قلل أيقونة نادي برشلونة الإسباني، الأرجنتيني ليونيل ميسي، من عدم حصوله على جائزة الكرة الذهبية التي تمنحها مجلة “فرانس فوتبول” الفرنسية لأفضل لاعب كرة قدم في العالم لسنة 2018، والتي حصل عليها الكرواتي لوكا مودريتش، معبرا عن سعادته عقب فوزه بالحذاء الذهبي لأفضل هداف في أوروبا للمرة الخامسة في مساره الكروي. وتطرق ميسي في حوار أجرته معه صحيفة “ماركا” المدريدية، إلى التحدي الذي وجهه له البرتغالي كريستيانو رونالدو والمتمثل في الانتقال إلى إيطاليا للعب، مؤكدا أنه يلعب حاليا في أفضل ناد في العالم ولا يفكر في مغادرة برشلونة، مضيفا أن ريال مدريد يفتقد خدمات نجمه البرتغالي الذي شكل بالنسبة له منافسا رائع طيلة عشرة سنوات كاملة. واعترف النجم الأرجنتيني، في ذات الحوار، أنه من الصعب رؤية النجم البرازيلي بقميص برشلونة بعد انتقاله إلى نادي باريس سان جرمان الفرنسي، مشيرا إلى أنه يفتقد اللعب رفقة زميله السابق الإسباني أندريس إنييستا المنتقل للدوري الياباني، ومبديا رغبته في العمل مجددا مع مدرب مانشستر سيتي الحالي الإسباني بيب غوراديولا. كما تحدث ميسي عن مستوى التنافس في الدوري الإسباني وطريقة لعب برشلونة خلال الموسم الجاري ورأيه في الأندية الأوروبية وهدف زميله الفرنسي عثمان ديمبلي وإمكانية تعاقد النادي مع نجمي أجاكس أمستردام الهولندي ماتيس دي ليخت وفرينكي دي يونغ، وتقنية التحكيم بالفيديو، ليختتم الحوار بالحديث عن حياته الشخصية وعائلته. عام آخر، وجائزة حذاء ذهبي خامس .. هل تعبت من التتويج؟ وهل تفتقد دوري أبطال أوروبا؟ إنها جائزة لطيفة ومهمة للجميع، هي جائزة للفريق، مثلما يفوز الحارس بلقب أفضل حارس “زامورا”. هي جائزة للفريق بالكامل، أنا سعيد للفوز بها مجددا. بالنسبة لدوري أبطال أوروبا، سيكون من الجيد إذا فزت باللقب مجددا، مثلما قلت في بداية الموسم، هاته البطولة دائما مميزة بالنسبة لنا لما تمثله من أهمية، ونحن نود الفوز بها مجددا، لدينا تلك الرغبة. هل تفاجأت بخصوص عدم حصولك على الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم لسنة 2018؟ بصدق، لا أعطيها أهمية، على الرغم من أنها جائزة مهمة للغاية، هذا الموسم لم تتح لي الفرصة للفوز بها، تابعت الأسماء المرشحة، وعرفت أنني لن أفوز، لذلك لم أنتظر أن أكون ثالثا أو رابعا أو خامسا. لم أتفاجأ، لأنني لم أكن أتوقع أي شيء. هل ترغب بالعودة للتدرب مجددا مع بيب غوارديولا؟ أريد العودة مجددا للعمل تحت قيادة غوارديولا، هو واحد من أفضل المدربين في العالم، لذلك هذا ما أريده، لكني أخبرك بأن الأمر معقد قليلا. هل رأيت دي يونغ ودي ليخت، وهل ترى أنهما مناسبان للعب في برشلونة؟ هما قادمان من مدرسة تشبه برشلونة كثيرا، ويعملان بنفس الطريقة على مستوى استحواذ الكرة، إنهما رائعان. ما هو الحلم المستحيل لميسي؟ لا يوجد مستحيل، سنحاول القتال بأقصى قدر ممكن، وتحقيق كل شيء ممكن، بهذا التفكير، العمل، والمجهود لا يوجد مستحيل. بعد المران تستمر في التدرب على تسديد الكرات الثابتة.. هل هناك سر في ذلك؟ نعم هذا حقيقي، أستمر في بعض الأوقات في التدرب أكثر عقب المران، ليس فقط على الكرات الثابتة، بل على التسديد من خارج منطقة الجزاء، للتعود على طريقة معينة. سابقا قلت إنك تحتاج لتطوير مهارتك في تسديد ضربات الجزاء، ما هو الشيء الذي تحتاج إلى تحسينه؟ التدرب والمشاهدة، اليوم كل شيء مدروس، الأخطاء، ضربات الجزاء، المباراة، كل شيء له تحليل، ولا يوجد فرصة للصدفة، يجب عليك مواصلة المران. هناك فرق بين تسديد الأخطاء وضربات الجزاء؟ هناك فرق، في الأخطاء لديك حائط، ومسافة بعيدا، وطريقة مختلفة في التسديد، لا يكون عليك الضغط بأنك يجب أن تسجلها، الكرة الثابتة بإمكانها الدخول في المرمى أو لا، لكن في ضربات الجزاء فرصة إهدار الكرة أكثر من تسجيلها، حراس المرمى يشعرون بأريحية أكثر إذا دخلت هدفا لن يتأثروا، لكن المسدد هو من يتحمل ضغوطات أكثر. الموسم الماضي قلت إن الفريق تحسن دفاعيا بعد رحيل نيمار، ما الذي حدث هذا الموسم لاستقبال برشلونة عددا كبيرا من الأهداف؟ هذا العام نلعب بخطة 4-3-3. الموسم الماضي كان هناك خطان من 4 لاعبين، وقللنا المساحات، وكان من الصعب على المنافسين الوصول إلى المرمى، أما الآن مع 4-3-3 لدينا استحواذ أكثر ونقدم كرة قدم أفضل، لكننا نتأثر على المستوى الدفاعي. المنافس يجد المساحات في الخلف، وهو ما لم يكن موجودا الموسم الماضي، لكننا أكثر راحة مع الكرة الآن، ندافع بالكرة، ونضغط للأمام، وهو ما نفعله دائما، مؤخرا تحسنا على المستوى الدفاعي، ونتمنى مواصلة ذلك والتحسن أكثر. هل سنرى يوما برشلونة في مباراة مهمة مكونا من 11 لاعبا شابا مثلما حدث مع المدرب الراحل تيتو فيلانوفا؟ الأمر الآن معقد، من المهم منح الفرصة للشباب، ولكن هذا ليس أمرا مستحيلا للوصول إلى الفريق الأول، أعتقد أن المستقبل سيشهد مشاركة 11 لاعبا شابا لكن هذا يحتاج إلى وقت. بوسكيتس قال سابقا إن الشباب الآن متسرعون في الوصول إلى القمة، هل تتفق معه؟ نحن من جيل آخر غير الشباب اليوم، الآن نحن في موقف مختلف، ونحن نتكيف مع ما لدينا، الشباب الآن يحصلون على عروض مغرية، ليس من السهل رفض بعض العروض التي تقدم المال أو تكون أيضا جيدة من الناحية الرياضية، خاصة أنه من الصعب عليهم إيجاد مكان بالفريق الأول. هل تفتقد لزميلك السابق أندريس إنييستا؟ بالطبع أفتقد لإنييستا، سواء داخل أو خارج الملعب، تقاسمنا العديد من السنوات مع أندريس، في المران والمباريات، والمواقف خارج الملعب. بالطبع أفتقده. هذا الموسم يعتبر أكثر اتزانا في الدوري الإسباني، هل هذا عيب أم ضعف؟ في الوقت الحاضر من الصعب جدا فوز أي فريق بالمباريات، لقد أهدرنا الكثير من النقاط في الليغا، وهذا أمر لم يحدث لنا في المواسم الأخيرة، الدوري متقارب للغاية ولا يزال من الصعب تحقيق الانتصارات. هل من الجيد وجود فرق أخرى غير الثلاثي الكبير برشلونة وريال مدريد وأتلتيكو مدريد؟ كان يقال عن الليغا إنها بطولة تلعب بين فريقين فقط، ولكن هذه المسألة موجودة في الدوريات الأخرى، فريقان أو ثلاثة يتقاتلون على اللقب، والباقي كأنهم في بطولة أخرى. الآن الدوري متقارب وهذا أمر جيد للمنافسة وللجماهير، الكل يقاتل من أجل اللقب، والوصول للبطولات الأوروبية، وليس فقط لتفادي الهبوط. هذا العام قدم برشلونة العديد من المباريات مميزة في دوري الأبطال هل هناك دافع خاص للبطولة؟ كل عام هناك دافع خاص للفوز بدوري الأبطال، إنها بطولة فريدة من نوعها، خاصة، الأجمل أن ألعب فيها على مستوى نادينا، هي منافسة مختلفة تماما، ونحن جميعا نريد الفوز بها. ما رأيك في هدف عثمان ديمبلي أمام توتنهام؟ ديمبلي في الملعب ظاهرة، لديه جودة فريدة من نوعها، كل شيء يعتمد عليه، أين يريد أن يذهب، لديه الإمكانيات ليكون ما يريد. يمكن أن يكون أحد أفضل اللاعبين في العالم. هو ما يزال شابا، يتأقلم مع المدينة والنادي، كلما قل الحديث عنه سيكون ذلك أفضل. من الضروري تركه هادئا حتى يتأقلم جيدا، لقد أدرك الأخطاء التي ارتكبها، وأصلح ذلك، وعاد ديمبلي الذي نريده، وسنساعده للتركيز على كرة القدم. هل تفاجأت من مغادرة كريستيانو رونالدو لريال مدريد الصيف الماضي؟ في بداية الموسم، قلت إن ريال مدريد فريق رائع وواحد من أفضل أندية العالم ويملك مجموعة جيدة من اللاعبين. رونالدو سيترك فراغا في أي فريق يتركه. وسيكون رحيله مفاجأة للكل. إنه لاعب يسجل الكثير من الأهداف ويمنح فريقه الكثير داخل أرضية الميدان. لا يفاجئني أنهم يفتقدون كريستيانو رونالدو، لكن ريال مدريد سيظل من أفضل الأندية بلاعبين كبار. ألا تفتقد المنافسة التي كانت تجمعك برونالدو في السنوات العشرة الأخيرة حول الجوائز الفردية والأرقام الشخصية؟ في ذلك الوقت كنا نتنافس في نفس الدوري وكل واحد منا كان يسعى ليمنح الفوز لفريقه. كريستيانو كان لاعبا رائعا لليغا ولريال مدريد. والمنافسة معه كانت لطيفة للغاية. لكن كالمعتاد أركز على فريقي وأبحث عن تحقيق أهدافي سواء كان موجودا أو لا. التنافس مع كريستيانو كان سليما، وأردنا تحسين أنفسنا يوما بعد يوم لتقديم الأفضل. وأعتقد أن التنافس كان رائعا أيضا للجماهير. ماذا عن الدعوة التي وجهها رونالدو لمواصلة المنافسة بالدوري الإيطالي، هل توافق عليها؟ لا أريد أي تغيير في اليوم الراهن، أنا في أفضل ناد في العالم، وأجدد تحدياتي كل عام، لا أريد تغيير فريقي أو الدوري من أجل أهداف جديدة، أنا في بيتي وفي أفضل فريق في العالم. بعد نهاية دور المجموعات من دوري أبطال أوروبا، ما أكثر فريق يعجبك يوفنتوس الإيطالي أم مانشستر سيتي الإنجليزي أم باريس سان جرمان الفرنسي؟ لم أشاهد مباريات باريس سان جرمان كثيرا، لأننا نلعب تقريبا في نفس التوقيت، أشاهده في الدوري الفرنسي. يوفنتوس قوي مع رونالدو، ومرشح بقوة للفوز بالدوري. السيتي لديه كرة قدم متنوعة، واعبون رائعون. بايرن ميونيخ نهض مرة أخرى. في الحقيقة من الصعب اختيار واحد منهم. هل ترى أي إمكانية لعودة نيمار على برشلونة؟ أرى عودة نيمار معقدة للغاية، كلنا نحبه أن يعود لما يعنيه لنا، كلاعب. نحن أصدقاء، عشنا معا أياما رائعة جدا، نقضي الكثير من الوقت معا، مع ذلك أرى صعوبة في عودته إلى برشلونة، لأن باريس سان جرمان لن يسمح بخروجه. ما رأيك في تطبيق تقنية التحكيم بالفيديو هذا الموسم بالدوري الإسباني؟ في البداية كنت مترددا بشأنها، لكن أعتقد أن القرار اليوم أصبح جيدا للغاية لليغا، والكرة عموما، الجميع تكيف على هذه التقنية سواء الجماهير أو اللاعبين. ما الأهم بالنسبة لميسي العائلة أم كرة القدم؟ عندما أصبح لدي أطفال الأولية أصبحت للعائلة، هي الأهم في حياتي، أحب كرة القدم، وأعيش من أجل الكرة، لكن العائلة فوق كل شيء. هل 3 أولاد كافين لميسي أم سيكون هناك طفل آخر؟ أنا وأنتونيلا نتطلع لإنجاب بنت سنرى لاحقا، الأمر لا يزال مبكرا. هل أنت أب يتلقى الانتقادات؟ تلقيت العديد من الانتقادات من تياغو (يضحك)، يتابع برشلونة في الدوري ودوري الأبطال، ويسأل عن اللعبة، وعندما تكون هناك نتائج سيئة، يتحدث معي عن هذه الأشياء. هل صحيح ما يقال إن برشلونة عندما يخسر لا يتحدث أحد عن الكرة في المنزل؟ كان هذا سابقا، الآن لا يحدث ذلك، من الصعب تخطي الهزائم، والنتائج السلبية، لكن تياغو يجبرني على التحدث عماذا حدث في المباريات؟ وشرح لماذا لم نفز؟ الآن نحن نتحدث أكثر. ماذا ستقول إن أخبرك أحدهم أن ابنك سيكون أفضل لاعب في العالم لكن بشرط اللعب مع ريال مدريد؟ لا أعلم ماذا سيكون تياغو في المستقبل، هل سيلعب الكرة أم لا؟، هو لا يزال يافعا جدا، أريده فقط أن يستمتع، ويجد الطريق الذي يناسبه، لا يهمني إذا كان لاعبا أم لا، أريده فقط أن يكون سعيدا.