قال رئيس مجلس النواب عبد الواحد الراضي إن دور البرلمانيين العرب، باعتبارهم ممثلي الشعوب والمنصتين لنبضها وآمالها والمتتبعين لانشغالاتها، يعتبر أساسيا في التحسيس بحجم التحديات الكبرى المطروحة على الأمة العربية. وأضاف الراضي، في كلمة له خلال مشاركته في أشغال المؤتمر ال17 للاتحاد البرلماني العربي بقطر التي اختتمت أول أمس الثلاثاء، أن دور هؤلاء البرلمانيين أساسي أيضا في الحث على اتخاذ المبادرات الضرورية لتفعيل شعار التضامن العربي ميدانيا، عبر المصالحة العربية الشاملة، وتعزيز التعاون، سواء الثنائي أو بين كافة الدول العربية. وقال «إننا جميعا مطوقون بأمانة تاريخية تجاه شعوبنا العربية وانتظاراتها وآمالها في ممارسة ونشر قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان، وترسيخ مبادئ دولة الحق والقانون، وتوفير شروط النهضة الشاملة للأمة العربية». وأوضح في هذا السياق، أن مطلب الديمقراطية وحقوق الإنسان يشكل اليوم المطلب المركزي للمواطن العربي، باعتباره المدخل الضروري لحياة سياسية عصرية تضمن حق الانتماء والمشاركة والكرامة وحقوق الإنسان في إطار تعددي حقيقي. وأبرز الراضي أن معيار الانتماء إلى عالم اليوم يتمثل في الاستجابة لهذه المطالب بالنظر لبعدها الكوني، ونهج أسلوب الحكامة الجيدة، وجعل مؤسسات الدولة في خدمة المجتمع عبر توفير الوسائل المادية والمعنوية لإسعاد المواطنين والمواطنات والتجاوب مع حاجياتهم في التكوين والشغل والسكن والحرية. وقال «إننا مطالبون بتعميم هذا المشروع المجتمعي الذي شرعت بعض البلدان في تنفيذه على عالمنا العربي»، عبر الاستفادة من التجارب الناجحة وتدبير الانتقال نحو الديمقراطية بكيفية هادئة وسلمية وحضارية. وأعرب عن اعتقاده بأن ذلك هو «الممر الفعال والصلب الكفيل بتحقيق الوحدة العربية والتضامن الحقيقي على أساس تقاسم قيم الديمقراطية، وحقوق الإنسان كما تؤكد ذلك كل النماذج الوحدوية الناجحة في العالم المعاصر». وأبرز الراضي، من جهة أخرى، أن «الأوضاع التي يجتازها العالم العربي بما تتسم به أيضا من ضعف وهشاشة آليات العمل العربي المشترك في التصدي للتحديات الكبرى المطروحة» على الأمة العربية، «تتطلب إرادة سياسية حقيقية، وشجاعة فكرية للانتصار على كل عوامل التفرقة والتنافر والصراعات الجانبية وأشباه المشاكل، حتى نتمكن من التفرغ جميعا للبناء والتشييد عبر الاستثمار المشترك لمؤهلاتنا، وتجسيد الحرص الجماعي على الوحدة الترابية لدولنا، ومحاربة مظاهر التجزئة والانفصال». وأشار الراضي إلى أن العديد من المناطق في العالم العربي تعرف مظاهر متنوعة للتقدم والإقلاع الاقتصادي قد تشكل نموذجا للتجارب الناجحة القابلة للتعميم.