفعل الذي أقدم عليه ممثل السلطة يرجع بنا إلى سنوات الرصاص حين كانت الداخلية وأعوانها يقتحمون مقرات المؤسسات الإعلامية الوطنية الجادة”، على حد وصفها. وفي الوقت الذي أهابت النقابة بالصحافيين للدفاع عن المهنة ومواجهة “كل من سولت له نفسه المس بكرامة وهيبة الصحافيين ومؤسساتهم الاعلامية”، أعلنت احتفاظها لنفسها باتخاذ صيغ نضالية وإجراءات قانونية ضد العون “الذي لم يحترم لا أعراف ولا قوانين”. وفي تفاصيل الحادث أكدت النقابة أن “شخصان كانا في حالة عربدة واضحة أحدهما عون سلطة، اقتحما مقر الإذاعة الجهوية بمراكش ليلة السبت 26 يناير، وكانت الإذاعة تعيش أجواء خاصة بفعل سهرة” ليالي مراكش” التي تنظمها في السبت الأخير من كل شهر، و التي كانت مخصصة في حلقتها لهذا الشهر للفنانة كريمة الصقلي”. وأضافت “ولم تردعهما توضيحات الحارس الخاص للإذاعة بأن هناك بث مباشر على الهواء بحضور عدد من الشخصيات الفنية والفعاليات الثقافية، وهو ما يشكل إخلالا بالعمل المهني لصحفيي الإذاعة والحقوق المستمعين، إذ وصل بهما الأمر إلى اقتحام القيمطر الفني، ومطالبة العاملين بالمحطة الإذاعية وضيوف البرنامج بالإدلاء ببطائق التعريف الوطنية الخاصة بهم، محدثين حالة ارتباك وصخب وصل صداها إلى المستمعين الذين كانوا يتابعون أطوار السهرة”. الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع المنارة من جهتها، وصفت سلوك المقدم وزميله الذي يعمل في سلك القوات المساعدة ب”الأرعن”، وأنه “ينم عن هوس الضبط والمراقبة وخنق الأنفاس لذى كل الفاعلين بما فيهم رجال ونساء الصحافة، وكل الأماكن المخصصة للحوار والتداول وإبداء الرأي وحتى الفرجة والترفيه”. واعتبرت في بيان لها حصلت جريدة “العمق” على نسخة منه، السلوك “انتهاكا لحرمة مؤسسة عمومية وبلطجة لإفشال والتشويش على العمل الإعلامي، وتجاوزا لا يمكن نعته إلا بتغول رجال السلطة بمن فيهم أعوانها الذين يتصرفون بغنجرية وسطوة تحت أعين رؤسائهم”. وحذرت الهيئة الحقوقية مما أسمته “مغبة التغول والهوس الأمني والرقابي ومسه بحرية التفكير والتعبير والرأي والحق في التمتع بالفن والولوج لوسائل الإعلام العمومية”، كما طالبت بالتحقيق في الحادث وترتيب وترتيب الجزاءات القانونية والإدارية اللازمة، وكذا “وضع حد لأساليب الشطط والتضييق والضبط غير المبرر والتي تستهدف الحد من الحريات وتقييدها خارج مجال القانون والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان الذي يعد المغرب طرفا فيها”.